أطلقت العتبة العبّاسية المقدّسة، فعّاليات النسخة الأولى من مُلتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ذي قار. ولم تقتصر أهمّية مُلتقى الكفيل على المجال التقنيّ فحسب، بل امتدّت لتشمل أيضًا الجوانب الثقافية والاجتماعية، حيث أُقِيمت فعّاليات ثقافية وفنّية تعكس الهوية العراقية الغنية، وتعزّز التواصل الثقافي بين المشاركين. الإبداع العراقي.. قصص النجاح والقدرة على الإبداع تعكس العتبة العباسية برعايتها لهذا الحدث التزامها بدعم العقل العراقيّ، وتعزيز قدراته على التفوّق في المجالات المختلفة، ومواكبة التطوّر التكنولوجي وتشجيع الإبداع والابتكار. تقول الأمانة العامة للعتبة المقدّسة، إنّ العقل العراقيّ مميّز ويمتلك القدرة على الإبداع، إذا ما توافرت له الظروف والإمكانات، جاء ذلك في كلمتها التي ألقاها بالنيابة مديرُ مركز الكفيل لتقنية المعلومات التابع لجامعة الكفيل السيد سامر الصافي، مؤكّداً بالقول إنّ "العتبة العباسية المقدّسة والتشكيلات التابعة لها تعمل وفق رؤية القائمين عليها، وهي أنّ العقل العراقي مميّز ويمتلك القدرة على الإبداع إذا ما توافرت له الظروف والإمكانات، وما هذا اللقاء والمُلتقى إلا واحد من ثمار نتاج العتبة المقدسة التكنولوجي". وأضاف، أنّ "العتبة العبّاسية المقدّسة حرصت منذ سنوات، على الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات، وكانت رؤيتها واضحة بإنشاء مراكز متخصّصة واستقطاب الكوادر العراقية المميزة، التي هدفها تلبية احتياجات العتبة العباسية المقدّسة والمؤسّسات التابعة لها والوزارات والجامعات، بما يخدم بلدنا الحبيب العراق".
علاقةٌ وثيقة في دعم التكنولوجيا والابتكار تعكس الشراكة التزام العتبة العباسية وجامعة ذي قار بتطوير القدرات التكنولوجية ودعم الابتكار، في سبيل بناء مستقبلٍ واعد للعراق في عصر الرقمية والتكنولوجيا. رئيس الجامعة الدكتور يحيى عبد الرضا عباس قال خلال كلمته الافتتاحية في المُلتقى، إن الجامعة مستمرّة بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدسة في المجال التقني والتكنولوجي، وتتمنّى أن تستمرّ المُلتقيات بما يخدم الحركة العلمية والتقنية وعمل المؤسّسة الأكاديمية، ويدعم الطلبة في بحوثهم ودراساتهم على مستوى الدراسات الأوّلية والعُليا. رئيس الجامعة أشار إلى الدعم المجاني الذي قدّمته جامعة الكفيل لجامعة ذي قار، عبر المنصّات العلمية المتمثّلة بـ(منصة السراج)، التي تضمّ العديد من الخدمات الإدارية والتقنية بما يخدم الجامعة في تنظيم شؤون الطلبة واللجان الامتحانية وإدارة الموارد البشرية، وهذا التعاون مكّننا من استخدام سيرفرات جامعة الكفيل، التي تمتاز بالأمن السيبراني وحفظ المعلومات بسرية تامة. تقدير وثناء محافظ ذي قار السيد مرتضى الإبراهيمي أثنى على دور العتبة العبّاسية في إحداث التغيير الإيجابي والمستدام في المجتمع المحلّي، وتابع بالقول إن "الحكومة المحلّية على استعدادٍ كامل للتعاون المشترك، وتقديم الدعم الكامل لجميع المشاريع التربوية، التي من شأنها أن تحقّق إضافةً متميّزة للمحافظة". وتابع الإبراهيمي أن "العتبة العباسية المقدّسة لها دورٌ كبير في إقامة المُلتقيات العلمية والتكنولوجية والتقنية التي تخدم المجتمع". تحفيز الإبداع والتطوير التقني تضمّن المُلتقى جلساتٍ حوارية وورشاً عملية ناقشت مواضيع متعدّدة، إذ استعرض قسم الشؤون الفكرية والثقافية مشروع (قنطرة الباحث) التي تُعدّ الأولى من نوعها في العراق، وتقدّم خدماتها للباحثين عبر (40) لغة تواصل، وتهدف للوصول إلى العالمية، وقدّم القسم أيضًا ورشة حول كيفية استخدام البوّابة العراقية للمعرفة، واستعراض الملفّ الاستنادي للمؤلّفين العراقيين. واستعرض مستشفى الكفيل التخصّصي من جهته أحدث تطوّراته في مجال الرعاية الصحّية والطبّية، إذ قدّم جانباً من التدريب التمثيلي الخاصّ بمجال التدريب الطبي، عبر عرض أحدث الدُمى التدريبية الحديثة، كما أتاح المستشفى للمشاركين تجربة هذه الدمى التدريبية عن طريق بعض التدريبات البسيطة، فضلًا عن إقامة ورشةٍ تدريبية عن الإنعاش الرئوي والإسعافات الأوّلية، التي تُعدّ من المواضيع الأساسية للطلبة، والهدف منها هو رفع المستوى الثقافيّ الصحّي في المجتمع. وشارك مركز الكفيل لتقنية المعلومات التابع لجامعة الكفيل بعرض منتجاته التقنية المتمثّلة بمنصّة السراج التعليمية، ونظام السراج لإدارة الجامعات، ونظام الشفاء لإدارة المؤسّسات الصحّية، ونظام الجود للأرشفة الإلكترونية. وقدّم قسم المشاريع الهندسية في العتبة العبّاسية المقدسة ورشًا تعريفية متعدّدة، حول التقنيات الحديثة في العتبة المقدّسة وآلية استخدامها، ضمن مُلتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات. ومثّل مشاركة جامعة العميد في مُلتقى الكفيل لتكنولوجيا المعلومات قسمُ الحاسبة الإلكترونية، عبر عرض أربعة برامج وأنظمة هي (برنامج الموقع الإلكتروني، برنامج أنظمة دفع الطلبة ومعلوماتهم، برنامج الموارد البشرية، والموقع الرسمي للجامعة)، وجميع هذه المشاريع أُسّست بجهود عراقية من داخل الجامعة. ملتقى الكفيل يضيء الطريق لمستقبل واعد عمادة كلّية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ذي قار أكّدت سعيها لتعزيز التعاون البحثي والعلمي مع أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة. وقال عميد الكلّية الدكتور حيدر حسين كاطع إنَّ "الهدف الأساس والغاية المبتغاة من وراء إقامة هذا المُلتقى، يتأتّى من الرغبة في الرقيّ بالمستوى التعاوني على المستويَينِ البحثيّ والعلمي بين أقسام العتبة وكلّية التربية للعلوم الإنسانية". مع نهاية فعّاليات المُلتقى جاءت التوصيات باستمرار التعاون في إقامة مُلتقى الكفيل الثاني وزيادة عدد الأقسام المشاركة فيه، وإيلاء الاهتمام بآليات تكنولوجيا المعلومات الرقمية في كلية التربية للعلوم الإنسانية في الجوانب الإدارية والعلمية، وإيجاد معايير الاستثمار الأمثل للموارد البشرية ضمن المنجز التكنولوجي، والسعي نحو تطويره بالتعاون مع الأقسام المختصّة في العتبة العبّاسية المقدسة. وجرى التأكيد في ختام المُلتقى على تبادل الخبرات العلمية بين كلية التربية للعلوم الإنسانية والأقسام المشاركة في مُلتقى الكفيل، للإفادة من التقدّم الملموس ضمن الواقع التكنولوجي في أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة، وتنظيم دوراتٍ وورش تختصّ بالجانب التكنولوجيّ الرقمي بين شعب ووحدات كلّية التربية للعلوم الإنسانية والأقسام المشاركة في مُلتقى الكفيل، وكذلك إيجاد توأمة مع المؤسّسات الأكاديمية في العتبة العبّاسية المقدّسة، عن طريق جامعتَي الكفيل والعميد في حقول تكنولوجيا المعلومات.