المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


ما بعد فاجعة عاشوراء.. رحيلُ السبايا من كربلاء


  

1307       05:10 مساءً       التاريخ: 11-8-2022              المصدر: alkafeel.net
يُذكر أنّه في الحادي عشر من المحرّم عام 61هـ، تحرَّك موكبُ سبايا أهل البيت(عليهم السلام) من كربلاء المقدّسة نحو مدينة الكوفة. حيث بقِي عمرُ بن سعد حتّى ظُهْر ذلك اليوم، وبعد منتصف النهار أمَرَ بحمل الركب الحسينيّ من بنات النبوّة على إبِلٍ بلا وطاءٍ ولا غطاء، ثمّ مَرّ الركبُ الكئيب على حومة الطفّ الرهيبة، ووقعت الأنظار على تلك المشاهد المأساويّة المؤلمة، حيث المولى الحسين سيّد الشهداء(عليه السلام) وحوله كوكبةُ الشهداء، مجزّرين كالأضاحي على رمال كربلاء!. وكان ابنُ سعدٍ قد سيّر رؤوسَ الشهداء إلى الكوفة، فإذا حلّ الزوال ارتحل ومعه لفيفٌ من أسرى آل بيت المصطفى(صلوات الله عليه)، من نساء الحسين وصبيته وعيالات أصحابه. وقفت العقيلةُ المكرَّمةُ زينب بنت أمير المؤمنين(عليهما السلام) على بدن أخيها الحسين وصاحت: (وامحمّداه! صلّى عليك مَليكُ السَّماء، هذا حسينٌ بالعراء، مُرمّلٌ بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتُك سبايا وذرّيتُك مُقتَّلة)!!. ثمّ سارت جبلُ الصبر.. والبكاء والعويل يغزو مسامعها من كلّ حدبٍ وصوب، فيفترش الألمُ أضلعَها ليزيدَ قلبَها الموجوعَ مرارةً وحرقة، فقد غابت الأقمارُ وذُبحت الشموسُ وسُلبت أجسادُ الأطهار وسُبيت الدُرر والجواهر. دخل الركبُ إلى الكوفة في اليوم الثاني عشر من المحرّم سنة (61هـ)، ففزع أهلُ الكوفة وخرجوا إلى الشوارع، بين متسائلٍ لا يدري لمَن السبايا، وعارفٍ يُكفكفُ أدمعاً ويُضمر ألماً ونَدَماً. أثناء المسير حدّقت السيّدة زينب(عليها السلام) بالجموع المحتشدة، ومرارةُ فقدان أخيها تملأ فمها، وذلّ الأسر يُحيط بموكبها، نظرت إلى أهل الكوفة نظرةَ غضبٍ واحتقار، وخطبت بهم خطبةً مقرّعةً ومؤنّبة لا يتّسع المجال لذكرها. أُدخل رأسُ الحسين(عليه السلام) إلى القصر، ووُضِع بين يدي ابن زيادٍ-لعنه الله-، فأخذ يضرب الرأس الشريف بقضيبٍ كان في يده، وعليه علاماتُ الفرح والسرور، ثمّ أُدخل النساءُ والأطفال وعلي بن الحسين(عليه السلام)، فانبرى ابنُ زياد مخاطباً زينب(عليها السلام) وشامتاً بها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وكذّب أحدوثتكم، فردّت عليه بلسان المرأة الواثقة من أهدافها: (الحمد لله الذي أكرَمَنا بنبيّه محمد(صلّى الله عليه وآله وسلم) وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يُفتَضَح الفاسقُ ويكذَّبُ الفاجرُ وهو غيرُنا). فقال ابن زياد: كيف رأيتِ فعلَ الله بأهل بيتك؟ فقالت (عليها السلام): (ما رأيت إلّا جميلاً، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتلَ فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجّ وتُخاصم، فانظر لمَن الفلَجُ يومئذ، ثكلتك أمُّك يا ابن مرجانة). جاء الدّور بعد ذلك للإمام السجّاد(عليه السلام) ليقف أمام عبيد الله بن زياد، فسأله: مَنْ أنت؟ أجاب: (أنا عليّ بن الحسين). فقال: ألمْ يقتل اللهُ عليَّ بن الحسين؟ فردّ عليه: (كان لي أخٌ يُسمّى عليّاً قتلَه الناس). فقال ابن زياد: بل قتله الله. فردّ عليه: (اللهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها)، فغضب ابن زياد لردّ السجّاد(عليه السلام) ونادى الجلاوزة: اضربوا عنقه. فتعلّقت عمّته زينب(عليها السلام) به وصاحت: (يا ابن زياد حسبُك من دمائنا، والله لا أفارقه فإنْ قتلتَه فاقتلني معه) فتراجع عن ذلك. ولم يقِفْ حقدُ ابن زيادٍ وقساوته وأسلوبُه الوحشيّ عند حدّ؛ بل راح يطوف في اليوم الثاني برأس الحسين(عليه السلام) في شوارع الكوفة، ليُرهِبَ أهلها ويتحدّى روح المعارضة والمقاومة فيها. يُشار إلى أنّ نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) قد مرّت بمحطّاتٍ عديدة، منها قبيل شهادته (عليه السلام) وأخرى بعدها، ومن تلك المحطّات هي وصولُ موكب سبايا أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) إلى مدينة الكوفة.


Untitled Document
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
زيد علي كريم الكفلي
التَّمْيِيزُ الطَّبَقِيُّ وَمُشْكِلَاتُ الْعَالَمِ...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل فيه عيسى عليه‌ السلام شمعون...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... سيدتي لكي تبتعدي عن الزنا...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك نصب فيه موسى عليه‌ السلام وصيه يوشع بن...
محمدعلي حسن
ما عقاب الحاسد؟
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم...
جواد مرتضى
المباهلة
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك انتصر فيه موسى عليه السلام على السحرة...
جواد مرتضى
نبذة من سيرة الامام الهادي (عليه السلام)
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 12)
زيد علي كريم الكفلي
مَسِيرَةٌ الْمَنَايَا...الْإِمَامُ الْحُسَيْنُ...
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....