مقا- هدّ : أصل صحيح يدلّ على كسر وهضم وهدم. وهددته هدّا : هدمته. ويرجع الباب كلّه الى هذا القياس. فالهدّ من الرجال : الضعيف , كأنّه هدّ. وعن ابن الأعرابيّ : الهدّ من الرجال : الجواد الكريم. والجبان هدّ بالكسر , فالجبان هدّ أي مهدود , والهدّ : الكريم الهادّ لماله. وممّا يجرى مجرى الأصوات. الهدّة : صوت وقع الحائط. والهدهد معروف , وهدهد الحمام : صوّت.
وهدهدت المرأة ابنها : حرّكته لينام.
مصبا- هددت البناء هدّا : هدمته بشدّة صوت , فانهدّ , وهدّده وتهدّده : توعّده بالعقوبة.
صحا- هدّ البناء يهدّه هدّا : كسره وضعضعه. وهدّته المصيبة : أوهنت ركنه. الأصمعي : فلان يهدّ , إذا اثنى عليه بالجلد والقوّة , تقول مررت برجل هدّك من رجل , معناه أثقلك وصف محاسنه.
لسا- الهدّ : الهدم الشديد والكسر , كحائط يهدّ بمرّة فينهدم والهدّة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل. والهدّ والهدد : الصوت الغليظ.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الهدم الشديد دفعة , سواء كان بكسر أو بتضعضع أو بانهدام ركن وأساس أو غيره.
وبينها وبين مواد الهدم والهدر والهدل والهطل والهبط : اشتقاق أكبر.
وأمّا مفاهيم- الكريم والصوت والضعيف والمثقل والجبان : فمن لوازم الأصل , ما لم يكن من مصاديق الهدم الشديد.
{وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم : 90] الخرّ هو السقوط مع صوت مخصوص , أي تسقط الجبال منهدمة , بأنّهم دعوا للرحمن ولدا , وما ينبغي للرحمن أن يتّخذ ولدا.
فانّ نظام عالم المادّة إنّما هو قائم بالتوحيد ومتقوّم باللّٰه الواحد , ولا مؤثّر في ذلك النظام إلّا هو الحىّ القيّوم , فإذا قالوا اتّخذ الرحمن ولدا : فقد افتروا على اللّٰه كذبا , وعبدوا إلها غير الحقّ.
________________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .