مصبا- حلّ الشي‌ء يحلّ حلّا : خلاف حرم، فه وحلال،  وحلّ أيضا، وصف بالمصدر،  ويتعدّى بالهمزة  والتضعيف فيقال أحللته   وحلّلته،  ومنه-. {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} [البقرة  : 275] - أي أباحه  وخيّر في الفعل  والترك،  واسم الفاعل محلّ  ومحلّل.  وحلّ الدين يحلّ حلولا :
انتهى أجله، فه وحالّ.  وحلّ الحقّ حلّا  وحلولا : وجب، وحلّ المحرم حلّا : خرج من إحرامه، وأحلّ مثله، فه ومحلّ،  وحلّ أيضا،  وحلال أيضا،  وحلّلتها  والاسم التحلّة،  وفعلته تحلّة القسم، أي بقدر ما تحلّ به اليمين.  والحليل : الزوج.
 والحليلة : الزوجة، لأنّ كلّ واحد يحلّ من صاحبه محلّا لا يحلّه غيره.  والحلّة لا تكون إلّا ثوبين من جنس واحد،  والجمع حلّل.  والحلّة : القوم النازلون،  وتطلق الحلّة على البيوت مجازا.
مقا- حلّ : له فروع كثيرة  ومسائل،  وأصلها كلّها عندي فتح الشي‌ء، لا يشذّ عنه شي‌ء. يقال حللت العقدة أحلّها حلّا.  والحلال : ضدّ الحرام،  وه ومن الأصل الّذي ذكرناه، كأنّه من حللت الشي‌ء إذا أبحته  وأوسعته لأمر فيه.  وحلّ  : نزل،  وه ومن هذا الباب، لأنّ المسافر يشدّ  ويعقد فإذا نزل حلّ. قال أب وعبيد  : كلّ من نازلك  وجاورك فه وحليل.
صحا- حلل : حللت العقدة أحلّها حلّا : فتحتها، فانحلّت، يقال يا عاقد اذكر حلّا.  وحلّ بالمكان حلّا  وحلولا  ومحلّا.  والمحلّ أيضا : المكان الّذي تحلّه.
 وحللت القوم  وحللت بهم : بمعنى.  والحلّ : الحلال.  والتحليل ضدّ التحريم، تقول حلّلته تحليلا  وتحلّة، كما تقول غرّر تغريرا  وتغرّة.  وقولهم فعلته تحلّة القسم، أي لم أفعل إلّا بقدر ما حلّلت به يميني  ولم أبالغ.
مفر- أصل الحلّ حلّ العقد،  ومنه- {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه  : 27] ،  وحللت :
نزلت،  وأصله من حلّ الأحمال عند النزول، ثمّ جرّد استعماله للنزول فقيل حلّ حلولا،  وأحلّه غيره- قال : {أَ وتَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد  : 31] ، ... {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم : 28].  وعن حلّ العقد استعير قولهم حلّ الشي‌ء حلّا- {كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا } [البقرة : 168] - ... {هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [النحل  : 116].  ومن الحلول : أحلّت الشاة نزل اللّبن في ضرعها.  وقوله- {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } [التحريم  : 2] - أي بيّن ما تنحلّ به عقدة أيمانكم من الكفّارة.
 والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : ه ورفع العقد  والحرمة.  ويدلّ عليه وقوعها في مقابل الحرمة كما في- {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة  : 275] ، ... {لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ } [المائدة : 87] ، ... {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } [التحريم : 1] ، ... {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا } [التوبة : 37] ، ... {هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [النحل  : 116].
 وقد سبق في حرم إنّه عبارة عن الممنوعيّة من الأصل، فالحلّ ه ورفع الممنوعيّة.
 وهكذا استعمالها في موارد تناسب ذلك المعنى كما في :. {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه : 27] ...،. {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم  : 28].
يراد الفتح  ورفع المحدوديّة  والممنوعيّة،  وإنزال القوم برفع الحدود اللّازمة.
 وأمّا المعاني الاخر : فإنّما تستعمل فيها بمناسبة هذا المعنى،  وخصوصيّة الأصل لا بدّ أن تلاحظ في جميع الموارد.
فقيد رفع العقدة  والمانع محفوظ في هذه المادّة، بخلاف مادّة الجواز  والإباحة  وغيرهما.
{فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه  : 81] ، ... {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} [الأعراف : 157] ، ... {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [النساء  : 24] ، ... {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} [المائدة : 96] ، ... {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} [المائدة  : 1] ، ... {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد  : 2] ، ... {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا} [الأنفال  : 69].
يراد فيها رفع الممنوعيّة  وفتح باب العمل بمناسبة المورد.
{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ} [التحريم  : 2].
أي ما يقتضي  ويفتح اليمين،  والفرض : بمعنى التقدير مع التعيين.
 وبهذا يظهر الفرق بين المحلّ  والمقام  والمكان  وأمثالها.