علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
الإتقان والمذاكرة لطالب الحديث
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 671 ـ 674
2025-08-17
60
[الإتقان والمذاكرة]:
وليكُن الإتقانُ والتَّحقيقُ مِنْ شأنِهِ (1).
ولْيُذَاكِر بمحْفُوظهِ؛ فإنَّ المذاكرَة منْ أقْوى الأَسبابِ (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإتقان عند الأقدمين هو الحفظ، أخرج الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 206) والخطيب في "الجامع" (1037) والقاضي عياض في "الإلماع" (215) عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "لا يكون إمامًا في العلم من روى عن كل أحد والحفظ: الإتقان" وهذا لما كان العلم في صدور الرجال! قال ابن أبي زيد القيرواني (ت 386 هـ) في "النوادر والزيادات" (1/ 8): "وإن كانت الكتب في آخر الزمان خزائنُ العلوم، فإنّ مفاتيحَ مغالِقها الصّدورُ، وقد كان العِلمُ في الصدر الأولِ خزائِنُهُ الصُّدُور، ولم تكنْ كُتبٌ، وصار في آخر الزمان أكثره في الكتب، وأقلُّه في الصدور" واحتفل بهذه العبارة ولم يعزها لقائلها – كعادته - الشاطبي في "الموافقات" (1/ 140، 147) فانظره، فإنّه مهم. نعم، الحفظ للطالب مهم جدًّا، وأشرفُهُ نصوصُ الوحي، وأعظمه كلام اللَّه تعالى، وسُئل البخاري: هل من دواء للحفظ؟ فقال: "لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نَهمة الرجل، ومداومة النظر"، كذا في "هدي الساري" (487). وإذا لقح الفهمُ الحفظَ تولّد بينهما عجائب وفوائد، والسابلة أن يكون الحفظ في الصغر، والفهم في سن الشباب، والإتقان والتحقيق عند الثبات على ذلك (ومن ثَبَت نَبَتَ). وذكر الذهبي في "السير" (12/ 523) في ترجمة (عباس بن محمد الدوري) أنّ الإتقان هو حسن الحديث، وهو تتبّع المتون المليحة، وعلوّ الإسناد ونظافته، وترك رواية الشاذ والمنكر والمنسوخ ونحو ذلك، قال: "فهذه أمور تقضي للمحدّث إذا لازمها أن يقال: ما أحسن حديثه".
(2) أي: من أقوى أسباب الإمتاع به، وهو حياته، وأسند الدارمي (610) والخطيب في "الجامع" (1822) عن إبراهيم النخعي قال: "مَنْ سَرَّهُ أن يحفظ الحديث فليحدّث به، ولو أن يحدّث به مَنْ لا يشتهيه" زاد الدارمي: "فإنّه يصير عندك كأنّه إمام تقرأه"، وفي (مقدمة) "سنن الدارمي" (باب رقم 51: مذاكرة العلم) وفيه آثار كثيرة في ضرورة المذاكرة (من رقم 599 - 631)، وينظر "المذاكرة وأهميتها عند المحدّثين" للدكتور عواد خلف، وفيه أنواع المذاكرة: مع النفس، وعامّة النّاس، والأتباع، والأقران، والشيوخ، وختمه بفوائد المذاكرة، وهذه هي:
1 - اكتشاف الوهم.
2 - تمييز الصدوق من غيره.
3 - إحياء العلم بممارستها وإماتته بالبُعد عنها.
4 - تأصيل القواعد في طرق التحمّل وصيغ الأداء.
5 - مذاكرة ساعة أفضل من مطالعة أيّام.
6 - المذاكرة تفيد الطرفين.
7 - الكشف عن علل الحديث.
8 - إشغال المجالس والزيارات به.
9 - اكتشاف الكذّابين والوضّاعين.
10 - استفادة ما لم يكن يعلمه.
11 - المذاكرة عبادة فلا تكره بعد العشاء.
12 - رجوع المحدّث عمّا أنكره أنّه ليس من حديثه بعد مذاكرته إيّاه.
13 - أن يعرف الشخص قدره وقدر غيره.
14 - التعرّف على الرواة.
15 - التعرّف على طرق الحديث.
16 - معرفة التفرّد والمشاركة في طرق الرواية.
17 - حفظ الحديث.
18 - تهييج الحديث.
19 - سبب في التواضع.
20 - وأخيرًا، ما أومأ إليه المصنّف من الإمتاع بالحديث، وحصول لذّة لا يعرفها إلّا مَنْ جرّبها، وهاكَ الدليل عليه: أسند الخطيب في "الجامع" (2/ 274) إلى الأستاذ ابن العميد قال: "ما كنتُ أظُنّ أنّ في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتّى شاهدتُ مُذَاكرَة سليمان بن أحمدَ الطبرانيّ، وأبي بَكْر الجعَابيّ بحضرتي، فكان الطبرانيّ يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلبُ الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد حتّى ارتفعت أصواتهما، ولا يكادُ أحدُهُمَا يغلبُ صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديثٌ ليس في الدنيا إلّا عندي فقال: هاتِهِ فقال: حدثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيوب - وحدّث بالحديث - فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيّوب، ومنّي سمع أبو خليفة عنّي، فخجل الجعابيّ، وغلبه الطبرانيّ، قال ابن العميد: فوددتُ في مكاني أنّ الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنتُ الطبرانيَّ، وفرحتُ مثل الفرح الذي فرِحَ به الطبراني لأجلِ الحديث". وأسند (2/ 274) أيضًا إلى ابن المديني قال: "ستَّة كادت تذهب عقولهم عند المذاكرة: يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع، وابن عيينة، وأبو داود، وعبد الرزّاق، قال علي: من شدّة شهوتهم له". وأخيرًا، تعجبني إضافة هنا لابن الملقن في "المقنع" (1/ 416) قال: "قلت: وليُباحث أهلَ المعرفةِ، فإنّه مهم أيضًا". قال أبو عبيدة: تبدأ المباحثة عامّة مع الطلبة والمشتغلين بالعلم، وتنتهي بأعلام أهل الاختصاص، ولو بالمهاتفة أو المراسلة، ومعرفة شأنهم وترتيب أوّلياتهم، وطريقة بحثهم، ممّا يساعد في النبوغ المبكر، ويعين على سهولة البحث، والدقّة فيه، والاستفادة من الوقت....
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
