بين دعايات شركات الأدوية وأبحاث المراكز الطبية يستمر الجدل حول المكملات الغذائية وتأثيرها على صحة الإنسان. فهل تعد المكملات الغذائية مفيدة أم أنها قد تضر الصحة؟ وكيف تمكن تغطية احتياجات الجسم من الفيتامينات بشكل طبيعي؟
لا ينتهي الجدل الدائر حول المكملات الغذائية ومدى أهمية الاستعانة بها سواء مع أو عوضاً عن الفيتامينات من مصادرها الطبيعية. فعلى الرغم من الدعاية الواسعة التي تقوم بها شركات الأدوية للتسويق لتلك المكملات الغذائية إلا أن عددأ من الأطباء ومراكز الأبحاث تؤكد أنه من الضار للغاية الاعتماد عليها بدلاً من الفيتامينات القادمة من مصادرها الطبيعية من فواكه وخضراوات ولحوم.
وغالباً ما يفضل الأطباء عدم الاعتماد على تلك المكملات الغذائية لإمداد الجسم بالفيتامينات اللازمة له، خاصة إذا كان من الممكن تعويض هذا النقص من خلال تناول الفاكهة والخضراوات، وفي حالة فيتامين (د) فيكفي تعرض الجسم لأشعة الشمس لخمسة عشر دقيقة يوميا وإلا سيكون على الشخص تعويض النقص في تكوين هذا الفيتامين من خلال المكملات الغذائية.
حالات يمكن الاعتماد فيها على المكملات الغذائية
ويشير الأطباء إلى أن هناك بعض الحالات المحددة التي يمكن فيها الاعتماد على المكملات الغذائية، وهذه الحالات تحددها البروفيسورة كريستينا نورمان، من المعهد الألماني للبحوث الغذائية في بوتسدام ريروكه، في الرياضيين والذين يجب وضع برامج غذائية خاصة لهم تضمن حصولهم على احتياجاتهم من الفيتامينات والتي تختلف بحسب السن وطبيعة الرياضة التي يمارسونها، والحالة الثانية هي كبار السن حيث أن عدم تناولهم ما يكفي من الطعام يقلل من كمية الفيتامينات التي يحصلون عليها، وهو ما يجعلهم في حاجة إلى تلك المكملات الغذائية.
أما الحالة الثالثة فهي الحوامل واللواتي ينصحن بتناول بعض المكملات الغذائية الخاصة مثل حمض الفوليك واليود والحديد. بالإضافة إلى النباتيين، والذين قد لا يتمكنون من الحصول على بعض الفيتامينات عبر الخضراوات والفواكه لأن الكميات المتوافرة منها في الأطعمة النباتية ليست كافية، مما يضطرهم للجوء إلى المكملات الغذائية للحصول على هذه الفيتامينات.
وتقول البروفيسورة كريستينا نورمان "إن من تتوافر لهم فرص الحصول على طعام صحي متوازن لا يحتاجون إلى تناول احتياجات أجسامهم من الفيتامينات عبر مصادر خارجية". وتضيف البروفيسورة الألمانية أن غياب أو نقص أحد الفيتامينات يعني اتباع نظام غذائي غير مناسب (...). وبحسب الخبيرة في المعهد الألماني للبحوث الغذائية، فإن تناول المكملات الغذائية لا يعوض الأثر السلبي لنقص الفيتامينات، كما أن العناصر الغذائية المفيدة في تغذيتنا يجب أن تكون موجودة في تشكيلة منوعة أي أن تأثيرها يكتمل بعد الحصول عليها جميعاً، وهو ما يطلق عليه "تأثير التآزر الغذائي" وهو ما لا يحدث مع العناصر الغذائية التي يتم تناولها بشكل منفرد، حسب البروفيسورة نورمان. وبالتالي فإن الحصول على الفيتامينات من خلال الخضراوات والفواكه أفضل بكثير من تناولها من خلال المكملات الغذائية.
فيتامين د وتأثير نقص تركيزه في الجسم
ومؤخراً تصاعد الاهتمام العالمي بفيتامين (د) والمشاكل التي تحدث للجسم مع نقص معدلاته ما دفع الكثيرين الى الاستعانة بالمكملات الغذائية لتعويض النقص في تركيزه بأجسامهم. وتقول الدكتورة دوريس راينهارت اخصائية الطب العام أعراض نقص الفيتامين (د) تتمثل في الإرهاق والتعب وتعكر المزاج وهي أعراض عامة للغاية ما يجعل الوصول إلى سبب الإصابة بها على وجه التحديد أمر صعب ويمكن ربطها بأمراض أخرى
وتنصح الدكتورة راينهارت بالتعرض يومياً لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة حتى يتمكن الجسم من القيام ببناء فيتامين (د) في الجلد والكبد والكليتين إلى جانب تناول السمك الدسم وبعض أنواع الفطر ومنتجات الألبان وبذلك يكون الجسم قد حصل على حاجته من الفيتامين أي أن الإنسان لا يحتاج إلى كميات إضافية من هذا الفيتامين حتى وإن زعم قطاع صناعة الأدوية عكس ذلك لكن المبالغة بشأن هذا الفيتامين ما هو إلا ترويج للمستحضرات الطبية
وينصح الأطباء في بعض الحالات مثل احتمال التعرض للإصابة بهشاشة العظام أو من تجاوزوا سن السبعين أن يقوم هؤلاء وتحت إشراف الأطباء بتناول فيتامين (د) من خلال المكملات الغذائية بجرعات مختلفة، وأيضاً إذا كان الشخص يتناول طعاماً غير متوازن تناول غذاء غير متوازن أو لا يتناول ما يكفي من الأسماك أو عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، ففي هذه الحالات يجب على الشخص أن يتناول ما بين 1000 و 1200 وحدة من فيتامين دي يومياً، لكن الدكتورة راينهارت حذرت من زيادة الجرعة اليومية من فيتامين (د) عن 4000 وحدة يومياً حيث قد يتسبب ذلك في الإضرار بوظائف الكليتين.