أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3457
التاريخ: 30-01-2015
3969
التاريخ: 23-2-2019
4468
التاريخ: 26-01-2015
3192
|
هذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه (عليه السلام)، وفيها أن به تم لرسول الله (صلى الله عليه واله) التدبير في دخول مكة، وكفى مؤنة القوم وماكان يكرهه من معرفتهم بقصده اليهم حتى فجأهم بغتة، ولم يثق في استخراج الكتاب من المرئة إلا بأمير المؤمنين (عليه السلام) ولا استنصح في ذلك سواه، ولاعول على غيره، وكان به (عليه السلام) كفايته المهم وبلوغه المراد وانتظام تدبيره، وصلاح أمر المسلمين وظهور الدين ولم يكن في انفاذ الزبير مع أميرالمؤمنين (عليه السلام) فضل يعتد به لأنه لم يكف مهما ولا أغنى بمضيه شيئا، وانما أنفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) لأنه في عداد بنى هاشم من جهة امه صفية بنت عبد المطلب، فأراد (عليه السلام) أن يتولى العمل بما استسر به من تدبيره خاص أهله، وكانت للزبير شجاعة وفيه إقدام مع النسب الذي بينه وبين أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فعلم انه يساعده على ما بعثه، اذ كان تمام الامر لهما، وراجعا اليهما بما يخصهما مما يعم بنى هاشم من خيرا وشر وكان الزبير تابعا لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، ووقع منه فيما أنفذه فيه مالم يوافق صواب الرأي، فتداركه أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وفيما شرحناه في هذا القصة بيان اختصاص أميرالمؤمنين (عليه السلام) من المنقبة والفضيلة بمالم يشركه فيه غيره ولا دانا سواه بفضل يقاربه فضلا عن أن يكافئه، والله المحمود.
ومن ذلك ان النبى (صلى الله عليه واله) أعطى الراية في يوم الفتح سعد بن عبادة، وأمره أن يدخل بها مكة أمامه، فأخذها سعد وجعل يقول:
اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة
فقال بعض القوم للنبي (صلى الله عليه واله): أما تسمع ما يقول سعد بن عبادة ! والله انا نخاف أن يكون له اليوم صولة في قريش ! فقال (صلى الله عليه واله) لاميرالمؤمنين (عليه السلام): أدرك ياعلي سعدا فخد الراية منه وكن انت الذى تدخل بها، فاستدرك رسول الله (صلى الله عليه واله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد واقدامه على أهل مكة، وعلم أن الانصار لا ترضى بأن يأخذ أحد من الناس من سعد الراية ويعزله عن ذلك المقام، إلا من كان في مثل حال النبى (صلى الله عليه واله) من جلالة القدر ورفيع المكان وفرض الطاعة، ومن لا يسأن سعدا الانصراف به عن تلك الولاية، ولو كان بحضرة النبى (صلى الله عليه واله) من يصلح لذلك سوى أميرالمؤمنين (عليه السلام) لعدل بالامر اليه، أو كان مذكورا هناك بالصلاح بمثل ما قام به أميرالمؤمنين (عليه السلام) واذا كانت الاحكام انما تجب بالأفعال الواقعة، وكان ما فعله النبى (صلى الله عليه واله) بأمير المؤمنين (عليه السلام) من التعظيم والاجلال والتأهيل لما أهله له من اصلاح الامور واستدراك ماكان يفوت بعمل غيره على ما ذكرناه، وجب القضاء له في هذه المنقبة بما يبين بها ممن سواه ويفضل بشرفها على كافة من عداه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|