أكّد رئيسُ المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور أحمد الشيخ: "أنّنا نسعى لتطوير جميع الطاقات القرآنيّة في عموم الوطن بصرف النظر عن الانتماء المؤسّسيّ، طالما كان الرافد والفضاء اللّذان ننتمي إليهما جميعاً هما الدين الإسلاميّ الحنيف والقرآن الكريم، وهذا أصلُ ما تنطلق منه رسالةُ العتبة العبّاسية المقدّسة".

جاء ذلك خلال حفل افتتاح مسابقة سيّد الماء القرآنيّة الأولى في التلاوة والحفظ والتفسير، التي نظّمها فرعُ معهد القرآن الكريم في محافظة بابل.

وأضاف "نحمد الله أنْ تهيَّأَ لنا في هذا الظرف العسير الذي تتلاطم فيه أمواجُ الأهواء والمغريات، مَنْ يقفُ مدرِكاً الخطرَ ويستفزّ الأرواح الطاهرة والعقول النقيّة، ليعمل على ترسيخ الدين الحنيف وتكريس شرعته الصالحة ومنهاجه الحقّ، وبحسب ما جاء من القرآن الكريم والعترة الطاهرة التي هي عِدلُ القرآن ولسانه الناطق، وهذا ما يتجلّى بموقف العتبة العبّاسية المقدّسة ومتولّيها الشرعيّ سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) في خدمة القرآن الكريم".

وأكّد الشيخ أنّ "مَجمَعنا القرآنيّ من خلال تشكيلاته ومعاهده ومراكزه وفروعه في المحافظات، لا سيّما فرع في بابل وحِلّتها الفيحاء، تعمل بكلّ طاقتها بوعيٍ وتجرّدٍ لا ليحقّق تفوّقاً في مجال دائرة اهتمامه وبحثه فحسب، بل نجده يعي حجم المسؤوليّة ويُدرك مقدار الواجب الذي يقع على عاتقه لمواجهة انحرافاتٍ كبيرة، بدأت تصيب الإنسان والمجتمع على مختلف المستويات والصعد الفكريّة والاقتصاديّة والثقافيّة، ناهيكم عن البُعد العقائديّ والدينيّ".

وأوضح "لمستُ في فرع معهد القرآن الكريم في بابل هذا الحماس فهم شعلةُ ضوءٍ في وجه الظلام، وعلامة أمل في طريق الجهاد في سبيل الله وكتابه العزيز، ونجتمع اليوم في نشاطٍ مبارك هو مسابقة (سيّد الماء القرآنيّة الأولى)، الخاصّة بطلّاب معهد القرآن الكريم فرع بابل، التي تتضمّن جوانب ثلاثة هي (التلاوة والحفظ والتفسير)".

وأشار الشيخ إلى أنّ "هذه المسابقة في سياق خطّة المعهد لعام ٢٠٢٢م الرامية إلى تطوير الطاقات القرآنيّة في الفرع، فإنّها في الوقت نفسه تعمل على وضع خطوط دفاعٍ مكينة ضدّ التسرّب والانحلال والفساد الذي بات حاضراً في مفاصل المجتمع".

وأضاف أنّ "هذه المسابقة تقام في مجموعة مدارس العميد التي من الواجب إسجاء الشكر للقائمين عليها، لكونهم أدركوا حجم نشاطنا وأيقنوا ضرورة التعاون معنا من خلال فتح أبواب مدارسهم، ليكون التكامل المنشود ويتحقّق المُبتغى من مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة".

واختتم "إنّ هذه المسابقة الأولى لن تكون الأخيرة، وستلحق بها مسابقاتٌ تطويريّة أُخَر، على مستوى مؤسّسات المحافظة ومن ثمّ على مستوى العراق، نسأل الله أن نوفّق في هذا العمل الصالح، وأن يكون ما يقدّمه المعهدُ تحت لافتة المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم ثمرةً طيّبةً من ثمار عتبة الجود والسقّاء، عتبة أبي الفضل والإباء المولى المقدّس العبّاس بن علي(عليهما السلام)".