المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

اخوف ما اخاف عليكم
4-2-2020
مكونات الدوائر الإلكترونية
26-9-2021
تفسير الاية (190-193) من سورة البقرة
20-2-2017
أخذ الميثاق على بني اسرائيل
8-10-2014
ترتيب التفسير
11-3-2016
ما معنى‏ إرادة اللَّه سبحانه ؟
6-12-2015


علي حامل لواء الاسلام بفتح مكة  
  
5275   10:24 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص50-52.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

هذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه (عليه السلام)، وفيها أن به تم لرسول الله (صلى الله عليه واله) التدبير في دخول مكة، وكفى مؤنة القوم وماكان يكرهه من معرفتهم بقصده اليهم حتى فجأهم بغتة، ولم يثق في استخراج الكتاب من المرئة إلا بأمير المؤمنين (عليه السلام) ولا استنصح في ذلك سواه، ولاعول على غيره، وكان به (عليه السلام) كفايته المهم وبلوغه المراد وانتظام تدبيره، وصلاح أمر المسلمين وظهور الدين ولم يكن في انفاذ الزبير مع أميرالمؤمنين (عليه السلام) فضل يعتد به لأنه لم يكف مهما ولا أغنى بمضيه شيئا، وانما أنفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) لأنه في عداد بنى هاشم من جهة امه صفية بنت عبد المطلب، فأراد (عليه السلام) أن يتولى العمل بما استسر به من تدبيره خاص أهله، وكانت للزبير شجاعة وفيه إقدام مع النسب الذي بينه وبين أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فعلم انه يساعده على ما بعثه، اذ كان تمام الامر لهما، وراجعا اليهما بما يخصهما مما يعم بنى هاشم من خيرا وشر وكان الزبير تابعا لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، ووقع منه فيما أنفذه فيه مالم يوافق صواب الرأي، فتداركه أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وفيما شرحناه في هذا القصة بيان اختصاص أميرالمؤمنين (عليه السلام) من المنقبة والفضيلة بمالم يشركه فيه غيره ولا دانا سواه بفضل يقاربه فضلا عن أن يكافئه، والله المحمود.

ومن ذلك ان النبى (صلى الله عليه واله) أعطى الراية في يوم الفتح سعد بن عبادة، وأمره أن يدخل بها مكة أمامه، فأخذها سعد وجعل يقول:

                         اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة

فقال بعض القوم للنبي (صلى الله عليه واله): أما تسمع ما يقول سعد بن عبادة ! والله انا نخاف أن يكون له اليوم صولة في قريش ! فقال (صلى الله عليه واله) لاميرالمؤمنين (عليه السلام): أدرك ياعلي سعدا فخد الراية منه وكن انت الذى تدخل بها، فاستدرك رسول الله (صلى الله عليه واله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد واقدامه على أهل مكة، وعلم أن الانصار لا ترضى بأن يأخذ أحد من الناس من سعد الراية ويعزله عن ذلك المقام، إلا من كان في مثل حال النبى (صلى الله عليه واله) من جلالة القدر ورفيع المكان وفرض الطاعة، ومن لا يسأن سعدا الانصراف به عن تلك الولاية، ولو كان بحضرة النبى (صلى الله عليه واله) من يصلح لذلك سوى أميرالمؤمنين (عليه السلام) لعدل بالامر اليه، أو كان مذكورا هناك بالصلاح بمثل ما قام به أميرالمؤمنين (عليه السلام) واذا كانت الاحكام انما تجب بالأفعال الواقعة، وكان ما فعله النبى (صلى الله عليه واله) بأمير المؤمنين (عليه السلام) من التعظيم والاجلال والتأهيل لما أهله له من اصلاح الامور واستدراك ماكان يفوت بعمل غيره على ما ذكرناه، وجب القضاء له في هذه المنقبة بما يبين بها ممن سواه ويفضل بشرفها على كافة من عداه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.