المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المذاهب الأخلاقيّة
2024-10-10
دوران مفاد صيغة الأمر بين الأمرين
31-8-2016
فيض flux
23-5-2019
hydronymy (n.)
2023-09-19
تطهير مساكن الدواجن
21-4-2016
حب علي يثبت الاقدام
29-01-2015


كلامه (عليه السلام) في وجوب المعرفة بالله تعالى  
  
3145   02:01 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص171-173.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 3032
التاريخ: 13-4-2016 3597
التاريخ: 19-4-2016 2794
التاريخ: 14-4-2016 3025

ما رواه ابو بكر الهذلي عن الزهري عن عيسى بن زيد عن صالح بن كيسان ان أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال في الحث على معرفة الله سبحانه والتوحيد له: اول عبادة الله معرفته وأصل معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي التشبيه عنه، جل عن أن تحله الصفات لشهادة العقول ان كل من حلته الصفات مصنوع، وشهادة العقول انه جل وعلا صانع ليس مصنوع، بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول يعتقد معرفته، وبالنظر تثبت حجته، جعل الخلق دليلا عليه، فكشف به عن ربوبيته، هو الواحد الفرد في أزليته، لا شريك له في إلهيته ولاند له في ربوبيته، بمضادته بين الاشياء المتضادة علم أن لا ضد له، وبمقارنته بين الامور المقترنة علم أن لا قرين له.. .

 ومما حفط عنه (عليه السلام) في نفي التشبيه عن الله تعالى ما رواه الشعبي، قال: سمع اميرالمؤمنين (عليه السلام) رجلا يقول: والذي احتجب بسبع طباق فعلا بالدرة، ثم قال له: ويلك ان الله أجل من أن يحتجب عن شيء أو يحتجب عنه شيء، سبحان الذي لايحويه مكان ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء، فقال الرجل: أفأكفر عن يميني يا أمير المؤمنين؟ قال: لا أنك لم تحلف بالله فتلزمك كفارة الحنث وانما حلفت بغيره.

وروى اهل السيرة وعلماء النقلة ان رجلا جاء الى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أميرالمؤمنين خبرني عن الله تعالى أرأيته حين عبدته؟ فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): لم أك بالذي أعبد من لم أره، فقال له: فيكف رأيته ؟ فقال له: ويحك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، معروف بالدلالات، منعوت بالعلامات، لا يقاس بالناس ولاتدركه الحواس، فانصرف الرجل وهو يقول: الله اعلم حيث يجعل رسالته، وفي هذا الحديث دليل على انه كان ينفى عن الله عزوجل رؤية الابصار.

وروى الحسن بن أبى الحسن البصرى قال: جاء رجل إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) بعد انصرافه من حرب صفين فقال له: يا أميرالمؤمنين خبرني عما كان بيننا و بين هؤلاء القوم من الحرب أكان بقضاء من الله وقدر؟ فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): ما علوتم تلعة ولاهبطتم واديا إلا ولله فيه قضاء وقدر، فقال الرجل: فعند الله أحتسب عناي يا أميرالمؤمنين؟ فقال له: ولم؟ قال: اذا كان القضاء والقدر ساقانا إلى العمل فما وجه الثواب لنا على الطاعة؟ وما وجه العقاب لنا على المعصية؟ فقال له امير المؤمنين (عليه السلام): أو ظننت يا رجل أنه قضاء حتم وقدر لازم لا تظن ذلك فان القول به مقال عبدة الاوثان وحزب الشيطان وخصماء الرحمن، وقدرية هذه الامة ومجوسها، ان الله جل جلاله أمر تخييرا، ونهى تحذيرا، وكلف يسيرا ولم يطع مكرها، ولم يعص مغلوبا، ولم يخلق السماء والارض وما بينهما باطلا {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27] فقال الرجل: فما القضاء والقدر الذى ذكرته يا أميرالمؤمنين؟ قال: الامر بالطاعة، والنهى عن المعصية، والتمكين من فعل الحسنة، وترك السيئة والمعونة على القربة اليه والخذلان لمن عصاه، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا، فأما غير ذلك فلا تظنه، فان الظن له محبط للأعمال، فقال الرجل: فرجت عنى يا أميرالمؤمنين فرج الله عنك وأنشأ يقول:

أنت الامام الذى نرجو بطاعته           *           يوم المآب من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا        *           جزاك ربك بالإحسان احسانا

هذا الحديث موضح عن قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) في معنى العدل ونفى الجبر، واثبات الحكمة في أفعال الله تعالى ونفى العبث عنها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.