لمناسبة ذكرى ولادة خير المرسلين الصادق الأمين محمد "صلى الله عليه وآله" والتي تتزامن مع ولادة حفيده سليل الإمامة سادس أئمة الهدى الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"، وتواصلاً لفعاليات مهرجان ربيع الولادة الخامس الذي يُقام تحت شعار: (على صِراط أحمد)، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف المُلتقى الثقافي "يوم الإنشاد الإسلامي" بموسمه الثالث الذي يمثل رسالة محبة وسلام حينما تخاطب كلماته الأرواح والأفئدة وتحلق في عالم الإبداع والجمال، فضلاً توظيف هذا الفن لنقل تراث النبي الأكرم وأهل بيته "عليهم السلام"، وفكرهم الوضاء وحبهم ومودتهم ورسالتهم السامية في أذهان المجتمع، بحضور كوكبة من الأصوات الشابة الواعدة في مجال الإنشاد الحُسيني، وجمع من الزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من كتاب الله العزيز عطّر بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الخادم باقر أحمد، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (تستمر من جوار الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" فعاليات مهرجان ربيع الولادة بنسخته الخامسة، بحضوركم الذي تشرفنا به لنكون معاً في هذه الرحاب الطاهرة لنحتفيَ برمز الإنسانية ومتمم الأخلاق النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده صادق القول البار الأمين الإمام جعفر بن محمد.
وأضاف: ولبركة هذه المناسبات الكريمة كان لشعر المديح والشعراء والأدباء باع طويل لإحيائها فارتبط الإنشاد بالدين لوجود علاقة روحية بين العاشق والمعشوق وتطور الأمر حتى أصبح الإنشاد الديني لون من ألوان الفن الهادف من خلال حناجر تصدح بأطيب الكلمات وأرقى العبارات في ذكر الله تعالى وأسمائه الحسنى كما يتم من خلال هذا الفن التعريف بالرموز الدينية وإيصال رسالة إلى الجمهور بمكانة تلك الشخصية وأثرها في الدنيا والآخرة وتقريب الصور إلى الأذهان بعد اتحاد الصوت والأداء مع الشعر في قالب موزون هادف.
فأهلا ومرحبا بالفرق الإنشادية في هذه الرحاب الطاهرة لتعلن المودة والولاء من خلال حناجرهم وهي تصدح وتترنم بحب ومودة النبي المختار وآله الأطهار وتوظيف هذه الفن لبيان مقام أهل البيت عليهم السلام ومكانتهم في نفوس المسلمين).
بعدها شهد الحفل مشاركة لفرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة بأنشودة عنوانها: (يا حبيب الله)، وكان لفرقة إنشاد العتبة الحُسينية المقدسة مشاركة بأنشودة عنوانها: (أبو القاسم خير الأنامِ)، وكذلك مشاركة لفرقة إنشاد مزامير الثقلين بأنشودة: (أهدينا درب الجنة)، ومشاركة أخرى لفرقة إنشاد النبراس بأنشودة مطلعها:(نور تلألأ بالسماء.. والأرض كللها الضياء)، ثم مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بأنشودة: (نور طه المختار)، ليختتم الحفل بتكريم الفرق الإنشادية.
وتجدر الإشارة أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تسعى من خلال هذا النشاط الثقافي إلى الاهتمام بشريحة المنشدين والمواهب الإبداعية وتوفير الرعاية اللازمة لها والسعي إلى رسم خارطة طريق للإنشاد الديني والإسلامي الصحيح وفق منهج علمي متخصص ومعايير الانتماء إلى المدرسة المحمدية الحسينية العظيمة.