الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيف أجاهد نفسي / المراقبة
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 109 ــ 113
2025-07-21
15
شرطت على نفسك على عدم ارتكاب الذنوب وشرطت على جوارحك على عدم ارتكاب أي ذنب وذكرت الذنوب التي لا تريد أن ترتكبها نفسك، الان حان وقت المراقبة لان النفس كالطفل أن تهمله سيفعل ما يريد كذلك النفس أن تأتمنها تخون.
على سبيل المثال:
هنالك أشخاص لا يرتكبون الذنوب أمام الناس لانهم يخجلون من ذلك ولكن أن أصبحوا لوحدهم يرتكبون الذنوب لانهم يشعرون أنهم غير مراقبين كذلك البعض من الناس لا يرمي النفايات في المنزل ويحافظ على نظافة المنزل ولكن تجده في الشارع أو بعض ممتلكات الدولة لا يحافظ على النظافة لأنه يشعر أنه ليس هنالك أي رقابة عليه أو تجد البعض من الناس في بلده، لا يزني ولا يشرب الخمر فأن سافر إلى غير دولة يفعل ما يريد وكأنه انعدمت عنه المراقبة لا يشعر أن الله يراه ويعلم ما يفعل، البعض لا يستقيم ألا أن تكون عليه رقابة فما بالك بمراقبة الله اليك في السر والعلانية لذلك يجب عليك أن تعلم أن الله مراقبك ومراقب أفعالك وأعمالك وكل عمل تقوم به يسجل ويكتب عليك كذلك أنت عليك أن تراقب نفسك بهذه الطريقة ولا تخمل عنها طرفة عين كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (أن هذه النفس لأمارة بالسوء، فمن أهملها جمحت به إلى المأثم) (1).
هذه النفس أن تتركها وتهملها ستحملك إلى المعاصي والذنوب كما فعلت مع الشمر عندما جعلته يقتل الحسين وكذلك مع الكثير من الناس الذين أهملوا مراقبة أنفسهم فاصبحوا تحت قيادة النفس تأخذهم أين تريد وتجعلهم يفعلون القبائح من الذنوب والأفعال فمنهم من لا يستطيع السيطرة على نفسه أو على عينيه أن مرت بجانبه بنت جميلة ومنهم من لا يستطيع أن يتخطى صورة لا أخلاقية ظهرت أمامه ومنهم من لا يستطيع السيطرة على لسانه من الكلام الفاحش ومنهم من لا يستطيع السيطرة على يديه من السرقة ومنهم من لا يستطيع السيطرة على نفسه والاستيقاظ باكراً لصلاة الفجر ومنهم من لا يستطيع السيطرة على نفسه لإقامة الصلاة بوقتها ومنهم من لا يستطيع السيطرة على نفسه لإجبارها على قراءة القرآن والكثير من الناس الذين فقدوا سيطرتهم على النفس ولكن منهم من تمكن من السيطرة على نفسه بنسبة كبيرة حيث أصبح هو القائد الحقيقي الذي يقود مملكته بكل حرية ولا يعترض طريقه أي أحد حتى أن الشيطان لا يتمكن من أغرائه وذلك لأنه تمكن من التغلب على نفسه والسيطرة عليها من خلال مراقبتها ومحاسبتها أما طريقة مراقبة النفس هي: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18]
عندما تقبل على أي عمل عليك أن تتوقف وتقول لنفسك هل هذا العمل لله أو للشيطان أو للعب واللهوا فأن كان لله فأمضه وان كان للشيطان فتوقف وأنهي نفسك عن أتباع الشيطان.
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وهو يوصي أحد الناس قال: (فإني أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك رشدا فأمضه وإن يك غيا فانته عنه) (2).
مراقبة النفس هي التوقف عند كل عمل تريد أن تعمله وتسئل نفسك هل هو لأجل الله أم لأجل أشباع رغبات النفس والشيطان
على سبيل المثال:
كنت جالساً لوحدك وخطر في ذهنك أن تنظر إلى أشياء لا اخلاقية!!!
هنا تتوقف هل هذا العمل من أجل الله أم من اجل أشباع رغبات النفس أن كان لله فافعله وأن كان للشيطان فتوقف عن فعله بالتأكيد تحتاج بعض العلم حتى تعرف الحلال من الحرام لان بعض الناس بسبب جهلهم يفعلون بعض الأعمال المحرمة وهم يعتقدون أنها حلال كما قال الله (عز وجل): {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
المراقبة هي أن تراقب هذه النفس من ارتكاب القبيح كما تراقب الطفل من أكل التراب فأن أهملت الطفل بالتأكيد ستجده يدخل كل شيء في فمه فأن لم تراقبه سيفعل ما يريد ويؤذي نفسه بدون علمه كذلك أن لم تراقب طفلك سيخرج إلى الشارع ولربما تصدمه مركبة لذلك مراقبة الطفل مشابهة لمراقبة النفس أن الطفل أن أراد أن يفعل شيء يأتي دورك لتعلمه أن كان هذا العمل صحيح أو لا فأن أراد أن يضع يده على النار بالتأكيد أنت ستمنعه لأنه فعل غير صحيح كذلك النفس أن همت بذنب أو اشتهت نفسك على فعله أنت يأتي دورك لمنعها أن كان هذا العمل فيه معصية لله.
عليك أن تراقب نفسك في كل عمل تريد أن تعمله بالتأكيد ستتعب فقط أول أيام وبعدها ستصبح المراقبة لا إرادية.
راقب نفسك في كل عمل كأنك على برج مراقبة وراقب نفسك أن رئيتها تخالف الشروط حذرها.
على سبيل المثال:
أن كنت صاحب مزرعة ولديك مجموعة من الأبقار ترعاها في هذه المزرعة ولكنها ليست مليئة بالنباتات وبالجانب مزرعة صديقك الجميلة المليئة بالنباتات هنا يأتي دورك بمراقبة الأبقار لأنك الراعي فأن رأيت الأبقار تتقرب لحديقة صديقك فعليك منعها وتحذيرها فهي أن علمت انك موجود وتراقبها فأنها لا تتقرب لحديقة صديقك ولكن أن أهملتها وذهبت عنها وأتيتها بعد فترة من الزمن بالتأكيد ستجدها في مزرعة صديقك تأكل وتعبث فيها كذلك النفس أن أهملتها ولو لفتره قصيرة فأنها ستتجاوز الحدود والشروط التي وضعتها مهما بلغت قوتك فأن النفس أن أهملتها ستتجاوز وتخالف الشروط .
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (الثقة بالنفس من أوثق فرص الشيطان) (3).
أحذر الثقة بنفسك لأنها من مصائد الشيطان أحذر أهمال نفسك عليك بمراقبتها ومراقبة كل حركاتها ولا تثق بها بأنها لا تخون ولا تعصي.
عندما تغضب توقف وأسئل نفسك!
لماذا أنا متعصب ما السبب الذي يدفعني إلى هذا؟
لماذا لا أتوقف وأهدى وهل هذا الغضب مقبول عند الله أم لا؟
وأيضاً قبل مشاهدة شي لا اخلاقي توقف وأسئل نفسك ما هي الغاية من المشاهدة ولماذا أريد أن أشاهد؟
وهل هذا حلال أو حرام وهل يتناسب مع القيمة الأخلاقية؟
وماذا يحدث لي بعد المشاهدة هل سأندم أم أفرح؟
وغيرها من الأسئلة التي لو سألتها لنفسك لتجاهلت الموضوع وتوقفت عن هذا الفعل لان مثل هذه الأسئلة لنفسك تفتح بصيرتك وتجعلك تبصر أعمالك وأفعالك أن كانت لله أو للنفس والشيطان.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (لا تجعل جهل الناس بك يغلب علمك بنفسك).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة، جزء 10، ح 20467.
2ـ كتاب الكافي، ج 8، ص 150.
3ـ ميزان الحكمة، جزء 11، ح 21601.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
