تبذل وحدةُ اليمين التابعة لشعبة اليمين والشؤون الاجتماعية إحدى شعب قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة جهوداً كبيرةً في معالجة جميع المشاكل والقضايا التي تمسّ كافة شرائح المجتمع، فقد أخذت هذه الوحدة على عاتقها حلّ النزاعات وحسم الخلافات والعمل على توجيه المتخاصمين فيما بينهم وإرشادهم الى طريق الصلاح لخلق حالةٍ من التعايش السلمي بين تلك الشرائح.
وبالنظر لخصوصية عمل وحدة "اليمين" والواجب الملقى على عاتقها كان لشبكة الكفيل لقاءٌ مع مسؤول شعبة اليمين والشؤون الاجتماعية السيد عدنان جلوخان الموسوي ليتحدّث عنها قائلاً:
"تعتبر وحدة اليمين من أهمّ الوحدات في الشعبة لكون أنّها في تماسٍّ مباشر مع الناس وتعمل على حلّ النزاعات والمشاكل الحاصلة فيما بينهم وحسمها، ويكون ذلك من خلال حضور المتخاصمين في قضيّةٍ ما الى حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) لأداء القسم، فعلى سبيل المثال في حال الشكّ في أحد الأشخاص في قضيّةٍ معيّنة كقضيّة قتل أو سرقة أو اختطاف وغيرها يؤتى به الى حرم أبي الفضل العباس(سلام الله عليه) ليؤدّي اليمين ويقسم بأنّه بريء من القضيّة، حيث يُطلق عليها بـ(اليمين الحاسمة) لأنّه بعد ذلك تنقضي المشاكل وتُحسم، وبعد أداء اليمين يُزوّد بورقةٍ لها قيمتُها القانونية والشرعيّة باعتبار أنّ هذه الورقة دليلٌ على إثبات براءته أمام الآخرين".
وأضاف: "في الحقيقة هذه القضيّة لم تكن حديثة العهد بل هي قائمة منذ عشرات السنين باعتبار أنّ لأبي الفضل العباس(عليه السلام) كرامات وفضائل عظيمة وتظهر هذه الكرامات جليّةً وسريعة وهي ما تُسمّى بـ(الشارة)، لذلك يأتي المؤمنون من أقاصي البلاد ويقسمون بحقّه لإثبات أو نفي شيءٍ معيّن، خصوصاً حينما تحدث مشكلةٌ أو خلاف يستوجب ذلك الأمر، ويكون القسم بعد التحاور مع الإخوة المحلَّفين وتحذيرهم من عواقب اليمين الوخيمة، لذلك يرتدع البعض أحياناً ويعترف بخطئه أمّا البعضُ الآخر لا يعترف ويضطرّ للحلف تجنّباً للإشكالات المادّية والعشائرية الكبيرة, طبعاً للأسف الشديد هذا التجرّؤ الذي يحدث في بعض الأحيان من قبل المحلَّفين لن يمرّ بسهولة، فالبعض منهم يأتي بعد مدّةٍ من الزمن ويقول لقد أقسمت كذباً وحصل لأهل بيتي مكروه أو احترقت داري".
مبيّناً: "اليمين الذي نعقده هنا يكون بثلاث ذوات عظيمة، فيكون الحلف أوّلاً بالله تعالى، وبعدها بكتاب الله تعالى القرآن الكريم، ثمّ بأبي الفضل العباس(عليه السلام)، وتكون صيغة اليمين كالآتي: (أقسم بالله العظيم وبالقرآن الكريم وبحقّ ابي الفضل العباس(عليه السلام) أن أقول الحقّ، إنّي بريءٌ من كذا وكذا تجاه المقابل)، وقد وصل عددُ محاضر اليمين منذ عام (2004م) حتّى يومنا هذا نحو (24,500) محضر، ونحن في الحقيقة مستمرّون بهذا العمل من أجل خلق حالةٍ من التعايش السلمي وتصفية نفوس المتخاصمين، كما عقدنا مؤتمراً عشائريّاً في قضاء المجرّ الكبير في محافظة ميسان وهو الثاني من نوعه، وقد بيّنّا من خلاله بعض القضايا العشائرية والخلافات التي تحدث وحاولنا قدر الإمكان أن نحدّ من هذه القضايا التي تؤدّي الى اليمين أحياناً، لذلك نحاول أن نحثّ المؤمنين دائماً بالرجوع الى المراجع ووكلائهم وربط قضية اليمين بالجانب الشرعيّ".
الجدير بالذكر أنّ عمل وحدة اليمين في العتبة العبّاسيّة المقدّسة هو حلّ النزاعات والخلافات العشائرية والمشاكل الحاصلة فيما بين الناس من أجل خلق نوعٍ من التآلف والتعايش السلمي بين شرائح المجتمع كافّة.