أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
974
التاريخ: 21-4-2018
610
التاريخ: 3-08-2015
973
التاريخ: 3-08-2015
883
|
السبب في بعث الأنبياء وإنزال الكتب وبعبارة أخرى العلة في الدعوة الدينية ، وهو أن الإنسان بحسب طبعه وفطرته سائر نحو الاختلاف كما أنه سالك نحو الاجتماع المدني، وإذا كانت الفطرة هي الهادية إلى الاختلاف لم تتمكن من رفع الاختلاف، وكيف يدفع شيء ما يجذبه إليه نفسه، فرفع اللّه هذا الاختلاف بالنبوّة والتشريع بهداية النوع إلى كماله اللائق بحالهم المصلح لشأنهم، وهذا الكمال كمال حقيقي داخل في الصنع والإيجاد، فما هو مقدمته كذلك، وقد قال تعالى: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] .
فبين أن من شأنه وأمره تعالى أن يهتدي كل شيء إلى ما يتم به خلقه، ومن تمام خلقة الإنسان أن يهتدي إلى كمال وجوده في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى أيضا: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20] . وهذه الآية تفيد أن شأنه تعالى هو الإمداد بالعطاء يمد كل من يحتاج إلى إمداده في طريق حياته ووجوده ويعطيه ما يستحقه وأن عطائه غير محظور ولا ممنوع من قبله تعالى.
وإذا كانت الطبيعة الإنسانية هي المؤدية إلى هذا الاختلاف العائق للإنسان عن الوصول إلى كماله السحري به وهي قاصرة عن تدارك ما أدت إليه وإصلاح ما أفسدته ، فالإصلاح لو كان يجب أن يكون من جهة غير جهة الطبيعة ، وهي الجهة الإلهية التي هي النبوّة بالوحي.
ولذا عبر تعالى عن قيام الأنبياء بهذا الإصلاح ورفع الاختلاف بالبعث ولم ينسبه في القرآن كله إلا إلى نفسه.
إنما بعث اللّه تعالى الأنبياء لرفع الاختلاف ولتكميل البشر بصورة تدريجية في عوالم النفس، ذلك لأن الإنسان إنسان بنفسه وروحه لا بعظامه وعضلاته.
وليس من وظائف الأنبياء تعليم الناس الفيزياء والرياضيات والكيمياء، وذلك قوانين الفيزياء والدساتير لا تمت إلى النفس الإنسانية بصلة ولا علاقة بينها وبين مراحل تكميل النفس الإنسانية، فالمهندس يعمل حسب ذكاء أودعه اللّه فيه، وكذلك الفيزياء والكيمياء سواء كان مؤمنا أو كافرا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|