لا تعد ولا تحصى انواع الخدمات المقدمة للزائرين السائرين الى كربلاء، لكن بعض اصحاب المواكب يحاولون دوماً التميز بخدماتهم بما يلبي ادق احتياجات احباب الحسين "ع"، فترى صبية نظموا انفسهم وشكلوا فريق عمل لينظف ويعكس صورة حضارية للمواكب، بالمقابل تجد نسوة خصصن جزءً من موكبهن لتقديم خدمة تشابه ما يقدم للمرأة والطفل في الروضة، وآخر ادخل اساليب جديدة في تدليك وغسل ارجل واقدام السائرين.
صبية النظافة
ما يلفت النظر الى احد المواكب تجمع عدد كبير من الصبية تتراوح اعمارهم بين 8 ــ 14 سنة، وعند سؤالهم عن تواجدهم، قال الصبي علي مهدي صالح (12 عام) "اننا مجموعة من الاقارب والاصدقاء اتفقنا على ان ننفذ عملا واحدا هو تنظيف الواجهة الموجودة امام الموكب والمواكب المجاورة والشارع العام"، مبيناً ان "هدف الامام الحسين وثورته العظيمة هو الاصلاح، والنظافة تعكس تحضر الشعوب وتطورها، فنحن نرى الزائر الذي يسير مئات الكيلومترات منهكاً متعباً ويتناول المياه وبعض الاطعمة وهو سائر فيرمي بعض مخلفاتها وكذلك خلال توزيع المواكب للأطعمة تكثر النفايات فنقوم على الفور بحمل اكياس النفايات التي يزودنا بها الموكب ونجمع القمامة وفضلات الطعام بسرعة ليبقى الشارع والموكب نظيفاً تسر له انظار الزائرين".
الدراسة والخدمة
رغم التحاقهم بالخدمة في الموكب الا ان الصبية لم يتركوا مقاعد الدراسة، ويشير الصبي احمد رياض قاسم (14 عام) اننا "ننقسم الى وجبتين فمن يداوم بالدراسة صباحاً يأتي بعد انتهاء الدراسة ظهراً والاخرون يبدأون من الصباح الى الظهر"، فضلا عن استغلال عطلتي الجمعة والسبت"، مشدداً على ان "ذويهم من اصحاب المواكب اشترطوا عليهم التفوق الدراسي والالتزام بالدوام مقابل السماح لهم بالخدمة ما دفعهم الى السعي الجدي للالتزام بدراستهم".
موكب خدمة للأطفال
كثيرة هي المواكب التي تخصص امكنة للنساء وتقدم لهن الخدمات الا ان موكب واحد تميز بخدمات جديدة تضاف الى ما يقدم، حيث منح الاطفال جزء من الخدمة، وتقول الخادمة "ام نبأ" ان "الموكب خصص جزءً من الموكب للنساء وركزنا على خدمة الاطفال"، مبينة ان "السبب في ذلك اننا نهتم بأطفالنا مع الخدمة وقررنا ان نقدم الخدمة للأطفال الزائرات"، فما ان تدخل الام واطفالها نقوم بأخذ الاطفال وخاصة الرضع وغسل ابدانهم واستبدال الحفاضات وتزويدهم بالحليب من ارقى الانواع وتطيبهم وفرز امكنة خاصة لهم للنوم لحين انتهاء امهاتهم من اداء الصلاة وتناول الطعام"، مؤكدة ان "علاقات طيبة تكونت بيننا وبين العديد من العائلات التي تسير سنوياً، كون موكبنا اصبح مهماً ومعروفا بتقديم الخدمات الى الاطفال، وبات "أشبه بالروضة".
بينما تؤكد "ام نورس" خادمة في الموكب ان "النساء تقدم لهن خمس وجبات طعام مختلفة منها فطور وغذاء وعشاء وبينها فواكه وحلوى، وركزنا في عملنا على خصوصيات المرأة وتوفير الراحة لهن، ووضعنا اختنا الكبيرة في الشارع تستقطب الزائرات وتخبرهن بوجود مكان مخصص للنساء والاطفال"، لافتة الى "ان الاعداد بدأت تتزايد وفاقت المئات يومياً".
مساج متطور
اكثر ما يعانيه الزائر التعب الذي يصيب رجليه وقدماه، فالتفت "ضياء الصبيحاوي" الى ضرورة تخصيص جزء من عمله للمساج والتدليك باسلوب متطور، ويضيف " دربنا مجموعة من الخدام على عمليات التدليك والمساج للاقدام والارجل وعلى استخدام مجموعة من المراهم الخاصة بفك التشنجات ومعالجة الاوردة والشرايين، ومنها زيت الزيتون والرومالجين"، مؤكداً اننا "نركز في خدمتنا على كبار السن والاطفال والصبيان كونهم يحتاجون الى خدمة خاصة لغضاضة اجسادهم وضعف ابدانهم، لان العاملين استندوا الى نصائح طبية من اطباء ومعالجين مختصين".