الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التفكر والتدبر
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص65ــ69
2025-08-21
18
أهمية التفكر والتدبر
يحث القرآن الكريم والأحاديث الإنسان على التفكـر، لذا يعتبر القــرآن التفكر من صفات العقلاء(1).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا ابْنَ مَسْعُودٍ! إِذَا عَمِلْتَ عَمَلاً فَاعْمَلْ بِعِلْمٍ وَعَقْلٍ وَإِيَّاكَ وَأَنْ تَعْمَلَ عَمَلَا بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ وَعِلْمٍ، فَإِنَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92](2).
كما قال (صلى الله عليه وآله): رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ فِي تَدَبُّرٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ(3)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: وصِفَةُ الْعَاقِلِ ... إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَدَبَّرَ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً تَكَلَّمَ فَغَيْمَ وَإِنْ كَانَ شَرّاً سَكَتَ فَسَلِمَ ....(4).
ونُقل عن الإمام الصادق (سلام الله عليه)، إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله)، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله! أَوْصِنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصِ إِنْ أَنَا أَوْصَيْتُكَ؟ حَتَّى قَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلاثاً وَفِي كُلِّهَا يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): فَإِنِّي أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكَ رُشْداً فَامْضِهِ وَإِنْ يَكُ غَيَا فَانْتَهِ عَنْهُ(5).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) اللفظية ... ألا لا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكَّرُ(6)؛ وقال أيضاً: ... ألا لا خَيْرَ فِي قِرَاءَةِ لَيْسَ فِيهَا تَدَبر...(7)؛ وقال في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: ... وَمَنْ تَوَرَّطَ فِي الأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرِ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِفْظِعَاتِ النَّوَائِبِ وَالتَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَمِ ....(8).
سأل ابن الكواء أمير المؤمنين (سلام الله عليه) حول خصوصيات الإسلام. فأجاب: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَرَعَ الإِسْلامَ... وَجَعَلَه... لِبَاسًا لَنْ تَدَبَّرَ وَفَهما لَمنْ تَفَطَّنَ ...(9)؛ وأيضاً قال (سلام الله عليه): أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ إِدْمَانُ التَّفَكَّرِ فِي اللَّهِ وَفِي قُدْرَتِهِ(10).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال: لَيْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ، إِنَّمَا
الْعِبَادَةُ التَّفَكَّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(11).
التدبّر في الأمور
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل: ... فَإِنِّي أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكُن رُشْداً فَامْضِهِ وَإِنْ يَكُن غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ(12)، كما قال (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُنْقِنَهُ(13).
وقال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): قِوامُ الْعَيْشِ حُسْنُ التَّقْدِيرِ وَمِلاكُهُ حُسْنُ التدبير(14).
وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): ثَلاثُ يَحْجُزْنَ الْمَرْءَ عَنْ طَلَبِ الْمُعَالِي: قَصْرُ الْهِمَّةِ وَقِلَّةُ الحِيلَةِ وَضَعْفُ الرَّأْيِ(15)؛ وقال أيضاً في تدبير سلمان الفارسي: ... فَأَمَّا سَلْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ رَفَعَ مِنْهُ قُوتَهُ لِسَنَتِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ
عَطَاؤُهُ مِنْ قَابِل(16).
وقال الإمام الجواد (سلام الله عليه): إِظْهَارُ الشَّيْءِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْكَمَ مَفْسَدَةٌ لَهُ(17).
اختبار التعقّل
قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): سِتَّةٌ تُخْتبَرُ بِهَا عُقُولُ الرِّجَالِ [النَّاسِ]: المُصَاحَبَةُ وَالمُعَامَلَةُ وَالْوِلَايَةُ وَالْعَزْلُ وَالْغِنَى وَالْفَقْرُ(18).
اجتناب التكلّف
من سمات التفكر والتدبّر في الحياة، عدم التكلّف واجتناب الوساوس العقيمة في الشؤون الحياتية، لأنّ الإسلام وضع برنامجاً محدداً لمختلـف شــؤون حياة الإنسان، ولم يكلف المؤمن فوق طاقته في أي من الميادين العبادية والأخلاقية والمادية والمعنوية. كان أهل البيت (سلام الله عليه) يوصون أصحابهم أن يحيوا حياة معتدلة في جميع المجالات بعيدة عن أي قيود أو تكلف(19).
جاء في الحديث الشريف أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إِنِّي لا أُحِبُّ المُتكَلِّفِينَ(20).
وقال (صلى الله عليه وآله): لا تُلْزِمْ ضَيْفَكَ بِمَا يَشُقُ عَلَيْهِ(21).
ونَهَى (صلى الله عليه وآله) عَنْ التَّكَلُّفِ لِلضَّيْفِ(22).
وقال (صلى الله عليه وآله): مِنْ تَكْرِمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ أَنْ يَقْبَلَ تُحْفَتَهُ وَأَنْ يُنْحِفَهُ بِمَا عِنْدَهُ وَلَا يَتَكَلَّفَ لَهُ شَيْئًا(23).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): أَهْنَا الْعَيْشِ اطَّرَاحُ الْكُلَفِ(24)؛ كما أوصى (سلام الله عليه): يَا بُنَيَّ الرِّزْقُ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمَّ يَوْمِكَ وَكَفَاكَ كُلَّ يَوْمٍ مَا هُوَ فِيهِ(25).
وقال الإمام أبو عبد الله الصادق (سلام الله عليه): وَلا يَتَحَامَلُ [المؤمن] لِلْأَصْدِقَاءِ(26).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: أَثْقَلُ إِخْوَانِي عَلَيَّ مَنْ يَتَكَلَّفُ لِي وَأَتَحَفَظُ مِنْهُ وَأَخَفُهُمْ عَلَى قَلْبِي مَنْ أَكُونُ مَعَهُمْ كَمَا أَكُونُ وَحْدِي(27).
ومن أقواله (سلام الله عليه): إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فَأْتِهِ بِمَا عِنْدَكَ وَإِذَا دَعَوْتَهُ فَتَكَلَّفْ لَهُ(28).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: لا يَنبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلُّ نَفْسَهُ قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ لِمَا لا يُطِيقُ(29).
كما نقل عنه (سلام الله عليه) وَلَيْسَ فِي الجُمْلَةِ مِنْ أَخْلاقِ الصَّالِحِينَ وَلَا مِنْ شِعَارِ المتَّقِينَ التَّكَلُّفِ فِي أَيِّ بَابٍ كَانَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله): ((قُلْ مَا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)) وَقَالَ (صلى الله عليه وآله): نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ بَرَاءٌ مِنَ التَّكَلُّفِ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَاسْتَقِمْ نَفْسَكَ يُغْنِكَ عَنِ التَّكَلُّفِ وَيَطْبَعكَ بِطِبَاعِ الإِيمَانِ وَلا تَشْتَغِلْ بِطَعَامٍ آخِرُهُ الْخَلاءُ وَلِبَاسِ آخِرُهُ الْبِلَى وَدَارٍ آخِرُهَا الْخَرَابُ وَمَالِ آخِرُهُ المِيرَاثُ وَإِخْوَانِ آخِرُهُمُ الْفِرَاقُ وَعِنْ آخِرُهُ الذُّلُّ وَوَقَارِ آخِرُهُ الْجَفَاءُ وَعَيْشِ آخِرُهُ الْحَسْرَةُ(30).
____________________________
(1) {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].
(2) مكارم الأخلاق، ص 458.
(3) مكارم الأخلاق، ص 300.
(4) تحف العقول، ص 28 - 29.
(5) الكافي، ج 8، ص 150.
(6 و 7) الكافي، ج 1، ص36.
(8) وسائل الشيعة، ج 15، ص 281 - 282.
(9) الكافي، ج 2، ص 49.
(10 و 11) الكافي، ج 2، ص 55.
(12) قرب الإسناد، ص32.
(13) الجامع الصغير، ج 1، ص 284.
(14) غرر الحكم، ص 354.
(15) تحف العقول، ص 315.
(16) تحف العقول، ص 351.
(17) تحف العقول، ص 457.
(18) غرر الحكم، ص 343.
(19) التكلّف أن يشقّ المرء على نفسه بما لم يؤمر به، ومن هنا يقال للمبتلى بالوساوس متكلّف، لأنه يشق على نفسه بما لم ينزل به الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) من سلطان.
(20) الكافي، ج 6، ص 276.
(21) مكارم الأخلاق، ص 135.
(22) الجامع الصغير، ج 2، ص 688.
(23) الكافي، ج 6، ص 276.
(24) غرر الحكم، ص 478.
(25) الفقيه، ج 4، ص 386.
(26) الكافي، ج 2، ص 47.
(27) مستدرك الوسائل، ج 9، ص 155.
(28) المحاسن، ص 410.
(29) الكافي، ج 5، ص 64.
(30) بحار الأنوار، ج 70، ص 394 - 395.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
