الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
برنامج كورت للتفكير الإبداعي المستوى الثالث / القسم الأول
المؤلف: الأستاذ الدكتور محمود العيداني
المصدر: دروس منهجية في علم النفس التربوي
الجزء والصفحة: ص 385 ــ 400
2024-12-10
88
أهداف الدرس
يتوقع من الطالب في نهاية هذا الدرس ما يأتي:
1- التعريف بمهارة (التحقق من الطرفين)، والهدف منها.
2- التعريف بمهارة (أنواع الدليل)، والهدف منها.
3ـ التعريف بمهارة (الدليل: قيمة الدليل)، والهدف منها.
4ـ التعريف بمهارة (الدليل: بنية الدليل)، والهدف منها.
5ـ التعريف بمهارة (الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة)، والهدف منها.
6- الاستفادة العملية من المهارات المتقدمة في مجالات التفكير المختلفة.
مقدمة الدرس
ويشتمل هذا المستوى على المهارات التالية:
التحقق من الطرفين الدليل وأنواعه، الدليل: القيمة، الدليل: البنية، الاتفاق والاختلاف، أن تكون على حق (1)، أن تكون على حق (2)، أن تكون على خطأ (1)، أن تكون على خطأ (2)، والمحصلة النهائية.
وأما الهدف العام الذي يسعى مستوى التفاعل إلى تحقيقه، فهو إنماء جانب التفاعل لدى الطلاب؛ إذ يهتم هذا المستوى بتطوير عملية المناقشة والتفاوض لديهم، وذلك حتى يستطيع الطلاب تقييم مداركهم والسيطرة عليها (1).
المهارة الأولى: التحقق من الطرفين. (EBS)
أولاً: التعريف بالمهارة
في الجدال والاختلاف والشجار والمنازعات، هناك دائماً طرفان، كل منهما يعتقد أنه على حق والآخر على باطل، فينصرف كل طرف إلى ما يعتقده، وسبب كونه هو على حق، وينشغل بذلك فلا يسمع للطرف الآخر. ويأتي هنا دور (مهارة التحقق من الطرفين) ( Examine Both Sides). التي تعني: أن يفحص كل طرف رأي الطرف الآخر بشكل جيد، إلى درجة أنه يستطيع توضيحه للآخرين لو تطلب الأمر، كما لو كان هو صاحب ذلك الرأي.
يدعي الكثير من الناس أنهم يقومون بهذه المهارة بشكل طبيعي ولكن، كم منهم يتحقق من جانبي المسألة بدرجة جيدة، بحيث أنه قد يضع نفسه مكان خصمه، وينظر إلى الأمر من زاويته، ويفهمه فهماً دقيقاً واضحاً؟!
إن هذا الشيء أمر غير مألوف للناس؛ لأنهم يتلهفون إلى إثبات وجهة نظرهم خلال النقاش، وهم يعلمون أنهم على حق، فلماذا يزعجون أنفسهم بالاستماع إلى الطرف الآخر ؟! وفي أوقات أخرى، قد يتعرض المرء للهجوم الحاد من الطرف الآخر، بحيث لا توجد عنده الرغبة ولا الوقت للتحقق من الرأي الآخر، وعليه، فإن من الواجب بذل جهد مقصود للتحقق من الطرفين.
وليست هذه العملية مجرد الاطلاع على آراء الآخرين بصورة إجمالية عامة، بل هي أن يضع الإنسان نفسه في موقع الخصم، ويناقش نفسه من ذلك الموقع في عملية تحاور ما بين الجانبين، فعلى الطرف (أ) أن يوضح رأي الطرف (ب) بدقة إذا طلب منه القيام بذلك (2).
وبالرغم من وجود الترابط بين هذه المهارة ومهارة (وجهات نظر الآخرين)، إلا أن هناك اختلافاً بينهما؛ فإن هذه الأخيرة تفحص وجهة النظر الأخرى بنوع من التفصيل، وليس مجرد الاطلاع عليها، أو اعتبار وجهة نظر الشخص الآخر.
ثانياً: الهدف من المهارة
الهدف من العملية السابقة، هو: إنماء روح التثبت وعدم التسرع في الحكم على آراء الآخرين، وتحصيل القدرة على وضع النفس بشكل مقصود ومتعمد مكان الخصم، والنظر إلى الأمر من زاوية هذا الخصم بحيث لا يصدر الحكم إلا بعد أن يُحيط بجميع زوايا رأي الآخر، حتى كأنه رأيه الشخصي، ويمكنه أن يدافع عن ذلك الرأي في ما إذا وجهت إليه اعتراضات غير صحيحة مع أنه ليس رأيه بل رأي غيره، واضعاً نصب عينه احتمال أن ينقلب الحال فيكون رأيه هو أيضاً (3).
ثالثا: تطبيقات عملية للمهارة
أولاً: فرض الحكومة ضرائب جديدة.
ضع نفسك موقع الحكومة لتبين القرار السابق.
ثانياً: كمثال واضح لهذه المهارة من واقعنا الحوزوي، نجد أن الدارج المعمول به في جميع الأبحاث والدراسات - من قبيل: كتاب المكاسب وبحوث الخارج - هو أن الأستاذ يقوم أولاً بتوضيح الرأي توضيحاً تاماً مع جميع تفاصيله وحيثياته، كما لو كان يختار ذلك الرأي، بحيث يقتنع الطالب بأن الأستاذ سيختار ذلك الرأي، ليقوم بعد ذلك باتخاذ موقف تجاهه، ورده في أغلب الأوقات.
المهارة الثانية: أنواع الدليل. Evidence Type
أولاً: التعريف بالمهارة
بعد أن اتضح الرأي الآخر وضوحاً تاماً بواسطة المهارة السابقة، فكيف تثبت رأيك؟ وكيف يثبت الطرف الآخر رأيه؟
يدعم كلا الطرفين رأيهما بالبرهان والدليل، ويكون على أنواع مختلفة، وهو ما تهتم به هذه المهارة من مهارات المستوى الثالث، وهو مستوى التفاعل (4).
والدليل اصطلاح عام يشمل ما يستفاد منه من أجل إثبات المدعى من قبيل النقاط، والآراء، والأفكار، والأفكار المساندة، وغيرها.
الدليل نوعان:
ولو تأملنا في ما يطرحه الشخص باعتقاد كونه البرهان والدليل المثبت لما يتبناه من رأي، لوجدنا أنه نوعان، وهما:
الرأي: ويشمل الرأي العادي، والشعور والتحيز، والاعتقاد، والتخمين. الحقيقة: وتشمل الحقيقة العادية، وهي ما قام الدليل الصحيح التام عليه، والتجربة الشخصية، والتجربة العامة، والأمثلة الحقيقية.
وهناك مواقف تكون فيها الحقائق صحيحة، ولكنها غير مناسبة للمدعى، أو غير كاملة الدلالة عليه، لتكون مما يسمى بالدليل الأخص من المدعى، وهو ما لا يفيد.
وإن هناك مواقف لا بد من أن ترتكز على الآراء، من قبيل رغبات الناس، وما يحبونه، وما يؤمنون به (5).
ثانياً: الهدف من المهارة
وكما هو واضح من تعريف هذه المهارة، فإن الهدف الأساس لها هو تحصيل القدرة على النظر إلى الدليل بصورة حيادية موضوعية، ليعرف نوعه فقط، وليس من أجل أن يعرف ما إذا كنا نوافق عليه أم لا.
وعلينا التركيز هنا لنرى إن كانت الحقيقة صحيحة، وهل أنها تستخدم بشكل صحيح أم لا؟ وأما الآراء، فهي شخصية، وليس عليها اتفاق عام. وفي الواقع: تحتاج الحقائق إلى تفحص، والآراء إلى ملاحظة.
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
ـ هل يجب أن تفتح المحلات أبوابها يوم الجمعة؟
1ـ الآراء:
جواباً عن السؤال السابق، طرحت الآراء التالية مع التوجيهات التي قدمها أصحابها برهاناً على ما ذهبوا إليه:
- التسوق متعة، وقد يرغب الناس في الحصول على هذه المتعة حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
- إذا فتحت المحلات أبوابها يوم الجمعة، فلن يذهب الناس إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
- الجمعة عطلة يستغلها الإنسان لقضاء وقت مع العائلة، وهو أمر مهم جداً سيحرم منه أصحاب المحال التجارية مع عوائلهم.
2ـ الحقائق
ـ كثير من الناس يعمل، ولا يجد وقتاً للتسوق خلال الأسبوع.
ـ لن يكون هناك مجال بالنسبة إلى موظفي البيع في المحلات لقضاء عطلة الأسبوع مع ذويهم.
المهارة الثالثة: الدليل: قيمة الدليل، Evidence values
أولاً: التعريف بالمهارة
المقصود بهذه المهارة، هو: التمييز بين أنواع الدليل من حيث القيمة فإن البراهين التي نقدمها لدعم الرأي ليست ذات قيمة واحدة، فبعضها أدلة قوية، والبعض الآخر أدلة ضعيفة.
أقسام الدليل من حيث القيمة:
لأغراض عملية، سنقسم قيمة الأدلة بالتقسيم الآتي:
1- المفتاح الرئيس: بحيث يرتكز الرأي كلياً على نقطة رئيسة محددة، تماماً كما يرتكز البناء الذي على شكل القوس على حجر أساس فلو انهدمت النقطة الرئيسة، انهدم الرأي والبرهان
2- الدليل القوي: هو الدليل الذي يدعم الرأي بشكل قوي، لكنه ليس مفتاحاً رئيساً، ولو أزيل أي جزء من أجزائه، فإن البرهان يضعف، ولكنه لا ينهار.
3ـ الدليل الضعيف مفتاح الدليل الذي لو أزيل، فإنه لا يؤثر بشكل كبير، ولو أضيف، فإنه لا يُضيف الكثير. وأضعف الأدلة هو الذي لا علاقة له بالموضوع (6).
وقد يكون هذا الدرس مهماً ومفيداً عندما يطبقه الشخص على تفكيره الذاتي، فعندما يطرح المرء اقتراحاً، فإن من المهم له أن يعرف الأدلة القوية والضعيفة، وعندما يبذل الإنسان جهداً لتصنيفها، فإنه قد يجد نقاطاً قوية أقل مما يفترض.
وبصورة عامة، فإن اختيار الدليل القوي يحتاج إلى جهد، فهناك الكثير من النقاط التي تحتاج إلى دراسة حتى لو لم تكن أدلة قوية وعلى المنوال نفسه، يمكن إهمال النقاط غير المهمة حتى يتم التعامل مع النقاط الأكثر أهمية (7).
لا تنس: لا تكمن قوة الدليل بالدرجة التي يتصف بها من التعقيد؛ فإن التبسيط قوة بكل ما للكلمة من معنى؛ إذ في التبسيط تتوحد الجهود وتتمركز حول الهدف المنشود (8).
ثانيا: الهدف من المهارة
الهدف من مهارة (الدليل: القيمة)، هو القدرة على تمييز أنواع الأدلة والبراهين التي يقدمها الأفراد لإثبات آرائهم، لكي يسهل بعد ذلك التعامل معها تعاملاً موضوعياً منطقياً بعيداً عن الأحاسيس والعاطفة. فالهدف جعل الطلبة يفحصون الدليل بطريقة مقصودة لمعرفة قيمته وتقييمه (9).
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
لاحظ البراهين التي قدمت بوصفها توجيهاً للجواب على السؤال الآتي:
هل يجب أن يكون هناك اختبارات مدرسية؟
1- يجد المعلمون أنهم يستطيعون أن يدرسوا بشكل أفضل إذا ما وضعوا نصب أعينهم أن هناك اختباراً محدداً سيقوم به الطلاب، بحيث يعكس مستوى الطالب، ومن بعده الأستاذ بوصفه المسؤول المباشر عن تعليمه.
الدليل السابق يعد من نوع (الدليل القوي)؛ إذ إنه لا يعد مفتاحاً بحيث يسقط الجواب بالكلية لو تبين عدم صحته بصورة كاملة.
2ـ الاختبارات مزعجة جداً (ضعيف).
3ـ إذا ما كانت المدرسة معتادة على إعطاء الاختبارات، فعليها أن تستمر. (ضعيف).
4ـ إذا كان هناك اختبارات، فإن الطلبة يدرسون الموضوع بجدية وفي الحقيقة، فإنهم يعملون بجد أكثر (مفتاح رئيس لصالح الاختبارات).
5ـ إذا جعلت الاختبارات، يتعلم الطلبة فقط ما هو ضروري للنجاح في الاختبار ولا شيء غيره، ما يؤدي إلى انتكاسة في العملية التعليمية التعلمية. (قوي).
6- من الصعب أحياناً عمل اختبارات لبعض المواضيع (ضعيف).
7ـ الاختبارات غير عادلة بالنسبة إلى الطلبة الذين لا يبذلون أحسن ما عندهم في الاختبارات (مفتاح رئيس ضد الاختبارات).
المهارة الرابعة الدليل: بنية الدليل Evidence Structure
اولاً: التعريف بالمهارة
أخذنا فكرة عن نوع الدليل (حقيقة، رأي) المستخدم لدعم الآراء، وعن قيمته (مفتاح، قوي، ضعيف). والآن، سننظر إلى البنية التركيبية للدليل، وكيفية تشكلها لصياغة الرأي (بنية وتركيب الدليل). يتعلق هذا الدرس بطريقة استخدام الدليل، وبطريقة تركيبه، وكيفية تماسك أجزائه مع بعضها.
أقسام الدليل من حيث البنية
ومن حيث البنية والتركيب، يمكن تقسيم الدليل على القسمين الآتيين:
الدليل غير المستقل:
وهو أكثر الأدلة شيوعاً، وهو ما لا يقوم بذاته من الأدلة، بل يعتمد على دليل آخر، وهذا البرهان الآخر قد يكون موجوداً، وقد يكون مفترضاً أو مقبولاً بدون وجوده صراحة.
وقد يعتمد الدليل على أي شيء آخر مقبول أو صحيح، من قبيل: أن نقول: (الغرفة باردة)؛ فإن ذلك قد يعتمد على كون التدفئة معطلة، التي قد تعتمد بدورها على أن هناك خللاً في توليد الطاقة الكهربائية، وهذه ترتكز بدورها أيضاً على أن هناك نقصاً في وقود محطة توليد الطاقة وهكذا.
الدليل المستقل:
وهو الذي لا يعتمد على غيره، ويثبت نفسه بنفسه.
والتحدي يحصل للبرهان المستقل بنفسه، أما بالنسبة إلى البرهان المعتمد على غيره، فإن التحدي يكون للشيء الذي يرتكز عليه (10).
ثانياً الهدف من المهارة
بعد أن عرفنا المقصود بالمهارة محل الكلام، يتضح الهدف الكامن وراء السعي إلى دراسة هذه المهارة، وهو معرفة البنية التركيبية للدليل؛ لتكون طريقاً لتشخيص نوع الدليل الذي نستعمله نحن أو يستعمله الآخرون، ومن ذلك إلى تشخيص الموقف تجاه ذلك الدليل تشخيصاً منطقياً فنياً صحيحاً قائماً على أسس علمية رصينة.
وبعبارة أخرى: تتعلم من خلال هذه المهارة كيفية كون تفاعلنا مع آرائنا وآراء الآخرين تفاعلاً علمياً بناء قائماً على أسس صحيحة، فلعلنا نرجع عن رأينا لتتخذ الرأي الآخر، ولعلنا نتخذ رأياً ثالثاً إذا ما توافرت الأرضية الصالحة والبرهان الصحيح لذلك الرأي الثالث (11).
لا تنس: قد يكون للنجار أدوات مختلفة يمكنه أن يستخدمها جميعها بمهارة فائقة، إلا أنه لا يستعمل في الموقف الواحد إلا الأداة التي تتناسب مع ذلك الموقف (12).
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
- هل يجب أن يلتحق الطلاب والطالبات الأذكياء بمدرسة خاصة بهم؟
يقول المساندون لفكرة المدرسة الخاصة: إن هؤلاء الطلبة يتعلمون أكثر هناك، ويعتمد برهانهم على ثلاثة بنود:
- إنه سيكون هناك تسارع في التقدم لهذه الصفوف.
- إن التنافس سيحصل بين الطلبة ذوي المستوى الواحد.
ـ من المحتمل أن يكون لديهم معلمون ذوو قدرات خاصة تتناسب مع قدرات الطلاب الأذكياء.
والبند الأخير يعتمد على وجود مدرسين مختصين تجذبهم فكرة الطلبة الأذكياء.
وأخيراً: هنالك دليل مستقل، وهو: إن مثل هذه المدارس الخاصة قد حققت نجاحاً كبيراً في الكثير من الدول.
وفي الحقيقة، إننا في هذا المثال، نجد أن جميع البراهين تعتمد على افتراض أن أهم شيء في المدرسة هو الأداء الجيد بالنسبة إلى ما يتعلق بالأعمال المدرسية دون غيرها من الجهات المتعددة الأخرى، كالجهات التربوية والأخلاقية مثلاً.
ما رأيك بهذا الكلام؟
المهارة الخامسة: الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة ADI
أولاً: التعريف بالمهارة Agreement, Disagreement, Irrelevant
لو حصل جدال ما، فإن من الخطأ أن نفترض أن الطرفين مختلفان حول كل شيء، فهناك عادة إتفاق على نقاط واختلاف في أخرى. وهناك أيضاً نقاط لا علاقة لها بالموضوع، بحيث أن الاتفاق أو الاختلاف عليها ليس أمراً مهماً.
وعليه، فمهارة الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة تعني: عمل قائمة بالنقاط التي يتفق عليها الطرفان، وبتلك التي يختلفان عليها، وبتلك التي لا تعد ذات أهمية.
وأما انعدام العلاقة، فالمقصود به النقاط غير ذات العلاقة بالموضوع محل البحث بين الطرفين، فهي أمور أجنبية بالمرة عن ذلك الموضوع، يجب تمييزها؛ لكي لا تؤثر سلباً على الموقف من الموضوع.
إن تطبيق هذه المهارة يُعد تكملة لأداء مهارة (التحقق من الطرفين) ولكنها أكثر تخصصاً، فإن (التحقق من الطرفين) تستخدم للتحقق من رأي الطرف الآخر، أو التحقق من الجهة الأخرى للنقاش، بينما المهارة التي نحن فيها تستخدم كخارطة تبين مناطق الاتفاق ونقاط الخلاف ونقاط انعدام الصلة بالموضوع، وهو من الناحية العملية لا يعني شمول جميع النقاش، بل يمكن انتقاء النقاط الرئيسة للاتفاق أو الخلاف.
يحتاج الأمر ـ طبعاً ـ إلى بذل الجهد لإيجاد النقاط المتقدمة الثلاث والأمر هنا تماماً كما كان عليه في مهارة (موجب سالب مثير)، أي: عمل قوائم بنقاط التوافق، والاختلاف، وغير المرتبطة بالموضوع.
ومن ناحية الممارسة العملية، يمكن تطبيق المهارة على جميع آراء الخصم، أو على النقاط الرئيسة منها، ومن الأفضل أن تطبق على النقاط الرئيسة (13).
ثانيا: الهدف من المهارة
الهدف من هذه المهارة، هو تقديم أداة تبين بشكل مقصود نقاط الاختلاف، والاتفاق والنقاط غير ذات العلاقة، وهذا هو تنفيذ لمهارة (الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة)، وعدها جسراً نعبر بواسطته إلى تفاعل صحيح مع الآراء المطروحة في البحث؛ فإن التمييز بين نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف والنقاط الأجنبية عن الموضوع محل البحث له تأثيره الفاعل في جلاء الكثير من النقاط التي تؤثر تأثيراً كبيراً في اتخاذ موقف علمي منطقي صحيح من آراء الآخرين، بل وقبل ذلك وبعده من آرائنا نفسها.
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
إختلف المسؤولون عن المدرسة إلى فريقين في جواب سؤال هو: هل يجب أن يفرض الزي الموحد على المدارس، أم يترك للطلبة حرية لبس ما يشاؤون؟
وفي مقام اتخاذ رأي خاص في هذا المجال، لابد من أن نميز نقاط الاتفاق، ونقاط الاختلاف، والنقاط الأجنبية عن بعضها البعض، ويمكن ذكر التالي في هذا المجال:
1ـ نقاط الاتفاق:
يتفق الطرفان على أن الزي الموحد له مميزاته الجمة، التي منها:
- سهل التميز.
- تكاليف زائدة على الأهالي.
- يزيل الحيرة في عملية اختيار الملابس.
- يزيل الفروق بين ملابس الطلبة، وذلك في مسألة قدرة الوالدين على الشراء أو الاختيار.
2ـ نقاط الخلاف
ـ يعتبر الطرف (أ) الملابس العادية مريحة أكثر، ويخالفه الطرف (ب).
- يقول الطرف (ب): إن الزي الموحد يؤدي إلى الافتخار بالمدرسة ويخالفه الطرف (أ).
- يقول الطرف (ب): إن الزي الموحد أكثر ترتيباً من الملابس العادية، ويقول الطرف (أ): إن ذلك ليس بالضرورة.
- يقول الطرف (أ): إن راحة الطالب أهم من صورة المدرسة، لكن الطرف (ب) يخالفه، قائلاً بأن تحسين صورة المدرسة هي لصالح الطلبة.
3ـ انعدام العلاقة (النقاط الأجنبية):
يقول الطرف (أ): إن الإجبار على الزي الموحد سيحد من قدرة الطلبة العلمية، بينما يخالفه الطرف الآخر في ذلك، وهذه نقطة يمكن أن نعدها أجنبية بالمرة عن محل الكلام؛ إذ لا علاقة للقدرة العلمية والنشاط العلمي بنوع الزي الذي يلبسه الطالب.
فإذا اتضحت النقاط السابقة، فإن النقاش حينئذ سيتركز على نقاط الاختلاف دون غيرها من النقاط، ما يسهل عملية اتخاذ موقف إزاء الآراء المطروحة في المقام كما هو واضح، فيكون التفاعل مع الآراء المطروحة في المسألة محل النقاش تفاعلاً علمياً صحيحاً (14).
خلاصة الدرس
1- يشتمل مستوى (التفاعل) على المهارات: التحقق من الطرفين، الدليل وأنواعه، الدليل: القيمة، الدليل: البنية، الاتفاق والاختلاف، أن تكون على حق (1) و (2)، أن تكون على خطأ (1) و (2)، والمحصلة النهائية.
الهدف العام لمستوى التفاعل: إنماء جانب التفاعل لدى الطلاب؛ إذ يهتم بتطوير عملية المناقشة والتفاوض، ليستطيع الطلاب تقييم مداركهم والسيطرة عليها.
2ـ لا بد من أن يفحص كل طرف رأي الطرف الآخر بشكل جيد، إلى درجة أنه يستطيع توضيحه للآخرين لو تطلب الأمر، كما لو كان هو صاحب ذلك الرأي.
3ـ مهارة (أنواع الدليل) تعلم كيفية إثبات الرأي؛ إذ يدعم كلا الطرفين رأيهما بالبرهان والدليل، ويكون على نوعين: الرأي، والحقيقة.
4- مهارة (الدليل: قيمة الدليل)، يقصد بها التمييز بين أنواع الدليل من حيث القيمة، فهو إما المفتاح الرئيس، أو الدليل القوي، أو الدليل الضعيف.
5- مهارة (الدليل: بنية الدليل) تعطينا فكرة عن كيفية تشكل بنية الدليل، فتتعلق بطريقة استخدام الدليل، وبطريقة تركيبه، وكيفية تماسك أجزائه مع بعضها.
6- ينبغي عمل قائمة بالنقاط التي يتفق عليها الطرفان، والتي يختلفان عليها، والتي لا تعد ذات أهمية، ليكون الموقف من كل واحدة منها فنياً علمياً صحيحاً.
اختبارات الدرس
1- بين المقصود من مهارة (التحقق من الطرفين)، ذاكراً بعض تطبيقاتها.
2- ما هو الهدف من مهارة (أنواع الدليل)؟ بين ذلك من خلال تطبيق عملي.
3- ما هو المقصود بقيمة الدليل؟ وما هو تأثير ذلك على عملية التفكير؟
4ـ عرف بمهارة (الدليل: بنية الدليل)، وبالهدف منها.
5ـ ما هي فائدة مهارة (الاتفاق والاختلاف وانعدام العلاقة) في تنمية التفكير؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 2، ص 45.
2ـ المصدر السابق: ج 2، ص 5 ـ 6.
3ـ راجع: سميرة أحمد الجلال، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ص 125، وإدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 3، ص 5 ـ 7.
4ـ راجع: فتحي جروان، تعليم التفكير: ص 23.
5ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 3، ص 10-11.
6ـ راجع: برنامج الكورت، ترجمة وتعديل: ناديا السرور وثائر غازي حسين: ج 3، ص 15-16.
7ـ راجع المصدر السابق.
8ـ راجع: إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 43.
9ـ المصدر السابق، (think) ص 101، 109، 110؛ إذ يتكلم المؤلف هناك عن برنامج سماه Six Value Medals، يهتم بالقيم.
10ـ راجع: ادوارد دي بونو، برنامج الكورت التعليم التفكير: ج 3، ص 20.
11ـ راجع: سميرة أحمد الجلال، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ص 115.
12ـ راجع إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 158.
13ـ راجع: برنامج الكورت، ترجمة وتعديل: ناديا هايل السرور وثائر غازي حسين: ج 3، ص 24.
14ـ راجع: سميرة أحمد الجلال، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ص 124.