مع مطلع العام الميلادي الجديد، وعند ضريح سيد الشهداء، الإمام الحسين (عليه السلام)، تواجد الآلاف من الزوار العراقيين والعرب والاجانب، حيث الأجواء الإيمانية، والتي تتطلب العديد من الخدمات التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة من خلال أقسامها ومنتسبيها، وتزامنا مع نهاية السنة الميلادية ٢٠١٩، حيث كان للموقع الرسمي عدة لقاءات مع الزائرين لمعرفة آرائهم حول تلك الخدمات وما يحتاجونه منها خلال عام ٢٠٢٠.
ففي داخل الحرم الحسيني الشريف التقى الموقع الرسمي، حسين علي، أحد الزائرين من محافظة ذي قار، حيث قال إن "زيارتي لكربلاء ومرقد الامام الحسين (عليه السلام) مستمرة وخلال أغلب المناسبات، وقد لاحظت خلال عام ٢٠١٩ أثناء زيارة الاربعين زيادة الخدمات على الطريق من قبل العتبة الحسينية بإتجاه مدينة النجف الأشرف، فقد كان الطعام جيدا، والوجبات صحية".
وأوضح "لكن نتمنى أن تكون هناك مضايف للزائرين على طول الطريق من محافظاتنا نحو كربلاء، نريدها تفتتح في البصرة والناصرية والسماوة وغيرها من المدن، فالعتبة وكوادرها يعتنون بنوع الطعام المقدم، وهو كما لاحظنا أنه مراقب صحيا وهذا يعكس الوجه الحضاري للخدمات".
يذكر أن قسم المضيف التابع للعتبة الحسينية المقدسة، وخلال زيارة الأربعين الماضية ومن خلال مضيفين على طريق (النجف الأشرف وبابل) قدم أكثر من ١٠٠ ألف وجبة بمعدل يومي في كل مضيف، وخلال ١٢ يوما هي أيام الزيارة.
وعند التوجه نحو باب قبلة الأمام الحسين (عليه السلام)، حدثنا حيدر الفتلاوي، أحد جرحى الحشد الشعبي، وقال "أنا من جرحى الحشد خلال معارك الشرف في مقاتلة جرذان داعش تلبية لفتوى الجهاد المقدس، وقد بترت ساقي وهي اقل ما يمكن أن اقدمه للعراق".
وأضاف الفتلاوي خلال اللقاء به أثناء تأديته مراسم الزيارة، أن "مركز الوارث للأطراف الاصطناعية الذكية التابع للعتبة الحسينية جهزني بطرف صناعي ذكي لأني من جرحى الحشد خلال عام ٢٠١٩، وهذه خدمة يشكر عليها في مساعدتنا، ونتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٠ شمول الخدمات لعدد اكثر من الجرحى سواء من الحشد المقدس، أو القوات الامنية، بالإضافة للمواطنين فخدمات العتبة في المجال الطبي والانساني جيدة جدا، ونشكر القائمين عليها".
وكانت العتبة الحسينية المقدسة، ومن خلال قسم الشؤون الطبية، قد افتتحت مركز الوارث ديرمان للأطراف الصناعية الذكية في عام ٢٠١٦، وذلك من خلال نظرة ادارة العتبات المقدسة انها ليست مؤسسات دينية تقتصر وظائفها على تقديم الخدمة للزائرين، وانما تعنى بتقديم كافة الخدمات خاصة الاساسية التي تهم حياة المواطن ومنها الطبية والثقافية والفكرية والتربوية.
وأثناء التجوال في منطقة بين الحرمين الشريفين، ألتقى الموقع الرسمي (أم محمد) وهي تحمل طفلها ذو الاربعين يوما، ليسألها عن رأيها في الخدمات التي تقدمها العتبة الحسينية، حيث قالت "هذا طفلي جاء بفضل بركات الامام الحسين (عليه السلام) والخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى السفير، حيث أني من محافظة الديوانية وصار لي خمس سنوات لم أستطع خلالها الحمل، وعالجت كثيرا ودون فائدة وأجريت أكثر من ٥ عمليات تلقيح اصطناعي، حيث أن سعر العملية في العيادات والمستشفيات الأهلية يتراوح ما بين ١٧٠ الف دينار الى ٣٠٠ ألف دينار من غير أجور النقل والإقامة والعلاج ولكن لم تنجح أي عملية منها".
وتابعت "توجهت نحو الأمام الحسين (عليه السلام) ووجدت امرأة الى جانبي وتحدث معي وكانت للمصادفة بل ببركة الأمام ممرضة في المستشفى فقالت لماذا لا تجري العملية في مستشفى السفير التابع للعتبة وهو شبه مجاني، للأمانة لم أكن مطمئنة لكن توكلت على الله واجريت الحقن المجهري ولم يكلفني سوى ٥ آلاف دينار، والحمد لله نجحت العملية وهذا ابني بين يدي اليوم".
وأشارت "أتمنى أن يتوسع المستشفى ويقدم خدمات أخرى للمواطنين والزائرين، فهناك ناس لا يمتلكون سعر العلاج، وهكذا خدمات طبية تساعدهم بالاستمرار في الحياة".
ومستشفى السفير (عليه السلام) الطبي التخصصي التابع للعتبة الحسينية المقدسة، يقدم جميع خدماته الطبية بشكل مجاني وعلى مدار اليوم، واما المبالغ الرمزية التي يتم استحصالها مقابل اجراء العمليات والفحوصات اليومية تذهب الى دائرة صحة كربلاء المقدسة.
من جانبه قال حسن عزيز، من أهالي منطقة باب السلالمه، أن "الحديث عن انجازات العتبة الحسينية وخدماتها كثير، لكن أختصره بأمرين لاحظتهما خلال عام ٢٠١٩، الأول المساهمة بتطوير وتأهيل الأسواق التراثية القريبة من الصحن الشريف شيء جميل جدا، ونتمنى أن تشمل كل المدينة القديمة فكربلاء تستحق وهي جنة الله في الأرض".
ولفت الى أن، "الأمر الآخر هو الدعم الذي وجهته العتبة الحسينية للمتظاهرين الذين يطالبون بحقوقنا، فدعمها اللوجستي كان واضحا وملموسا، ونريد منها زيادة هذا الدعم خلال الأيام المقبلة فالمطالبة بالحقوق هي مطالبة للجيل القادم، المطالبة بوطن".
من جهتها، قالت فاطمة صالح، أحدى الزائرات من مدينة العمارة، إن "الملاحظ خلال عام 2019 هو افتتاح أكثر من سراب للتوسعة وهذا يخفف من زخم الزائرين، وننتظر افتتاح سراديب".
وتابعت "نحن كزائرين ننتظر افتتاح صحن العقيلة زينب (عليها السلام) والذي سيخفف من ازدحام الزيارات المليونية لذا نطالب العتبة الحسينية بالإسراع في إنجازه خلال العام 2020، ونقولها بكل صراحة واختصار (العتبة إنجاز)".