الصنف الثالث: قوم وضعوا أحاديث تَقَرُّبًا بذلك إلى الملوك، روي عن غياث بن إبراهيم: دخل على المهدي، وكان المهدي يُحِبُّ الحَمَام، وقُدّامَهُ حَمَامٌ، فقيل له: حدّث أمير المؤمنين، فقال: حدَّثنا فلان، عن فلان أنّ النبي ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ قال: "لا سَبَق(1) إلا في نَصْلٍ أو خُفٍّ، أو حَافرٍ، أو جَنَاحٍ"(2)، فأمر له المهدي ببَدْرة، فلمّا قام قال: أشهد أنّه قفا كذّاب على رسول الله ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ ثُمَّ قال المهدي: إنَّما حَمَلَتْه على ذلك الحمام، فأمر بذبح الحمام، ورفض ما كان فيه(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السَّبَق - بفتح السين والباء - : وهو الخطر الذي وقع عليه الرهان، قاله ابن القيّم في "الفروسيّة" (ص 96 - بتحقيقي).

(2) الحديث ثابت دون قوله "أو جناح"، فهذه الزيادة هي التي قالها غياث تزلُّفًا وتملُّقًا للمهدي، وكذب بها على النبي ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ لا رحم الله فيه مغرز إبرة، وقد خرّجت الحديث في تعليقي على "الفروسيّة" (ص 96) لابن القيّم وينظر الهامش الآتي.

(3) أخرجه الحاكم في "المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل" (43، 44) والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 323، 324) وابن شاهين في "أسماء الضعفاء والكذّابين" (رقم 501) والخليليّ في "الإرشاد" (2/ 594) وإسناده جيّد. انظر: (الموضوعات" (1/ 42)، "الآثار المرفوعة" (ص 19)، "تنزيه الشريعة المرفوعة" (1/ 15)، "اللآلئ المصنوعة" (2/ 390) وقد قال الإمام أحمد فيه: "ما روى هذا إلا ذاك الكذّاب أبو البختريّ" حكاه الخطيب في "تاريخه" (13/ 455).

مواضيع ذات صلة

أصناف الوضّاعين / الصنف الخامس (الأخير)

أصناف الوضّاعين / الصنف الرابع

أصناف الوضّاعين / الصنف الثاني

أصناف الوضّاعين / الصنف الأوّل

سبب الوضع

الحديث الموضوع

المرسل الخفي

زيادة الثقة وأقسامها

اختلاف الوصل والإرسال والرفع والوقف

الإسناد المعنعن وشروط حجّيّته

صيغ المرفوع

الموقوف الذي له حكم الرفع