الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
لا تجهل نفسك
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 184 ــ 188
2025-08-06
27
البعض يجهل نفسه وحقيقته، حقيقة ذاته حقيقة روحه يجهل نفسه يجهل أن الكون خلق لأجل خدمته يجهل الواقع الذي يعشيه يجهل نفسه ويذلها بتصرفاته ولا يعلم أن أفضل المعارف معرفة النفس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (معرفة النفس أنفع المعارف) (1).
وقال ايضاً: (كفى بالمرء جهلا أن يجهل نفسه) (2).
أفضل المعارف أن يعرف الأنسان نفسه وحقيقته وعليه أن لا يجهلها ويذلها بالمآثم والمعاصي، الأنسان الذي يجهل نفسه يجهل حقيقته والجاهل بنفسه جاهل بغيره وجاهل بكثير من الأمور، أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (لا تجهل نفسك، فإن جاهل معرفة نفسه، جاهل بكل شيء) (3).
الأمام يحذرك لا تجهل نفسك أحذر أحذر من أن تجهل نفسك وحقيقتك حقيقة نفسك حقيقة ذاتك حقيقة تكوينك لان الجاهل بمعرفة نفسه يكون جاهل بكثير من الأمور وأيضاً معرفة النفس أساس لمعرفة الله وأمير المؤمنين يقول: (من عرف نفسه، عرف ربه) (4).
(عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه) (5).
يقول إن من عرف نفسه عرف ربه، بالتأكيد الأنسان الذي يبحث عن حقيقته وحقيقة تكوينه يتيقن أن هنالك خالق عظيم وقادر وحكيم استطاع خلق الأنسان بهذه القدرات الهائلة، الأنسان الذي يعرف نفسه وحقيقة تكوينها وكيف خضعت له الكواكب والنجوم والملائكة لخدمته والنبات والحيوان كلها لخدمته بالتأكيد سيعلم أنه خلق عظيم وهنالك خالق أعظم لذلك الأنسان الذي يعرف نفسه يعرف ربه.
والأنسان الذي يجهل نفسه ويجهل حقيقة وجوده ويطمسها بالآثام والذنوب فأنه من المؤكد لا يمكنه معرفة ربه، الأنسان الذي ينسى أنه خلق من نطفة قذره لا يمكنه معرفة ربه، الأنسان المتكبر المتجبر الجاهل بنفسه لا يمكنه معرفة ربه أبداً.
لذلك وجب علينا معرفة نفوسنا وذواتنا وتكريمها لان الله (عز وجل) خلقنا بأفضل وأجمل صور وخلقنا بقدرات هائلة وجعلنا مميزين عن سائر المخلوقات بالعقل والمعرفة والفطرة وايضاً قدرات جسدنا على عمل الكثير من الأمور وكذلك القلب والتفكير والتنفس وكل هذه الأمور العظيمة التي يجب علينا معرفتها والبحث عنها لان معرفة أنفسنا وذواتنا وحقيقتنا تجعلنا على يقين دائماً بالله تعالى وبقدراته وايضاً تجعلنا نبتعد من الذنوب والآثام: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4].
الله تعالى كرم الأنسان والمؤمن بأنه جعله أفضل من جميع مخلوقاته وخلقه في أفضل وأحسن تقويم لذلك يجب على كل فرد أن يحافظ على كيانه وكرامته ووجوده وأن لا يهن نفسه ببعض الأمور التي تجعله صغيراً مثل:
أن يذل الأنسان نفسه من أجل الأرزاق التي هي مقسومة للإنسان فيخاف هذا الأنسان من الفقر ويذل نفسه من أجل القليل من المال علماً أن الشخص الذي يخاف الفقر فأنه واقع بوسواس الشيطان: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة: 268].
الشيطان يخوف الناس من الفقر أنت ستصبح فقير أعمل بالحرام أسرق أفعل كذا وكذا حتى لا تصبح فقيراً فيدخل الأنسان في بعض الأمور المحرمة أيضاً البعض ينتقص من نفسه الكريمة ويذلها أثناء العمل تتم أهانته أكثر من مرة ويصمت عن ذلك خوفاً من أن ينقطع رزقه عجيب أمر بني آدم ألا يعلم أن الرزق على الله وليس من شأن البشر ألا يعلم أن الله يعدنا بالرزق الوفير بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].
لماذا يذل الأنسان نفسه الكريمة ويهدر كرامته من أجل بعض الأمور التي لا تنفعك، وأي نفع فيها وقد هدرت الكرامة والكرامة أغلى من الحياة وأن الإسلام يؤكد على عزة نفس الأنسان والمحافظة على كرامته والمطالبة بحقوقه حتى لا يذل نفسه الكريمة.
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (من عرف قدر نفسه لم يهنها بالفانيات) (6).
الذي يعرف قدر نفسه، القدر الحقيقي لنفسه وذاته ويعلم حقيقته لا يمكنه أن يذل نفسه ويهينها بالفانيات والفانيات هي المال والسلطة والشهرة والدنيا والكثير من الأمور الفانية التي تفنى بموت الأنسان.
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (ينبغي لمن علم شرف نفسه أن ينزهها من دناءة الدنيا) (7).
نحمد الله أننا خلقنا من أتباع أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة بيت النبوة محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين
لأنهم وضعوا لنا الأساس في عبادة الله وعلمونا كيف التقرب إلى الله ونشروا لنا الكثير من العلوم حتى لا نتحير.
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول من عرف أو علم شرف نفسه أو كرامته الحقيقة يجب عليه أن ينزهها أو يبعدها من دناءة هذه الدنيا من قذارة هذه الدنيا لأنها دنيا دنية زوالها آت لا محال ويجب على كل مؤمن أن يحذر وينتبه على نفسه من حب الدنيا لأنها مرض.
أنت لماذا تجهل نفسك وحقيقتك وتذلها بالكلمات وبالأفعال لماذا تجعل نفسك ذليل وأسير لكلماتك ألا تعلم أنك خلق عظيم ويجب أن تكتشف حقيقتك وحقيقة وجودك في هذه الحياة وما هو الهدف من وجودك الآن وما هو الهدف من خلقك وايضاً لماذا هنالك أشخاص سعداء وهنالك أشخاص كئيبين وهنالك أشخاص أغنياء وبينهم أشخاص فقراء ولماذا بعض الأغنياء يسيطر عليهم الحزن والبعض الآخر يعيشون برفافه وايضاً الفقراء منهم سعداء ومنهم عكس ذلك؟
لماذا، هل سبق وبحث عن هذه الأسباب أنت الآن يجب عليك معرفة نفسك وحقيقتك وذاتك ويجب عليك أن تكون مكرماً كما خلقك الله كريماً عزيز النفس لا تذلها أبداً وايضاً معرفة نفسك التي بداخلك، النفس التي تنتقل من أمارة إلى لوامة إلى مطمئنة يجب عليك معرفتها فأن عرفتها ودرست عنها فأنك بالتأكيد ستجاهدها وتمنعها من الذنوب وتجعل نفسك كريمة.
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من عرف نفسه جاهدها، من جهل نفسه أهملها) (8).
عندما تعرف نفسك وحقيقتك فإنك بالتأكيد ستعمل على مجاهدتها وتزكيتها وتهذيبها من أجل التكامل ومن يجهل هذه النفس فأنه بالتأكيد سيهملها فأن أهملها جمحت به إلى المآثم والذنوب.
لدي الكثير من الكلام حول معرفة النفس ولكن أختم بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم) (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة، ج 6، ح 12203.
2ـ المصدر السابق، ح 12212.
3ـ المصدر السابق، ح 12210.
4ـ المصدر السابق، ح 12223.
5ـ المصدر السابق، ح 12225.
6ـ المصدر السابق، ح 12217.
7ـ المصدر السابق، ح 12231.
8ـ المصدر السابق، ح 12219.
9ـ المصدر السابق، ح 12220.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
