نظم المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، سلسلة من النشاطات القرآنية، والعزائية، والخدمية، والمسابقات الثقافية والفكرية، والعروض المسرحية على طرق سير زائري الأربعين. معهد القرآن الكريم التابع للمجمع يشرف على تنظيم نشاطات المحطات المتخصّصة في تصحيح قراءة سورة الفاتحة وقصار السور لزائري الأربعين، التي تُقام في مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الخدمي، ومجموعة مواكب أم البنين (عليها السلام) في جامعة العميد على طريق (كربلاء - النجف). وقال مدير المعهد الشيخ جواد النصراوي، إنّ "محطات تعليم الزائرين القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة، والتوحيد، وقصار السور، إضافة إلى الأذكار الواجبة للصلاة، تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والقرآني بين الزائرين، وضمان أداء العبادات بشكل صحيح ومتكامل". وأضاف أنّ "المحطات تتضمن محافل وأمسيات قرآنية، ومسابقات فكرية، وثقافية، تُقدّم فيها جوائز من العتبة العباسية المقدسة، للزائرين المشاركين، وتتعلق الأسئلة المطروحة في هذه المسابقات بأحكام فقهية، وإشكالات عقائدية، ومعلومات قرآنية تعزز المعرفة الدينية لدى الزائرين". وأوضح "تُقام في هذه المحطات عروض مسرحية تمثيلية، تهدف إلى توضيح بعض الأمور الابتلائية وتعليم الزائرين كيفية أداء الوضوء والصلاة بصورة صحيحة، يقوم بها مجموعة من الطلبة". وبيّن النصراوي أنّ "عدد محطات مشروع تعليم القراءة الصحيحة للزائرين قد بلغ أكثر من 64 محطة وُزّعت على عدد من المحافظات منها: المثنى، والديوانية، وبابل، بالإضافة إلى محافظة كربلاء بمحاورها المتعددة، إلى جانب محافظة بغداد، إذ يشارك في هذه المحطات أكثر من 600 أستاذ مختصّ لتقديم هذه الخدمات لزائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)". وفي السياق نفسه نظّم معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف محافل قرآنية للعام الثالث على التوالي في طريق (يا حسين) الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء. وتضمّنت المحافل التي أُقيمت في موكب العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، فقرات متعددة منها: تلاوات لقرّاء المعهد، ومجلس عزاء، إلى جانب فقرة الحافظ التي يوجّه الزائرون عبرها أسئلة لأحد حفظة المعهد عن رقم آية معينة، وموضعها، وفي أيّ جزء تقع. وتهدف المحافل القرآنية إلى تعزيز الأجواء الروحية والإيمانية بين الزائرين، عبر تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ونشر ثقافة القرآن الكريم بين زائري الأربعين.
وأقام موكب أمير القرّاء الثقافي لخدمة الزائرين في طريق (النجف- كربلاء)، قرب العمود 1238، مجالس عزاء حسينية تضمّنت قراءة آيات مباركات من الذكر الحكيم للقارئ حسنين الجزائري، وقصائد الشعر الحسيني للشاعر محمد الفاطمي، أعقبتها قصيدة حسينية للرادود مرتضى حرب. ونظّم الموكب التابع لمركز المشاريع القرآنية في المجمع العلمي حملة تطوعية لتنظيف طريق الزائرين، كجزء من البرامج الخدمية، شارك فيها طلبة مشروع أمير القرّاء. ويعمل موكب معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف على تقديم وجبات الطعام المتنوعة، والمشروبات الباردة، والعصائر والمعجنات للزائرين، ليجسّد قيم الضيافة والكرم التي أسستها المدرسة الحسينية، ساعيًا إلى تخفيف عناء الرحلة عن كاهل السائرين بقلوبهم وأقدامهم إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام). يُواصلُ المَجمَع العلميّ فعّاليّات برنامج القرآنيّ الصغير على طريق الزّائرين المتوجهين سيرًا على الأقدام نحو مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) عند العمود رقم (315)، الواقع بين محافظتي النّجف الأشرف وكربلاءَ المقدّسة. ويُنظِّم البرنامج معهد القرآن الكريم في النّجف الأشرف؛ بهدف ترسيخ الثقافة القرآنية وتعزيزها لدى الزائرين، ولا سيّما الناشئة والبراعم. البرنامج يُقام للسنة الرابعة على التّوالي ويتضمّن سلسلة من النشاطات التفاعليّة والتعليميّة المصمّمة بعناية، ما يجعله محطّة جاذبة على طريق الزائرين. لا يتوقف دور معهد القرآن الكريم عند حدود الخدمة المادية فحسب، بل يتعداها ليشمل آفاقًا من العطاء الروحي والثقافي، فالمعهد يسهم بفاعلية في تقديم برامج ومشاريع قرآنية وثقافية وفكرية تنتشر على طول الطرق التي يسلكها الزائرون في محافظات: ميسان، والديوانية، والنجف الأشرف.