كشفت العتبة العبّاسية المقدسة عن مشاركة أكثر من خمسين نصّاً شعرياً، في مسابقة شبيه المصطفى(عليه السلام). جاء ذلك في كلمة ألقاها عضو اللجنة التحكيمية للمسابقة، ورئيس المجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور مشتاق العلي، خلال حفل تكريم الشعراء الفائزين في المسابقة. وقال العلي إن "أكثر من خمسين نصّاً ورد إلينا من دولٍ مختلفة، من الخليج وشمال أفريقيا، والشام، فضلاً عن البلد المضيّف (العراق)، وقد كان التنافس شديداً، جعل مهمّة فرز الفائزين صعبة على اللّجنة التحكيمية، التي انتُخِبت من وجوه الأدب (شعراً ونقداً) في الساحتين الأكاديمية والثقافية". وأوضح أن "الشعر ليس مصفوفات لفظية أو متوالياتٍ تركيبية تشتغل على إثارة المشاعر والعواطف، بل هو وسيلة تأثيرية تعمل على بناء الرأي العام، وتعديل الميول والاتّجاهات، ذلك أنه موجّه إلى نافذتَينِ مفصليّتَينِ هما: العاطفةُ والذهنُ، اللذان يؤثّران تأثيراً مباشراً في تأسيس الثقافة ومعمار المعارف، ومن ثمّ التأثير في السلوك وتحديد المواقف تجاه مَن حولنا، وما حولنا".
وأضاف "لولا هذه الوظيفة الرئيسة في تصميم شكل الحياة الثقافية والعملية، لما اعتنى أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) بالشعر والشعراء؛ إذ تجد لكلّ واحدٍ من هذا البيت الطاهر المطهّر شاعراً يستظلّ بظلال النبي(صلّى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام)، وهذا الأمر انسحب على العادات العربية بحيث تعقد القبيلة احتفالاً كبيراً احتفاءً بولادة شاعرٍ بين ظهرانيها". وتابع "من هنا جاءت عناية العتبات المقدّسة لا سيّما العتبة العباسية المطهّرة بموضوعة الشعر والشعراء، بحيث تعقد لهم المنابر الأدبية والمسابقات التنافسية، دعماً لهم مرّة، وفسح المجال لإيصال أصواتهم الرسالية مرّات، فكانت الاحتفالات والتجمّعات والجوائز معلَماً مائِزاً للعتبة المطهّرة؛ احتفاءً بشعراء الوطن والعرب والعالم". وأكمل العلي بالقول إن "من الأنشطة المستحدثة للاشتغال على هذه الوظيفة المهمة، مسابقة شبيه المصطفى(عليه السلام) التي وجّهت لإحياء ذكر الشبيه الأكبر لجدّه المصطفى(صلّى الله عليه وآله)؛ أعني علي الأكبر بن الإمام الحسين(عليهما السلام)".