أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2016
527
التاريخ:
505
التاريخ: 21-11-2016
843
التاريخ: 21-11-2016
481
|
الأوضاع العامة في عهد يزيد الثالث
تعتبر الأوضاع العامة للخلافة أثناء ولاية يزيد الثالث، استمراراً لفاتحة الاضطرابات، التي ابتدأت على إثر مقتل الوليد الثاني، والتي أدت إلى تصدع بني أمية، ومن ثم زوال دولتهم.
وقد مرت أحداث عهده في مرحلتين متميزتين: تضمنت المرحلة الأولى أحداث ذيول مقتل الوليد الثاني، وما أثارته من ردود فعل داخل البيت الأموي، في حين تضمنت المرحلة الثانية صدى لأحداث التغييرات في المناصب الإدارية وما كان لها من آثار سلبيه على مسيرة الحكم من جهة، وانعكاسات سيئة على الأوضاع الداخلية، من جهة أخرى.
والواقع أن يزيد الثالث لم يكن الشخصية التي يجتمع حولها كافة أفراد البيت الأموي. ويبدو أن عدم وجود مثل هذه الشخصية، بالإضافة إلى تفشي روح الفردية كانا من الأسباب البارزة في استمرار الصراع.
ما إن اعتلى يزيد الثالث سدة الخلافة حتى قامت المعارضة العنيفة في وجهة وتزعمها أبناء عمومته.
فقد خرج عليه سليمان بن هشام بعد أن فر من سجنه، وجاء إلى دمشق حيث راح يهاجم الخليفة وبلعنه وبنعته بالكافر.
وخرجت الأقاليم على خلافته. فقد خرج أهل حمص ليأخذوا بثأر الوليد الثاني، ورفضوا بيعة الخليفة، وانضم إليهم يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، وأبو محمد السفياني الذي بايعوه بالخلافة، وقرروا الزحف على دمشق، لكن الخيفة كان الأسرع إلى التحرك، ونجح في التصدي لأهل حمص، وأجبرهم على الخضوع والبيعة له. وقبض على الأميرين الأمويين وساقهما إلى دمشق وسجنهما.
وواجه يزيد الثالث حركة أخرى قام بها أهل فلسطين الذين بايعوا يزيد بن سليمان بن عبد الملك، كما خرج أهل الأردن الذين بايعوا محمد بن عبد الملك، إلا أن الخيفة تمكن من إخضاع الثائرين.
وهكذا زاد مقتل الوليد الثاني في اشتعال حدة الصراع بين أفراد البيت الأموي، وكان من المستحيل رأب الصدع الذي أخذ يتسع في الجسم الأموي.
وعمد يزيد الثالث، بعد أن تولى الحكم، إلى عزل الولاة الذين عينهم عمه هشام، وولى عمالاً يثق بهم. فقد عزل يوسف بن عمر عن العراق وولاها منصور بن جمهور، مبرراً إقدامه على هذه الخطوة بأنه يريد للعراق حاكماً ذا دين وخلق ليقيم العدل ويرفع الظلم عن الناس. وقد أثار هذا التغيير ردود فعل معترضة من بعض أتباع الخليفة مثل يزيد بن حجرة الغساني، كما حاول الوالي المعزول إثارة الاضطرابات ضد الخليفة عن طريق إثارة القبائل ضد بعضها البعض، إلا أن فشل في ذلك وغادر العراق إلى البلقاء.
وأراد يزيد الثالث أن يبسط سلطانه على الأقاليم البعيدة في المشرق، لاسيما خراسان والسند وسجستان، فامتنع عليه نصر بن سيار حاكم خراسان الذي راودته فكرة الاستقلال عن الحكم المركزي، وبايعه أتباعه، وأخفق والي العراق منصور بن جمهور في ترويضه.
واشتد في هذا الوقت أمر مروان بن محمد حاكم الجزيرة وأذربيجان وأرمينيا، الذي رفض في بادئ الأمر الاعتراف بالخليفة الجديد، ثم دخل معه في مفاوضات للتفاهم على أمر الخلافة وولاية العهد. ولما أوشك الرجلان على الاتفاق توفي يزيد فجأة في (شهر ذي الحجة عام 126 هـ/ شهر أيلول عام 744م)، وقام بالأمر بعده أخوه إبراهيم بن الوليد. إلا أن الأمر لم يستقم له، فكان تارة يسلم عليه بالخلاف وتارة بالإمارة، وتارة لا يسلم عليه بواحد منها.
وكان من الطبيعي أن يرفض مروان بن محمد، المتطلع نحو الخلافة، الاعتراف بخلافة إبراهيم، وأعلن تأييده لولدي الوليد الثاني الحكم وعثمان. وقد اعتمد إبراهيم في صراعه مع مروان على مساندة اليمنية له في حين تلقي مروان مساعدة القيسية، وهذا سبب كاف لتأجج العداوة بينهما.
وراح مروان، يزحف على دمشق من حران على رأس قواته. واستولى، أثناء زحفه، على قنسرين وحمص واصطدم بجيش أرسله الخليفة للتصدي له في عنجر بين بعلبك ودمشق، وانتصر عليه. وفر إبراهيم من دمشق عندما بلغه نتيجة المعركة، وقتل قبل فراره الحكم وعثمان ولدي الوليد الثاني حتى لا يتخذهما مروان ذريعة للاستيلاء على السلطة باسميهما، لكن هذا الأخير دخل دمشق ظافراً في عام (127 هـ/ 745م) وبايعه الناس بالخلافة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|