أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2021
2973
التاريخ: 15-11-2016
1905
التاريخ: 27-11-2019
1542
التاريخ: 30-11-2019
2709
|
الدوافع لاجتماع السقيفة ( 1 )
تصور الأنصار أنهم الذين آووا ونصروا يوم عز الناصر، وأسلموا يوم قحط المسلمين، فبذلوا للإسلام نفوسهم وأموالهم، فكانوا بحق " أنصارا " كما سماهم النبي صلى الله عليه وآله، و " وحضنة الإسلام وأعضاد الملة " كما دعتهم الزهراء عليها السلام في خطبتها الشهيرة عند مطالبتها بالنحلة .
إذن ، لا بد أن يروا لأنفسهم حقا في الإسلام لا يغمط وسابقة ليست لغيرهم لا تنكر ، ولهم في تشييده يد مشهورة وذكر جميل . . وهذا ما يطمعهم في إمارة المسلمين كجزاء لتضحيتهم في سبيل الإسلام وكنتيجة لنجاحهم وتفوقهم على العرب في النصرة والإيواء .
ومن جهة ثانية : إنهم كانوا قد وتروا قريشا والعرب ، وأية ترة هي ؟ آووا ونصروا من سفه أحلامهم ، وهم يحرقون الأرم عليه ليقتلوه ، فتمنع عن جبروتهم بأولئك المستضعفين في نظر " أهل النواضح " وأكثر من ذلك أنهم قتلوا صناديدهم وأسروا رجالهم وجعجعوا بهم حتى دانت بأسيافهم العرب .
فكانت الأنصار - والحال هذه - تتخوف هؤلاء الذين وتروهم إذا خلصت إليهم الإمارة أن يأخذوهم بترتهم ، وهم عندئذ المغلوبون على أمرهم سوقة لا يملكون لأنفسهم قوة ولا دفاعا ، وكفاهم ما سمعوه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) مخاطبا لهم : " ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " .
والمناظرة التي وقعت يوم السقيفة كانت تشير إلى تخوفهم هذا ، بل صرح الحباب بن المنذر إذ يقول : " ولكنا نخاف أن يليها بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم " .
وقد صدقت فراسته فتولى الأمر بنو أمية وكان ما كان منهم في وقفة ( الحرة ) المخزية التي يندي منها جبين الشرف والإنسانية ، ويبرأ منها الإسلام وأهله .
وشئ ثالث هناك : إذا كان صاحب الأمر هو علي بن أبي طالب ، فلم يخف عليهم حسد العرب له وتمالؤها عليه ، وهي موتورة له أكثر من أي شخص آخر من المسلمين بعد النبي ، فلا تمكنه العرب - وقريش خاصة - من أمورهم . وليس بعيدا عهد تأخر جيش أسامة والحيلولة دون كتاب النبي .
ولا بد أنهم علموا بمؤامرات هناك وتفكيرات أحسوها عيانا في جماعة من الناس . فالأنصار - والحال هذه - قد لا يرون كبير إثم في تطاولهم لمنصب الخلافة ، ما دامت خارجة عن معدنها ، ولا يأمنون أن يتولاها من لا يحمدون مغبة أمره ، ولا يجدون غير ؟ هم ممن يتطاولون لها أولى بها في نصرة وخدمة وتضحية ، ولعلهم لأجل هذا لما يئسوا من الأمر بعد محاولتهم الفاشلة ورأوه : - خرج من أيديهم أيضا قال كلهم أو بعضهم : " لا نبايع إلا عليا " ( 2 ) ولكن بعد خراب البصرة.
هذه أسباب قد تقنع النفوس الاعتيادية على تنفيذ رغباتهم ، وتحملها على الاعتقاد بصحة ما يوحي إليها أهواؤها بقصد أو بغير قصد من جراء تأثير العاطفة ، فتعمى العين عن أوضح ما يقوم في في طريقها من نور للحق ودليل على فساد إيحاء النفس بنزعاتها ، وهذا ما يؤيده علم النفس .
وإذا نحن تفهمنا هذه الحقائق وتدبرناها جيدا استطعنا أن نعرف السر في استباق الأنصار - بهذه العجالة - إلى عقد اجتماعهم سرا في سقيفتهم ، واستطعنا أن نعرف لماذا كان سريا بلا مشورة للمهاجرين ولا باقي للمسلمين .
أجل ! ما هو إلا لأنهم طلبوا الغرة من أصحاب الرسول وأهل بيته ، فانتهزوا فرصة انشغالهم بفادحهم العظيم وبجهازهم نبيهم ، ليحكموا البيعة لأحد نقبائهم وسيد الخزرج ، أو لأي شخص آخر منهم قبل أن يفرغ أهلها أو طالبوها . وحينئذ ظنوا أن سيتم لهم كل شئ .
____________
( 1 ) السقيفة : الصفة ، والظلة ، وهي شبه البهو الواسع الطويل السقف . وكان لبني ساعدة بن كعب بن الخزرج - وهم حي من الأنصار ومنهم سعد بن عبادة نقيبهم ورئيس خزرج - ظلة يجلسون تحتها هي دار ندوتهم لفصل القضايا اشتهرت " بسقيفة بني ساعدة " . اجتمع فيها الأنصار أوسهم وخزرجهم ليبايعوا سعد بن عبادة خليفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله .
( 2 ) الطبري ( 3 : 198 ) وابن الأثير ( 2 : 157 ) وغيرهما .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|