حريّ على كلّ مؤمن أن يستثمر يوم عرفة المبارك ولحظاته بالعبادة والمناجاة والطاعة والذكر والاستغفار والتضرع إلى بارئه لنيل مغفرته ورضوانه، حيث تكمن أهمية هذا اليوم عند الله تبارك وتعالى وخصوصيته البالغة في استجابة الدعوات، إذ قال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ "، ووسط أجواء روحانية تفيض بالإيمان ورجاء القبول أعدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة برنامجاً حافلاً لإحياء المراسم السنوية الخاصة بيوم عرفة المبارك، وقراءة دعاء سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام"، حيث شهد رواقا سيدنا عبد الله بن عبد المطلب في رحاب الصحن الشريف في التاسع من ذي الحجة 1445 هـ توافد الجموع الإيمانية ليحيوا تلك الأعمال من جوار مرقدي الإمامين الهمامين موسى بن جعفر ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام".
استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر العزيز، بعدها قراءة دعاء يوم عرفة، وزيارة الإمام الحسين "عليه السلام" بمشاركة قراء العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، والشيخ عامر الخفاجي، والمنشد مصطفى الكناني بعدها توجه الحاضرون بعيون تذرف الدموع، وأكفّ تتضرع إلى بارئها متقربين إلى الله تبارك تعالى بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان، والدعاء نيابة عن الشهداء وجميع المسلمين والمسلمات والابتهال إلى المولى العليّ القدير بطلب الخير والرحمة والمغفرة، وأن يرزقهم حج بيته الحرام وزيارة رسوله الأكرم "صلّى الله عليه وآله وسلم" وأن يَنعم على بلدان المسلمين وأرض المقدسات العراق العزيز بالأمن والأمان، ويحفظ شعبنا الكريم وينصر قواتنا الأمنية ويثبت أقدامهم ويسدد رميتهم على أعداء الله والإنسانية، ويَمُن على مرضانا وجرحانا بالشفاء العاجل وأن يرحم شهداءنا الأبرار وأموات المؤمنين ويرعى عوائلهم بعينه التي لا تنام إنه سميع مجيب.