مصبا- مكّة : شرّفها اللّٰه تعالى , وقيل فيها بكّة على البدل , وقيل بالباء : البيت , وبالميم ما حوله , وقيل بالباء بطن مكّة. والملوك : مكيال , وهو مذكّر.
مقا- مكّ : أصل صحيح يدلّ على انتقاء العظم , ثمّ يقاس على ذلك , يقولون : تمكّكت العظم : أخرجت مخّه. وامتكّ الفصيل ما في ضرع امّه : شربه.
والتمكّك : الاستقصاء , ويقال سمّيت مكّة لقلّة الماء بها , أي تهلكه وتقصمه.
معجم البلدان - مكّة : قال بطليموس : طولها من جهة المغرب 78 درجة , وعرضها (من الجنوب) 23 درجة , وقيل 21 , وأمّا اشتقاقها : قال ابن الأنباري :
لأنّها تمكّ الجبّارين , أي تذهب نخوتهم , ويقال : لازدحام الناس بها من قولهم قد امتكّ الفصيل ضرع امّه , إذا مصّه مصّا شديدا. وقيل : إنّها تمكّ الذنوب أي تذهب بها. وسمّاها اللّٰه تعالى امّ القرى , والبلد الأمين , وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه واله :
إنّي لأعلم أنّك أحبّ البلاد إليّ , وأنّك أحبّ أرض اللّٰه الى اللّٰه , ولو لا أنّ المشركين أخرجوني منك ما خرجت.
الإعلام بأعلام البيت ص 6 : اعلم أنّ بلد اللّٰه الحرام مكّة : بلدة كبيرة مستطيلة ذات شعاب واسعة , ولها مبدأ ونهايتان , فمبدؤها المعلاة وهي المقبرة الشريفة , ومنتهاها من جانب جدّه موضع يقال له الشبيكة , ومن جانب اليمن قرب مولد سيّدنا حمزة. وعرضها من وجه جبل جزلّ الى أكثر من نصف جبل ابي قبيس , وسمّاهما الأزرقي جبل أبي قبيس والجبل الأحمر المشرف على قيقعان وعلى دور عبد اللّٰه بن الزبير , وأمّا موضع الكعبة المعظّمة : فهو وسط المسجد بين هذين الجبلين في وسط مكّة.
قع- مكّاء : مكة.
والتحقيق‌
أنّ الكلمة اسم للبلد الحرام , وبينها وبين كلمة بكّة اشتقاق أكبر , والبكّة فيها دقّ ودكّ زائد بوجود حرف الباء وهو من حروف الجهر والشدّة , بخلاف الميم فانّه من حروف متوسطة بين الشدّة والرخاوة.
وقد عبّر بهذه المناسبة في آية {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران : 96] بالبكّة , فإنها في مقام المقابلة بالكفّار والمشركين وفي مورد إظهار القدرة والعظمة ودفع المخالفين.
وعبّر في آية-. {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } [الفتح: 24] بالمكّة , فانّها بعد مغلوبيّة المخالفين وفي مقام التسليم والاطاعة والانقياد منهم , حيث إنّ البلد فتحت للمسلمين وصارت أمنا لهم.
كما أنّه قد عبّر في آية - {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } [الأنعام : 92] بأمّ القرى , فانّ المورد مقام التبليغ والهداية والإنذار , فيناسب أن يكون في محلّ له مرجعيّة وموقعيّة يقصد اليه كالامّ الّتى يراجعها أولادها ويقصدونها , وهم أتباع لها.
والمراد بجملة - ومن حولها : قاطبة البلاد الّتى في أطرافها , حيث إنّ العنوان هو المرجعيّة وكونها امّا , فيشمل كلّ محلّ امّه مكّة وهو يراجعها ويقصدها , وهو قاطبة مساكن المسلمين في أي أرض ومن أي بلد في مشارق أو في مغارب.
والتعبير ببطن مكّة : إشارة الى رفع خلاف الكفّار المخالفين المحاربين , حتّى في بطن أرضهم وداخل بلدهم , وذلك بقدرة اللّٰه وحكومته ونفوذه , حتّى صرتم مأمونين.
___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .