احتفاءً بمناسبة ذكرى ولادة الإمام القائم من آل محمد الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، وتزامناً مع ذكرى السنوية الثامنة لانطلاق فتوى الدفاع الكفائي، والذكرى السنوية الخامسة عشر لمجلة زهور الجوادين وهي تواصل مسيرة عطائها الفكري والثقافي، وتيمناً بهذه المناسبات المباركات وبرعاية كريمة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ندوة فكرية نسوية تحت شعار: (الفتوى الدفاعية وأثرها في الثقافة المهدوية) بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وعضو مجلس الإدارة والمُشرف على قسم الشؤون الفكرية والثقافية المهندس جلال علي محمد، ونخبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية النسوية، وملاكات الأقسام الفكرية والثقافية والإعلامية في العتبات المقدسة والمؤسسات الحكومية.
استهلت الندوة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ خادم العتبة المقدسة قاسم الزاملي، وقراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهداء العراق، وقراءة أنشودة الفردوس، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها عضو مجلس الإدارة والمشرف على قسم الشؤون الفكرية والثقافية المهندس جلال علي محمد قائلاً: (إنَّ الاحتفاء بذكرى ولادةِ الإمام المهدي "عجل الله فرجه" هِي فرصة لنا جميعا لمراجعة النفس لضبط التعامل مع إمام زماننا بالتزامنا شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فالتمهيد لظهوره هو تصديق لحديث رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (لَوْ لَمْ يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذلكَ اليومَ حتى يخرجَ ولديَ المهدي فيملأَ الأرضَ قسطًا وعدلًا بعدما مُلِئَتْ ظلما وجورا)، فحقيقة تصديقنا لقول الرسول لا بد أن تنعكس على سلوكنا من خلال العمل على التمهيد الصحيح والإيجابي، وان لا يكون احتفاؤنا مجرَّد لقاءات وكلمات وأهازيج، بل تكون نابعة من عقيدة صادقة تلزمنا بالعمل على ترجمتها واقع سلوكنا في الحياة، كإعلان البيعةِ والولاءِ وتجديد العهدِ والطاعة له عليه السلام والاستعداد لظهورِهِ الشريف، ونشر الثقافة المهدوية في المجتمع، من خلال فعالياتٍ متعدِّدَةٍ تقومُ بها المؤسساتُ المختلفة، وما وجودُنا في هذا المكانِ المقدَّس إلا مصداق لتلكَ الفعالياتِ المهدويَّةِ حيث انعقاد هذه الندوة المباركة بمساعي بناتنا في قسم الشؤون الفكرية والثقافية العاملات ضمن أسرة مجلة زهور الجوادين لمناسبة إيقاد الشمعة الخامس عشرة من ربيع عمرها البهي.. تحت شعار: (الفتوى الدفاعية وأثرها في الثقافة المهدوية) فكل الشكر والتقدير لتلك الجهود الطيبة التي سعت وتسعى لإحياء هذه المناسبة الكريمة، فضلا عن بيان دور المرأة في مناحي الحياة وأثرها الذي لا يمكن أن ننساه في المجتمع.. فَمِنّا كل التهاني والتبريكات لعيد تأسيس المجلة مع دعائنا للعاملين فيها بالتألق الدائم تحت خيمة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام").
بعدها تحدث رئيس جلسة الندوة فضيلة الشيخ طه العبيدي عن الاهتمام الكبير الذي توليه الأمانة العامة العتبة الكاظمية المقدسة في عقدها للمؤتمرات والندوات العلمية والثقافية لنشر الإرث الحضاري والفكري للأئمة الأطهار "عليهم السلام"، ثم بدأت الجلسة البحثية حيث ألقى الباحث خادم العتبة المقدسة فضيلة الشيخ عماد الكاظمي بحثاً بعنوان: (دور الفتوى الدفاع الكفائي وآثارها العقائدية والإنسانية) استعرض فيها دور المرجعية المباركة وأثرها الكبير في مجريات تاريخ العراق المعاصر، وحفاظها على الدولة العراقية، كما بيّن الباحث آثار الفتوى حين عكست آمرين وهما: (مداد العلماء ودماء الشهداء) وكانت حافزاً للمزيد من العطاء، فضلاً عن توحيدها للمواقف، ودعم وإسناد القوات الأمنية، ورعاية المهجرين.
وشهدت الندوة مشاركة للباحثة أ. م. د آمال آل حيدر بورقة بحثية عنوانها: (دور فتوى الدفاع الكفائي في إعداد المرأة الممهدة) أشارت خلالها إلى سمات المرأة الممهدة والثقافة الفقهية، والقيم الأخلاقية، وحُسن الجهاد، وإيمانها المُطلق بالفتوى والعمل على تهيئة لوازم الدعم اللوجستي للمقاتلين.
وكانت هناك مشاركة أخرى للباحثة م . د. زينة كاظم محسن بورقة بحثية بعنوان: (المقالات المهدوية في الصحافة النسوية مجلة زهور الجوادين "أنموذجاً") تناولت خلالها نبذة عن تاريخ تأسيس مجلة زهور الجوادين وأسرة تحريرها وأبوابها، والمقالات المهدوية التي نشرت في أعدادها، كما قدّمت الباحثة مقترحات هادفة تسعى من خلالها توسيع دور المعرفة المهدوية.
واختتمت الندوة الفكرية بتكريم كوكبة من عوائل ذوي الشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس وضحوا بأرواحهم للذّود عن تراب هذا الوطن الغالي ومقدساته وتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا إلى اللجنة المنظمة للندوة والباحثات المشاركات.
وخلصت الندوة برفع عدد من التوصيات منها:
• إقامة الندوات الموجهة إلى النساء بشكل دوري ومستمر، من أجل أن تأخذ المرأة دورها في الحِراك الثقافي داخل المجتمع العراقي.
• نشر الوعي بين أوساط المجتمع من أجل صيانة حقوق المجاهدين الذين لبوا نداء المرجعية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الشريف)، وصيانة مآثرهم وحفظ تضحياتهم حتى لا تصادر تلك الجهود المباركة التي اسهمت وبشكل فاعل في صيانة الدولة العراقية (حكومة وشعباً) من الانهيار.
• وضع خطة مدروسة من أجل تطوير مجلة زهور الجوادين والحفاظ على تألقها وديمومتها من خلال: جعل إصدارها بشكل شهري، زيادة عدد كادرها، زيادة عدد صفحاتها، وحسن إدارة توزيعها وتسويقها، من أجل إيصالها للفئات التي تنتفع منها، فضلاً عن زيادة عدد النسخ المطبوعة بما يقارب الخمسة آلاف نسخة كحدٍ أدنى لكل عدد من أعدادها، لتكون رافداً ثقافياً للمرأة ولجميع أفراد الأسرة والمجتمع.