أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1213
التاريخ: 9-12-2018
1620
التاريخ: 17-11-2016
1045
التاريخ: 27-5-2017
1570
|
« بيعة يزيد »
البدء والتاريخ : ولما بويع يزيد تلكّأ الحسين وعبدالله بن الزبير عن بيعته ، ولحقا بمكة ، فأما الحسين فخرج الى الكوفة حتى استشهد بكربلاء . وأما عبدالله فامتنع بمكة ولاذ بالكعبة ودعا الناس الى الشورى ، وجعل يلعن يزيد وسماه الفاسق المتكبّر ، وقال : لا يرضى الله بعهد معاوية الى يزيد ... وبلغ الخبر يزيد فبعث مسلم بن عقبة المُرّي في جيش كثيف ... فجاء مسلم بن عقبة فأوقع بالمدينة ، وقتل اربعة آلاف رجل من أفناء الناس ، وسبعين رجلا من الأنصار ، وبقر بطون النساء وأباح الحُرم ، وأنهب المدينة ثلاثة أيام ، وبايعهم على أنه فيء ليزيد وجعل يفعل فيهم ما شاء ، وكانت الوقعة بالحرة وهي ضاحي المدينة ... ثم سار نحو مكة ... وكان وُلد يزيد بالماطرون ومات بحوارين ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة . وفيه يقول الشاعر
يا أيها القبر بحوارينا ... ضممت شر الناس أجمعينا
ولما مات يزيد، صار الأمر الى ولده معاوية بن يزيد ، وكان قدريّا ... فخطب معاوية فقال : إنا بُلينا بكم وابتليتم بنا ، وان جدّي معاوية نازع الأمر من كان أولى به وأحقّ ، فركب منه ما تعلمون حتى صار مرتهنا بعمله ، ثم تقلّده أبي ، ولقد كان غير خليق به ، فركب رَدعه واستحسن خطأه ، ولا أحبّ أن ألقى الله بتباعتكم ، فشأنكم وأمركم ، ولّوه من شئتم ، فوالله لئن كانت الخلافة مغنما ؛ لقد أصبنا منها حظا ، وإن كانت شرا ؛ فحسبُ آل ابي سفيان ما أصابوا منها . ثم نزل وأغلق الباب في وجهه (1) .
الامامة والسياسة : فقام الحسين فحمد الله وصلى على الرسول ، ثم قال : أما بعد يا معاوية فلن تؤدّي القائل وان أطنب في صفة الرسول « صلى الله عليه وآله » ... وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة محمد : تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المُهارشة عند التحارش والحمام السبق لأترابهن والقينات ذوات المعارف وضروب الملاهي (2) .
ويروى : وذكروا أنّ مسلما لما فرغ من قتال أهل المدينة ونهبها ، كتب الى يزيد بن معاوية ، وفيها : فما صليت الظهر أصلح الله امير المؤمنين إلا في مسجدهم بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم ، وأوقعنا بهم السيوف وقتلنا من أشرف لنا منهم ، وأتبعنا مُدبرهم وأجهزنا على جريحهم ، وانتهبناها ثلاثا كما قال امير المؤمنين أعزّ الله نصره ، وجعلت دور بني الشهيد عثمان بن عفان في حرز وأمان ، فالحمد لله الذي شفا صدري من قتل أهل الخلاف القديم والنفاق العظيم ، فطالما عتوا وقديما ما طغوا (3) .
الخلفاء للسيوطي : قال الحسن البصريّ : أفسد أمر الناس اثنان ، عمرو بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف ، فحُملت ، ونال منا لقرّاء فحكّم الخوارج فلا يزال هذا التحكيم الى يوم القيامة ، والمغيرةُ بن شعبة فإنه كان عامل معاوية على الكوفة ، فكتب إليه معاوية اذا قرأت كتابي فأقبل معزولا ، فأبطأ عنه ، فلما ورد عليه . قال : ما أبطأ بك ؟ قال : أمر كنت أوطّئه واهيّئه ، قال : وما هو ؟ قال : البيعة ليزيد من بعدك قال : أو قد فعلت ؟ قال : نعم . قال : ارجع الى عملك . فلما خرج قال له أصحابه : ما وراءك ؟ قال : وضعت رجل معاوية في غرز غيّ لايزال فيه الى يوم القيامة (4) .
تاريخ الخلفاء : وكانت وقعة الحرة على باب طيبة ، وما أدراك ما وقعة الحرة . ذكرها الحسن مرّة فقال : والله ما كان ينجو منهم أحد ، قتل فيها خلق من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم ، ونُهبت المدينة ، وافتض فيها ألف عذراء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . قال صلى الله عليه وسلم : من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . وان عبدالله بن حنظلة بن الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نُرمى بالحجارة من السماء ، أنه رجل ينكح امهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة (5) .
مروج الذهب : وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب ، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد ، وذلك بعد قتل الحسين ، فأقبل على ساقيه
اسقني شربة تَروى مشاشي صاحبَ السر والامانة عندي ... ثم صل فاسق مثلها ابن زياد ولتسديد مغنمي وسدادي
ثم أمر المغنّين فغنّوا ، وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان له قرد يكنّى بابي قيس يحضر مجلس منادمته (6) .
_____________
(1) البدء والتاريخ ج 6 ص 13 .
(2) الأمامة والسياسة ص 152 .
(3) نفس المصدر ص 178 .
(4) الخلفاء للسيوطي ص 79 .
(5) تاريخ الخلفاء ص 81 .
(6) مروج الذهب ج 2 ص 94 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|