شارك الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في موكب عزاء جامعات كربلاء المقدسة الذي انطلق اليوم الثلاثاء الموافق 20/10/2015 .
الموكب الذي تضمن جموعا ولائية غفيرة من اساتذة وطلبة جامعات كربلاء المقدسة ـ الحكومية منها والأهلية ـ كان بمثابة فرصة تأريخية لتجديد العهد مع سيد الشهداء ابا الاحرار عليه السلام من خلال ترديدهم لشعار ( لبيك يا حسين ) وانتهاج منهجه الأقوم في محاربة الظلم والطغيان والفساد .
الى ذلك ، فقد أكد سماحة الشيح الكربلائي (دام عزه ) قائلا : " ان ذكرى عاشوراء في هذا العام تختلف عنها في الأعوام السابقة ، إذ عبر ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية عن مدى صدقهم وعشقهم وحبهم وولاءهم لسيد الشهداء (عليه السلام) بوقفتهم المشهودة هذه، بوجه الزمر الارهابية التكفيرية، وكما لهم ، فأن لهؤلاء الطلبة والاساتذة من خلال مشاركتهم الكريمة هذه والتي يحمدون ويؤجرون عليها، إذ أنهم ترجموا من خلالها، ولائهم لإمامهم الحسين الشهيد (عليه السلام)، فكلاهما ـ الحشد الشعبي والطلبة ـ يقف بوجه الظلم الظلام " .
ومن جهة اخرى، فقد بين سماحته : " ان هذه المواكب هي التي صنعت لنا رجالا ونساءاً ، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، جسدوا فيها مبادئ الطف ، إذ استلهموا من الروح الحسينية شعلة الثورة ومنهج الإصلاح ، ليبذلوا من خلالها  دمائهم الزاكية حفاظا على مقدسات العراق وهويته ، وبالتالي فأن ما يريده الامام الحسين (عليه السلام) من اخوتنا واخواتنا الأساتذة الأفاضل وابناءنا وبناتنا الطلبة والطالبات، ان يصنعوا استاذا وقائدا حسينيا، وامرأة فاطمية زينبية ، إذ إن العراق يمر بمرحلة صعبة تستوجب وقوفهم بوجه التحديات الجسام ومنها عصبات (داعش) الارهابية ، ناهيك عن وجود البعض ممن يريد بالعراق شرا ومحاولة إرجاعه الى الوراء من خلال فسادهم  الإداري والمالي الذي أخذ منا مآخذ كبيرة ".
وأختتم سماحته : " ما نأمله منكم ان تستشعروا اداء المسؤولية اتجاه دينكم وبلدكم وشعبكم وانفسكم واسركم ، فعليكم ـ ايها الاساتذة الأفاضل ـ ان تأخذوا من ارض الجامعة ارضا للطف ، تسلحون به الطلبة والطالبات ، ارض خصبة تسقيهم العلم والمعرفة والاخلاق والتربية والروح الحسينية، فلكل منهم رسالة ودور، وهم قد وعوا ذلك جيدا من خلال ما شهدناه منهم وهم يستثمرون العطلة الصيفية بالتدريب على حمل السلام مع اخوانهم ابناء الحشد الشعبي ، فهم بذلك قد دافعوا عن العراق بسلاحين أثنين ، الأول منهما العلم والقلم والأخر التربية والاخلاق " .
ومن جانبه بين رئيس جامعة كربلاء الدكتور منير السعدي قائلا : " تعد جامعة كربلاء إحدى المراكز الثقافية والتعليمية الرئيسة في المحافظة ، وها هي بكافة كلياتها، تسجل حضورها النوعي في هذا الموكب الحسيني المهيب ، لتعلن وتجدد ولائها لسيد الشهداء عليه السلام ، بنداء ( لبيك يا حسين ) كتأكيد لها على المسير بنهجه التضحوي وخط المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، لمحاربة الفساد، والثبات على المبادئ والقيم السامية ، وبهذا الحضور المبارك سنثبت للعالم اجمع بأننا اليد الاخرى للحشد الشعبي " .
كما بين السعيد : " ان موكبنا هذا، قد صدح ـ بحناجر المشاركين فيه من اساتذة وطلبة ـ بالهتافات الولائية لخط الإسلام الصحيح الذي خطه لنا سيد الشهداء ورهطه المنتجبين من أبطال الطف ، مما صّير معظم شعاراتنا فيه بضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الاسلامية التي انطلقت منها ثورة الامام الحسين (عليه السلام) بخطها الالهي المحمدي الاصيل، وضرورة استثمارها في المطالبة بالإصلاحات اللازمة والتنديد بالفساد، وبذلك فأن المؤسسة التعليمية هي الأخرى باتت منبر حق في محاربة الفساد، فضلا عن دورها الحقيقي في تخريج الكفاءات العلمية التي تقود البلد مستقبلا " .
ومن جهته ، قال رئيس جامعة اهل البيت (عليه السلام) الدكتور صادق الموسوي : " يقع على عاتق الاكاديميين منهجة القيم الحسينية السامية ضمن مقرراتهم التربوية والعلمية بما يستصنع جيلا هادف ومسؤول " .