المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

8- ايسن وعيلام
23-9-2016
الفرق بين الجريدة والمجلة
15/10/2022
نيوتن – السير اسحاق
أبو طاهر محمد بن سليمان بن الحسن
1-2-2018
Vowel length TRAP/PALM/BATH
2024-02-13
من هو المُؤذِّن ! والمنادي ؟
11-10-2014


مقامه في غزوة بني قريضه  
  
4069   10:56 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص385-387.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لما انهزم الأحزاب وولوا عن المسلمين عمل رسول الله (صلى الله عليه واله) على قصد بني قريظة و أنفذ أمير المؤمنين (عليه السلام) في ثلاثين من الخزرج وقال له انظر بني قريظة هل تركوا حصونهم؟.

فلما شارفها سمع منهم الهجر فرجع إلى النبي (صلى الله عليه واله) فأخبره فقال دعهم فإن الله سيمكن منهم إن الذي أمكنك من عمرو لا يخذلك فقف حتى يجتمع الناس إليك و أبشر بنصر الله فإن الله قد نصرني بالرعب بين يدي مسيرة شهر قال علي فاجتمع الناس إلي وسرت حتى دنوت من سورهم فأشرف علي شخص منهم و نادى قد جاءكم قاتل عمرو وقال آخر كذلك و تصايحوا بها بينهم و ألقى الله الرعب في قلوبهم و سمعت راجزا يرجز:

                            قتل علي عمرا           صاد علي صقرا

                            قصم علي ظهرا         أبرم علي أمرا

                                           هتك علي سترا

فقلت الحمد لله الذي أظهر الإسلام و قمع الشرك.

وكان النبي (صلى الله عليه واله) قال لي سر على بركة الله فإن الله قد وعدكم أرضهم و ديارهم فسرت متيقنا بنصر الله عز و جل حتى ركزت الراية في أصل الحصن واستقبلوني يسبون رسول الله (صلى الله عليه واله)فكرهت أن يسمعه رسول الله فأردت أن أرجع إليه فإذا به قد طلع فناداهم يا إخوة القردة و الخنازير إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين .

فقالوا يا أبا القاسم ما كنت جهولا و لا سبابا .

فاستحيا (صلى الله عليه واله) ورجع القهقري قليلا ثم أمر فضربت خيمته بإزاء حصونهم و أقام يحاصرهم خمسا و عشرين ليلة حتى سألوه النزول على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد بقتل الرجال و سبي الذراري و النساء و قسمة الأموال فقال (صلى الله عليه واله) لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة و أمر بإنزال الرجال و كانوا تسعمائة.

 

فجيء بهم إلى المدينة و حبسوا في دار من دور بني النجار و خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى موضع السوق اليوم و حضر معه المسلمون وأمر أن يخرجوا وتقدم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بضرب أعناقهم في الخندق فأخرجوا أرسالا و فيهم حي بن أخطب و كعب بن أسد وهما رئيسا القوم فقالوا لكعب وهم يذهب بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ما تراه يصنع بنا فقال في كل موطن لا تعقلون أما ترون الداعي لا ينزع أي لا ينتهي من الدعاء والطلب ومن ذهب منكم لا يرجع هو والله القتل وجيء بحي مجموعة يداه إلى عنقه فلما نظر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال أما والله ما لمت نفسي على عداوتك ولكن من يخذل الله يخذل ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس إنه لا بد من أمر الله كتاب و قدر وملحمة كتبت إلى بني إسرائيل ثم أقيم بين يدي أمير المؤمنين وهو يقول قتلة شريفة بيد شريف .
فقال علي (عليه السلام) ((إن الأخيار يقتلون الأشرار و الأشرار يقتلون الأخيار فويل لمن قتله الأخيار وطوبى لمن قتله الأشرار والكفار ))

 

فقال : صدقت لا تسلبني حلتي قال هي أهون علي من ذاك قال استرتني سترك الله و مد عنقه فضربها علي (عليه السلام) و لم يسلبه من بينهم.

وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جاء به ما كان يقول حي وهو يقاد إلى الموت قال كان يقول

لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه          و لكنه من يخذل الله يخذل

فجاهد حتى بلغ النفس جهدها           وحاول يبغي العز كل مغلغل.

وكان الظفر بهم و الفتح على يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.