ما زالت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة متواصلةً بتقديم ما أمكنها لعوائل وذوي شهداء فتوى الدّفاع المقدّس الذين أرخصوا دماءهم الطاهرة في سبيل الذّود عن تراب ومقدّسات هذا البلد والوقوف سدّاً منيعاً في وجه زمر الإرهاب والضلال، وقد أعدّت برامج عديدة لهذا الغرض جميعها تصبّ في ذات المنحى الهادف للعناية بهذه الثلّة من العوائل الكريمة، ومن تلك البرامج هو البرنامج الذي أعدّه قسمُ العلاقات العامّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة والمتضمّن القيام برحلات لهم لزيارة مرقد الإمام الرّضا وأخته السيّدة المعصومة(عليهما السلام) بالإضافة الى المزارات والمقامات الموجودة في مشهد وقمّ المقدّستين، وذلك من أجل المساهمة في التخفيف من وطأة الحزن والفراق التي يعيشونها لفراق أحبّتهم وأبنائهم ولإشعارهم بأنّ هناك من يسأل عنهم ويقف معهم ويتفقّد أحوالهم، بالإضافة الى ذلك أنّ أغلب هذه العوائل يصعب عليهم القيام بمثل هذه الزيارات لتكاليفها الباهظة بالنسبة لهم ولمستوى معيشتهم.
معاون رئيس قسم العلاقات العامّة في العتبة العبّاسية المقدّسة الحاج قاسم العوّاد بيّن لشبكة الكفيل من جانبه قائلاً: "البرنامج الذي أعدّه قسمُنا كان بتوجيه ومباركة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه)، ونحن نأمل أن نسهم في ردّ الجميل ولو بالمقدار القليل ممّا قدّمته هذه العوائل من فلذّات أكبادها في سبيل تحرير أرض هذا الوطن وحماية شعبه ومقدّساته، وقد تمّ تشكيل لجنة تقوم باستلام طلبات الرّاغبين بهذه الرحلات وإدخالهم في قوائم موحّدة من أجل تقسيمهم على شكل وجبات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في جمهوريّة إيران وحسب توقيتات معيّنة لتشمل أكبر عددٍ ممكن بإذن الله تعالى، وستكون في البداية رحلة أو رحلتان في الشهر حتى تصل الى ثلاث رحلات شهريّة بإذن الله تعالى".
وأضاف: "اليوم كان لنا لقاء بالوجبة الأولى التي بلغ عددها (40) شخصاً وتمّ شرح برنامج الرحلة لهم الذي أعدّه القسم والذي سيشمل زيارة السيّدة المعصومة(عليها السلام) ومقام الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف) في مسجد جمكران في مدينة قمّ المقدّسة، من ثمّ الانطلاق الى مدينة مشهد المقدّسة لزيارة مرقد الإمام علي بن موسى الرّضا(عليه السلام) والمقامات والمزارات الموجودة هناك، وتتخلّل الرحلة كذلك فقرات للتسوّق والاطّلاع على معالم المدينتين".
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة انطلاقاً من توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا بتقديم الدّعم اللازم لعوائل وذوي الشهداء والجرحى قد أعدّت برنامجاً متكاملاً يشمل تنظيم زياراتٍ متتالية للجرحى وعوائل الشهداء في جميع مناطق العراق بدون استثناء، من أجل التواصل معهم وسدّ احتياجاتهم والاهتمام بهم وتكريمهم تكريماً يليق بتضحيات أبنائهم.