الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
برنامج كورت للتفكير الإبداعي / التنظيم. Organization / القسم الاول
المؤلف: الأستاذ الدكتور محمود العيداني
المصدر: دروس منهجية في علم النفس التربوي
الجزء والصفحة: ص 357 ــ 370
2024-12-09
66
أهداف الدرس
القسم الأول
يتوقع من الطالب في نهاية هذا الدرس ما يأتي:
1- التعريف بالمستوى الثاني من مستويات برنامج كورت، وهو مستوى (التنظيم)، وبالهدف الأساس من هذا المستوى.
2- التعريف بمهارة (ميز، تعرّف)، والهدف منها.
3- التعريف بمهارة (حلل)، والهدف منها.
4- التعريف بمهارة (قارن)، والهدف منها.
5ـ التعريف بمهارة (اختر)، والهدف منها.
6- التعريف بمهارة (أوجد طرقاً أُخر)، والهدف منها.
7ـ الاستفادة العملية من المهارات المتقدمة في مجالات التفكير المختلفة.
مقدمة الدرس
أن برنامج كورت يحتوي على ستة مستويات، لكل منها عشر مهارات (أدوات)، وسنتعرض في هذا الدرس إلى المستوى الثاني من المستويات الستة، وهو مستوى (التنظيم)؛ إذ نتناول المهارات الست الأولى من مهارات هذا المستوى الذي يحتوي على المهارات العشرة التالية: (ميز - حلل - قارن - اختر - أوجد طرقاً أخر - إبدأ - نظم - ركز - إدمج - قرر).
ويساعد هذا المستوى التلاميذ على تنظيم أفكارهم، فالدروس الخمسة الأولى تساعد التلميذ على تحديد معالم المشكلة، فيما الخمسة الأخيرة تعلمه كيفية تطوير استراتيجيات الوضع الحلول.
المهارة الأولى: ميّز (تعرّف) (Recognize)
أولا: التعريف بالمهارة
قد تكون عملية التمييز أساس جميع عمليات التفكير؛ ذلك أنها تسبق العمليات الآخر جميعاً من حيث الأهمية؛ فأساس كل عملية من العمليات التي تم طرحها في المستوى الأول من البرنامج - توسعة الإدراك - هو تمييز الموقف والتعرف عليه بوضوح.
وعندما نلاحظ أو نميز شيئاً، فإننا نعلم كيف نتعامل معه، وهذه العملية لا شعورية، فنحن لا نحتاج إلى جهد مكثف لتميز الباص، أو العجلات أو المقود، أو البيضة مثلاً.
إن تمييز الأشياء الملموسة ليس ذا أهمية عظيمة؛ فإن الأشياء غير المعروفة في الحياة الاعتيادية هي نادرة نسبياً، فالأهم من ذلك هو تمييز الظروف والمواقف الحياتية، فهو يتطلب جهداً مقصوداً؛ فأنت يجب أن تميز الظروف المحيطة بالمشكلة قبل البدء بحلها، وعليك أن تميز الظرف المحيط بالتخطيط قبل أن تشرع في وضع الخطة إن هذه المحاولة المكثفة للتعرف على الظروف من أجل معرفة ما يجب أن تفعله تجاهها، هي الممارسة المطلوبة في تعلم هذه المهارة.
يمكن أن يكون التمييز خطيراً إذا ما تم تعريف الشيء بشكل خاطئ ومع ذلك، فإنها تبقى عملية أساسية، فمعظم الناس يفترضون أنهم يميزون الموقف أو الوضع الذي يفكرون فيه، وفي حالة سؤالهم عن تعريفه، فإنهم عادة لا يستطيعون، وهم ببساطة ينتقلون من فكرة إلى أخرى ضمن حدود مجال الموضوع نفسه، ظناً منهم أنهم يقومون بالتمييز أو التعريف.
إن التركيز في هذه المهارة هو على طرح السؤال التالي بشكل مقصود: هل أنا أميز هذا الشيء؟
إن الاجابة على هذا السؤال ليست بأهمية الطرح المقصود له، حتى عندما يبدو السؤال زائداً عن الحاجة أو ضمنياً، فيجب تشجيع الطلبة على طرحه بشكل متعمد ومقصود، وذلك حتى يصبح طرح هذا السؤال عادة عندهم.
قد توضح الإجابة السؤال السابق الهدف من الموقف الذي نحن بصدده. وخلال تعلم هذه المهارة، يجب أن يحاول المعلم الانتقال من تمييز الأهداف الواقعية إلى تمييز وتسمية الظروف والمواقف المألوفة.
إذا كانت إجابة السؤال (لا)، فإنه يمكن استخدام ثلاثة احتمالات مقترحة:
1- محاولة الحصول على معلومات إضافية عن الشيء أو الموقف.
2- محاولة التخمين، ورؤية ما إذا كان ذلك التخمين مفيداً ومناسباً للموضوع.
3ـ إيجاد طريقة للمفاضلة والاختيار من بين الاحتمالات والبدائل المختلفة التي تم إيجادها لهذا الموقف.
وتستمر الجهود حتى يستطيع الطالب أن يقول: (نعم، أنا أميز ذلك الآن). ومع ذلك، فإن أهم شيء في المقام، هو أن يسأل الطالب السؤال المتعمد: (هل أميّز ذلك)؟
يجب أن يبدأ تعلم هذه المهارة بسؤال بسيط لشيء ملموس يمكن تمييزه، مثلاً: غالباً يكون لونه أسود، وله نهايتان، ويُصدر صوتاً مزعجاً؟ الإجابة: التلفون (1).
ثانيا: الهدف من المهارة
الهدف الأساس من هذه المهارة، هو تمييز الموقف والتعرف عليه بوضوح، وعندما نلاحظ أو نميز شيئاً، فإننا نعلم كيف نتعامل معه، وهذه العملية لا شعورية، فنحن لا نحتاج إلى جهد مكثف لتمييز السيارة أو البيضة أو المقلاة.
حالما تستطيع تمييز شيء ما، فإنك تستطيع استخدام المعلومات كافة المتوافرة لديك عن هذا الشيء. وربما يجب عليك أن تعرف ماذا تفعل حيال هذا الشيء (2).
ويجب في الكثير من الأحيان تبسيط الأمور وتخليصها من تعقيدها لنصل إلى تمييز دقيق، ولا بد من أن نكون أحياناً كالطبيب الحاذق الذي يركز على ما هو المهم من علامات المرض من أجل التشخيص الدقيق فيقصي ما لم يكن كذلك، وإلا، التبست عليه الأمور، كما نجد عند بعض المبتدئين (3).
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
هل تستطيع تمييز ما يلي والتعرف عليه؟
1- أصفر من الداخل، وأبيض من الخارج، ويطير بسرعة (900 كم) في الساعة.
الجواب: بيضة وضعت في طائرة.
إذا لم يستطع الطلبة معرفته وتمييزه، يمكن أن يسألوا بعض الأسئلة للوصول إلى ذلك.
2ـ استعمال طهور مشروط بالنية؟
إنه تعريف للطهارة، وهي الشاملة للوضوء والتيمم والغسل.
المهارة الثانية: حلل. Analyze
أولاً: التعريف بالمهارة
التحليل بشكل عام يعني تجزئة الشيء المتعامل معه إلى أجزائه، ليسهل التعامل معه؛ فإن الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الإنسان ناشئة من التعقيد الذي يواجهه في مقابل الأمور المختلفة.
من الطبيعي أن تبسيط الأمور وعدم تعقيدها أفضل بكثير من تعليم الناس التعامل مع الأمور المعقدة (4).
ينقسم التحليل على قسمين:
الأول: التحليل إلى الأجزاء الأصلية
وهذا يرتبط بالمكونات الحقيقية التي يتكون منها الموقف أو الظرف.
الثاني: التحليل إلى الأجزاء المدركة
وهذا ما يرتبط بالأجزاء المدركة من الشيء والطريقة التي يبدو فيها الشيء وليس الشيء نفسه.
ـ في التفكير الاعتيادي من الطبيعي النظر إلى الجزء الأول من الظروف أو المواقف، وبعد ذلك الجزء الآخر.
ـ وهذا الانتقال الطبيعي لا يؤدي إلى إظهار جميع المكونات أو المفاهيم، والتي تظهر من خلال التحليل المتعمد والمقصود (5).
ثانياً: الهدف من المهارة
يهدف التجزىء إلى تمكيننا من فهم الشيء، والتعامل معه، وقول شيء عنه، أو توضيحه بشكل أكثر سهولة (6).
وبعبارة أخرى: الهدف الكلي هو تجزئة الظروف المعقدة، بحيث تصبح أكثر سهولة للتفكير بها، وعليه فإن التركيز يكون على طرح السؤال المتعمد أو المقصود التالي: كيف يمكن أن أجزئ هذا الشيء؟
ولجعل الأمر أكثر سهولة، يتم استخدام عملية التحليل إلى الأجزاء الحقيقية لإيجاد المكونات بينما تحليل الأجزاء المعنوية يمكن أن يستخدم لإيجاد الخصائص والمميزات والشيء المهم للطلبة، هو أن يسألوا السؤال المتعمد: (كيف أجزئ هذا الشيء؟) (7).
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
يمكن تحليل غرفة الصف الدراسي إلي:
- تحليل الأجزاء الأصلية: باب، أرضية، جدران، شبابيك، مقاعد طاولة، لوح، ضوء، مدرس، طالب.... إلخ.
ـ تحليل الأجزاء المدركة الحجم السعادة، الراحة، الكمية المستخدمة منه، وضوح الصوت.... إلخ.
وإذا حدث خلط لدى الطلاب بين تحليل الأجزاء الحقيقية وتحليل الأجزاء المدركة، فيمكن عرض مزيد من الأمثلة.
وبعدما حللنا الغرفة إلى الأجزاء المتقدمة، فإنه يمكن اتخاذ موقف من كل واحد منها بدون أن يؤثر الجزء الآخر على ذلك الموقف، فلا تختلط الأوراق علينا.
المهارة الثالثة: قارن Compare
أولاً: التعريف بالمهارة
نلجأ إلى المقارنة عندما لا يجدي كل من التمييز والتحليل في التعرف على الأشياء، فنقارن الشيء الجديد بشيء معروف لدينا ليتميز بذلك، ما يعني لزوم وجود أمر معروف عندنا ومميز لدينا تميزاً واضحاً (8).
وبعبارة أخرى: نقارن بشيء معروف عندنا من أجل أن نعرف ما إذا كان يمكن نقل المعرفة من شيء إلى آخر أم لا.
ثانياً: الهدف من المهارة
المقارنة جزء مهم من التفكير والهدف التعامل من المقارنة بوصفها عملية مقصودة، وعندما يظهر شيئان على أنهما متشابهان لدرجة كبيرة، فإننا ننظر للاختلاف بينهما، وعندما يظهران على أنهما مختلفان تماماً، فإننا نبحث عن نقاط التشابه بينهما. فهذه المهارة تركز على إجراء عملية المقارنة المتعمدة مع مخرجات محددة (9).
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
أولاً: بماذا يمكنك مقارنة الطالب بالكتاب؟
ثانياً: ما هي نقاط التشابه والاختلاف بين المدرسة والمصنع؟ (10).
ثالثاً: عملية المقارنة عملية كثيرة الاستعمال في علومنا على اختلاف أنواعها، وخاصة في التعريفات، فنجد أن الباحث بعدما يعرف موضوع البحث، يتعرض مباشرة إلى مقارنة ذلك الموضوع بغيره مما يشبهه؛ بغية التمييز بين الأمرين.
لاحظ ما يذكره الفقهاء عادة بعد تعريفهم للطهارة أو البيع أو الطلاق أو ...... ستجد أنهم يقومون بعملية التمييز بين كل واحدة من الموضوعات السابقة وغيرها عن طريق التحليل والمقارنة.
لاحظ العبارة التالية الواردة في كتاب البيع للشيخ الأنصاري (قدس سره) بعد تعريفه للبيع وتصديه للتمييز بينه وبين الهبة المعوّضة التي تشبهه في الكثير من الجهات، حيث يقول: (وأما الهبة المعوّضة - والمراد بها هنا ما اشترط فيها العوض فليست إنشاء تمليك بعوض على جهة المقابلة، وإلا، لم يعقل تملك أحدهما لأحد العوضين من دون تملك الآخر للآخر، مع أن ظاهرهم عدم تملك العوض بمجرد تملك الموهوب الهبة، بل غاية الأمر، أن المتّهب لو لم يؤد العوض، كان للواهب الرجوع في هبته، فالظاهر أن التعويض المشترط في الهبة كالتعويض الغير المشترط فيها، في كونه تمليكاً مستقلاً يقصد به وقوعه عوضاً، لا أن حقيقة المعاوضة والمقابلة مقصودة في كل من العوضين، كما يتضح ذلك بملاحظة التعويض الغير المشترط في فتمن الهبة الأولى) (11).
لاحظ كيف استفاد الشيخ الأنصاري (رحمه الله) من عمليتي التحليل والمقارنة بين الحقيقتين (البيع والهبة المعوضة) للتمييز بينهما.
المهارة الرابعة: اختر Sellect
اولاً: التعريف بالمهارة
الاختيار أحد العمليات التي تظهر في التفكير، وقد تظهر هذه العملية في عدة أوجه، مثل الاختيار، الانتقاء، الحكم، التوفيق أو التناسب، لكن العملية هي نفسها وإن تعددت المصطلحات، المسألة عبارة عن إيجاد المتطلبات (ما نريده)، ثم مناسبة ذلك الشيء الذي تختاره لتلك المتطلبات (البحث عن طريقة تلبيتها)، وعندما يتناسب شيء مع متطلباتك، فإنك تختاره، سواء أكان ما نختاره بيتاً، أم عملاً جديداً، سيارة، إيضاح خطة، أو حلاً لمشكلة.
وعند ممارسة عملية الاختيار، يمكن أن تظهر لنا ثلاثة أسئلة:
1- ما الذي يناسب هذا الشيء؟
وتتطلب العملية أن تكون واعياً للمتطلبات، ثم تبحث عن شيء يناسبها.
2- هل هناك شيء مناسب جداً؟
ويتطلب هذا إجراء فحص لمعرفة ما إذا كان الشيء المتوافر (إيضاح، حل، ....) يناسب أو لا يناسب ذلك الشيء، تتطلب العملية النظر لرؤية النقاط التي يمكن أن تلبي المتطلبات، وتلك التي لا تلبيها.
3ـ ما الذي يناسب أكثر؟
المفاضلة بين عدة بدائل مختلفة:
ويحتاج الاختيار إلى التركيز على الأولويات المهمة الأولى من بين المتطلبات أولاً، ومن الملاحظ في هذه المهارة أنها تركز بشكل كبير على عنصرين أساسين هما (المتطلبات) و (التناسب)، وخلال قيام المعلم بتطبيق هذه المهارة، يمكنه أن يطلب من الطلبة تسجيل المتطلبات حسب الأولوية، فالنظرة الواضحة للمتطلبات تجعل الاختيار أكثر سهولة.
لا تنس: يمكن الوصول إلى قمة الجبل من عدة طرق، بعضها أسهل من الآخر، وأنت لا تسلك كل تلك الطرق في الوقت نفسه، وإنما تختار، وتجرب (12).
وتذكر: لا يمكنك أبداً أن تحسن من مستوى اختيارك عن طريق تضييق دائرة خياراتك، وإنما عن طريق تعلم طريقة توليد خيارات أكثر وتعلم الطريقة الصحيحة في الانتقاء من بين تلك الخيارات (13).
ثانياً: الهدف من المهارة
أن يحصل الطالب مهارة الاختيار المتناسبة مع المتطلّبات والأهداف.
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
يجب أن يبدأ الدرس بمثال عرفي من الحياة اليومية، من قبيل أن يقول المعلم: إفترض أنك وجدت أن نصف عدد الطلبة في المدرسة هم الذين حضروا فقط في صباح أحد الأيام، فما هو التفسير الممكن لذلك؟ وما التفسير المناسب لذلك الموقف؟ يمكن مناقشة هذه المسألة مع طلبة الصف، ويمكن فحص التفسيرات المختلفة التي يقدمها الطلبة لرؤية مدى صلاح هذه التفسيرات.
- أن يكون نصف الطلبة قد أصيب بمرض.
- أن يكون عدد كبير من الطلبة (النصف) قد تواطأوا على عدم المجيء اليوم.
- أن نصف الطلبة يعترضون على أحد الأساتذة، ولهذا، لم يأت ذلك النصف
- عرض لنصف الطلبة صدفة أمر مهم استلزم غيابهم اليوم (14).
المهارة الخامسة: أوجد طرقاً آخر. FOW
أولاً: التعريف بالمهارة
مهارة (أوجد طرقاً أخر) (Find other ways)، تعني: أن توجد وسائل بديلة تستخدمها غير الوسائل المشهورة المعروفة، فعندما تجد وسيلة مختلفة للنظر إلى الشيء، تتفتح لك الآفاق الأفكار جديدة، وكلما ابتعدت عن المشكلة بطريقة خاصة، سيكون بإمكانك حل المشكلة بصورة أسهل.
يجب أن تدرك أن الطرق الواضحة تبدو كذلك دوماً حتى يتم إيجاد طرق أخرى أفضل من الطرق التقليدية.
ولا يهمّنا الكيفية التي تظهر فيها البدائل، ما يهمنا هو التخلص من الشعور بأنه لا يوجد سوى طريقة واحدة للنظر إلى المسألة محل البحث، وقد تأتي الطرق البديلة في النظر لأية مسألة من مصادر متعددة، من قبيل ما يأتي:
1ـ التركيز على جزء مختلف للموقف. فقد تنظر إلى السيارة من حيث طاقتها وأدائها، أو من حيث سبل الراحة والمظهر، وأيضاً ينظر إليها كمصدر للتلوث.
2ـ عن تدريب ذكي واعٍ ومقصود للتفكير الجانبي، وهو التفكير بطريقة أخرى غير رتيبة ولا جامدة على جهة واحدة كما تفكر الدجاجة بل كما يفكر بعض الحيوانات الأخرى، التي تبذل جهوداً متنوعة بغية الوصول إلى طعامها.
3ـ وجهات نظر الآخرين كما تقدم في (كورت1).
والفرق بين وجهات نظر الآخرين وما نحن فيه هو أننا هناك كنا ننظر إلى شخص آخر وتحاول سماع وجهة نظره، وأما هنا، فإننا نحاول البحث عن مدركات أخر، وبعدها، قد نكتشف أنها تناسب أشخاصاً مختلفين.
وأما البدائل والاحتمالات التي مرت معنا في (كورت1) أيضاً، فإنها كانت تركز على إيجاد البدائل لموقف معين، ولا تقتصر على إيجاد طرق مختلفة للنظر (15).
ثانياً: الهدف من المهارة
لن نستطيع أن نصل إلى حلول مناسبة جديدة بدون أن نفكر بذلك، ونصل إلى عقيدة، هي: أنه يمكن أن يكون هناك طرقاً أخرى للحل. وذلك من خلال النظر إلى الأمور من زاوية أخرى.
ثالثاً: تطبيقات عملية للمهارة
مر علينا بعض التطبيقات خلال الدرس، فلاحظ.
خلاصة الدرس
1- التمييز أساس جميع عمليات التفكير؛ لأنه يسبق العمليات الأخرى جميعاً.
2- التحليل بشكل عام يعني: تجزئة الشيء المتعامل معه إلى أجزائه، ليسهل التعامل معه؛ فإن الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الإنسان ناشئة من التعقيد الذي يواجهه في مقابل الأمور المختلفة.
والتحليل قسمان: التحليل إلى الأجزاء الأصلية، والتحليل إلى الأجزاء المدركة.
3ـ نلجأ إلى المقارنة عندما لا يجدي كل من التمييز والتحليل في التعرف على الأشياء، فنقارن الشيء الجديد بشيء معروف لدينا ليتميز بذلك.
4ـ الاختيار أحد العمليات التي تظهر في التفكير، وهي عبارة عن: إيجاد المتطلبات، ثم مناسبة ذلك الشيء الذي نختاره لتلك المتطلبات، بهدف أن يكون الاختيار متناسباً مع المتطلبات والأهداف التي تريد الوصول إليها.
5ـ مهارة (أوجد طرقاً أُخر)، تعني: أن تجد طرقاً أخر للأشياء التي تنظر إليها، أي: أن توجد وسائل بديلة تستخدمها غير الوسائل المشهورة المعروفة، وكلما ابتعدت عن المشكلة بطريقة خاصة، فإنه سيكون بإمكانك حل المشكلة بصورة أسهل.
اختبارات الدرس
1- لماذا كانت مهارة التمييز أساساً لكل المهارات الُخر؟ بيّن بالمثال.
2- ما المقصود بمهارة (التحليل)؟ وما هي فائدتها؟
3- لماذا كانت مهارة المقارنة مهارة مهمة في تنمية التفكير الإبداعي؟
4- ما المقصود بمهارة (اختر)؟ وما هي أهدافها؟
5ـ ما المقصود بمهارة (أوجد طرقاً أخر)؟ أذكر تطبيقاً عملياً لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 2، ص 5 ـ 6.
2ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 2، ص 8 ـ 9. De Bono's thinking course: 54 ـ 47.
3ـ راجع: إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 23، وله أيضاً (think): ص 70 ـ 71.
4ـ راجع: إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 26.
5ـ راجع: فتحي جروان، تعليم التفكير: ص 55.
6ـ راجع: De Bono's thinking course: ص 48.
7ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 2، 11 ـ 14.
8ـ راجع: الجلال، سميرة أحمد، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ص 90.
9ـ راجع: برنامج الكورت، ترجمة وتعديل: ناديا هايل سرور، ثائر حسین: ص 67.
10ـ راجع: المصدر السابق: ج 2، 15 ـ 16.
11ـ راجع: الأنصاري، مرتضى، كتاب المكاسب، ج 3، ص 14.
12ـ راجع: إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 132.
13ـ راجع: المصدر السابق: ص 170.
14ـ راجع: برنامج الكورت، ترجمة وتعديل: ناديا السرور وثائر غازي: ج 2، 19 ـ 20.
15ـ راجع: إدوارد دي بونو، برنامج الكورت لتعليم التفكير: ج 2، ص 23 ـ 24.