أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
2037
التاريخ: 26-8-2017
1002
التاريخ: 17-9-2017
835
التاريخ: 27-8-2017
1440
|
لقد كان الإمام الرضا (عليه السلام) يعلم بأنه سوف يُقتل، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)،إلى جانب الإلهام الإلهي له، لوصوله إلى قمة السموّ والأرتقاء الروحي. وقد أخبر الإمام (عليه السلام) جماعة من الناس بأنه سيدفن قرب هارون، بقوله: "أنا وهارون كهاتين"، وضمّ إصبعيه السبابة والوسطى (1) .
وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر فقال (عليه السلام): "تروني وإياه ندفن في بيت واحد" (2). وفي ذات مرّة، خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الإمام من باب آخر فقال (عليه السلام): "يا بعد الدار وقرب الملتقى إن طوس ستجمعني وإياه" (3) .
وحينما أنشده دعبل الخزاعي قصيدته- بعد ولاية العهد- وإنتهى إلى قوله:
"وقبر ببغداد لنفس زكية
تضمّنها الرحمن في الغرفاتِ
قال له الإمام (عليه السلام): أفلا أُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
توقد في الأحشاء بالحرقاتِ
فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الإمام (عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري.." (4) .
أختلفت الروايات في سبب موت الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بين الموت الطبيعي وبين السمّ، وقال الأكثر أنه مات مسموماً، وفيما يأتي نستعرض بعض الروايات الدالة على ذلك- باختصار- :
قال المسعودي: "قُبِض علي بن موسى الرضا بطوس لعنب كان أكله وأكثر منه وقيل أنه كان مسموماً" (5). وقال اليعقوبي: "فقيل أن علي بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ" (6). وقال ابن حبان: "ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته" (7). وقال القلقشندي: "يقال أنه سمّ في رمان أكله" (8) .
وكان أهل طوس يرون أن المأمون سمّه، وقد أعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام (عليه السلام) قبيل موته فقال: "يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم عليّ؟ فقدي لك، وفراقي إياك؟ أو تهمة الناس لي أني أغتلتك وقتلتك.." (9). ولمّا كان اليوم الثاني أجتمع الناس وقالوا: هذا قتله وأغتاله، يعنون المأمون (10) .
ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموماً سنة (203ﻫ/818م)، أنه كان يخطط للتخلص منه. قال المأمون لبني العباس: "... فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً، حتى نصوره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندّبر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه" (11). ولا يستبعد من المأمون أن يقدم على قتله، وقد قتل من أجل المُلك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنودهِ وجنود أخيه.
مات المأمون سنة ثماني عشرة ومئتين (12)، وفيها بويع المعتصم، وكانت خلافته ثماني سنين وأشهراً، وقام بعده الواثق، وكانت خلافته خمس سنوات، وبويع لأخيه المتوكل، وبقي في الحكم أربع عشرة سنة وأشهراً .
قال أبو الفرج الأصفهاني: "خرج محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في أيام المعتصم بالطالقان (13)، فأخذه عبد الله بن طاهر، ووجه به إلى المعتصم، بعد وقائع كانت بينه وبينه، فسجنه ثم فرّ من السجن" (14). وأمتنع عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من لبس السواد- شعار العباسيين- وخرّقه لما طولب بلبسه، فسجنه المعتصم بسرّ من رأى (15)، حتى مات في حبسه (16) .
أما الواثق فقد ذكر عنه أبو الفرج الأصفهاني، بقوله: "لا نعلم أحداً قُتِل في أيامه، وكان آل أبي طالب مجتمعين بسرّ من رأى في أيامه تدور الأرزاق عليهم، حتى تفرقوا في أيام المتوكل"
_________________
(1) القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الرضا، جـ 1، ص 41.
(2) الصدوق، عيون أخبار الرضا، جـ2، ص 247؛ الأربلي، كشف الغمة، جـ 3، ص 96؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 49، ص 63
(3) القرشي، حياة الإمام الرضا، جـ 1، ص 41 .
(4) الصدوق، كمال الدين، ص 374؛ الفتّال النيسابوري، روضة الواعظين، ص 236؛ الطبرسي، إعلام الورى، جـ 2، ص 67؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، جـ 3، ص 450.
(5) المسعودي، مروج الذهب، جـ 7، ص 61 .
(6) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، جـ 2، ص 318 .
(7) ابن حبان، أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي (ت 354هـ/965م)، كتاب الثقات، ط1، (حيدر آباد الدكن، دائرة المعارف العثمانية، 1402هـ/ 1982م)، جـ 8، ص 457.
(8) القلقشندي، أحمد بن علي بن أحمد الفزاري (ت 821هـ/1418م)، مآثر الإنافة في معالم الخلافة، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، ط2، (الكويت، مطبعة حكومة الكويت، 1405هـ/1985م)، جـ 1، ص 211.
(9) الصدوق، عيون أخبار الرضا، جـ 2، ص 269؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 49، ص299؛ القمي، عباس، الأنوار البهية، ص 236.
(10) المجلسي، بحار الأنوار، جـ 49، ص299.
(11) الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الصغير (ت ق 5هـ/11م)، دلائل الإمامة، ط1، (قم، مؤسسة البعثة، 1413هـ/1993م)، ص 380.
(12) العصفري، تاريخ خليفة بن خياط، ص 391؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 401؛ المسعودي، مروج الذهب، جـ 7، ص 2؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، جـ 4، ص 116.
(13) الطالقان: بلده بخراسان بين مرو الروذ وبلخ.
(14) البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 55؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 578.
(15) سرّ من رأى: كان أسمها قديماً ساميرا، فلما أستحدثها المعتصم سمّاها سرّ من رأى .
(16) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 589
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|