انطلاقاً من ضرورة الفائدة من مدرسة سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" الإمام الحسين "عليه السلام" الرائدة التي رفدت الساحة الإسلامية بشتى مجالات الحياة العلمية والمعرفية، وإحياءً لذكرى استشهاده الأليمة، تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبالتعاون مع ممثلية المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة (مسجد آل ياسين) منهاج مجلس العزاء السنوي المركزي، حيث استضاف في الليلة الثانية من شهر محرم الحرام لعام 1442 هـ، أستاذ الحوزة العلمية والمشرف العام على المشروع التبليغي الحوزوي سماحة السيد أحمد الأشكوري "دامت توفيقاته"، وتناول في محاضرته القيمة التي تحمل عنوان:( الحفاظ على الموروث الديني والعقائدي .. القضية الحسينية أنموذجا )، قائلاً: أن الثورة الحسينية وواقعة الطفّ هي الأنموذج الأمثل والأصح الذي يقدّم دواء لكلّ داء، إذ نتجه إلى المنظومة الحسينية ونرى مَلحمة عاشوراء ونهضتها هي التي تُشبع العلم والفكر والقلب والروح، حيث أن الإسلام مرّ بمراحل ومنعطفات خطيرة وكان السبب هو الانحراف عن الجادة الأصيلة، ونحن نعتقد أن الصورة الحسينية هي عين الصورة المحمدية، إذ نحيي ونوثق هذه الصورة التي تمثل الإسلام الأصيل الذي يصب في مدار واحد وهو الفناء في الذات الإلهية والدعوة إلى التوحيد الذي جاء به الرسول الأكرم "صلّى الله عليه وآله وسلّم".
وبيّن سماحة السيد الأشكوري، أن التركيز والاهتمام بإحياء مناسبة عاشوراء الأليمة هي جزء من الإيمان بالإمامة والتي تعدّ الأنموذج الأكمل والأمثل والمتمم لحركة الأنبياء بل امتداد لها، فقضية الإمام الحسين "عليه السلام" هي قضية مركزية ببعدها العاطفي، بل هي أصل الهوية الإسلامية التي نظهر بها أمام العالم ونجدد العهد والميثاق لها لأنها قامت على التضحية والوفاء والإيثار فهي الأولى في دائرة الشعائر، ودائرة الوعي والتسليم والإيمان بالله عزّ وجل، ففي كلّ عام نعتمد توصيات المرجعية الدينية العُليا في هذا المضمار ونؤسس مجالس العزاء والمآتم على نحو يتفق مع توصياتها المباركة.
واستكمل محاور محاضرته القيّمة في الليلة الثالثة والرابعة لشهر محرم الحرام، كما تخلل المجلس العزائي مشاركة لفضيلة الشيخ سعيد آل كثير بقراءة المراثي، ومشاركة الرادود خادم الإمامين الكاظمين علي نجم الكناني وقراءة القصائد الولائية بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، وعدد من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية الشريف، وجمع من الزائرين الكرام.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تعمل بمبدأ الوقاية خير من العلاج في اتخاذها للتدابير والإجراءات التي تحقق هذا المضمون، وتعفير الصحن الشريف بشكل مستمر ومتواصل، وتحديثها للإجراءات الصحية والوقائية وفق مؤشرات وتوصيات وزارة الصحة والبيئة.