صدر حديثاً عن العتبة الكاظمية المقدسة ضمن سلسلة نتاجات قسم الشؤون الفكرية والإعلام ـ وحدة الدراسات والبحوث والترجمة كتاب يحمل عنوان: (المجالس والندوات الأدبية في الكاظمية)، تأليف الأستاذ راضي مهدي السعيد (1932 ـ 2016م)، مُستل من العدد الثالث والرابع من مجلة البلاغ في سنتها الثالثة.
واستعرض الكتاب رافداً من روافد الحیاة الفكریة في مدينة الكاظمیة المقدسة، ألا وهي المجالس العلمیة الرصینة التي تدور فیها مطارحات الفكر والثقافة والعلم والأدب حتى أصبحت هذه المجالس مكاناً خصباً تستأثر فیها المناقشات والمناظرات بين روادها من نُخب الشباب المثقف الواعي، وأرّخ نشاطات تلك المجالس ودورها الفاعل في رفد المجتمع بالأفكار النيّرة الهادفة.
كما أهتم المؤلف ببيان فضل عُلماء هذه المدينة المقدسة وأعيانها ومفكريها في تلاقح الأفكار عبر إحياء المجالس الدينية والعلمية والأدبية، ودورهم الكبير في إثراء الموروث العلمي وتوظيفه لصالح قضاياهم الدينية والاجتماعية والسياسية عملاً بوصايا آل بيت النبوة الكرام "عليهم السلام".
ولأن الكتاب على درجة كبيرة من الأهمية العلمية والثقافية، ارتأت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة كعادتها أن تتبنى إعادة نشره لغرض حصول الفائدة المرجوّة منه، لا سيما للمتتبعين لتاريخ هذه المدينة المقدسة.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تعمل جاهدةً على تأصيل حركة الفكر والنِتاج الإنساني بجميع عناصره المادية والفكرية انسجاماً مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وتواصل سعيها إلى تعريف المجتمع الإنساني بما تكتنزه قبلة بغداد، مدينة الكاظمية المقدسة من صروح فكرية وحضارية، وتسليط الضوء على مسيرة علمائها الأعلام ونتاجهم المعرفي الثرّ.