أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2018
877
التاريخ: 9-08-2015
2667
التاريخ: 19-12-2018
1965
التاريخ: 17-12-2018
7635
|
ينبغي الإقرار بملك الموت ونزعه للروح وأعوانه ، والآيات الواردة في ذلك على أقسام، ففي بعضها نسبة قبض الروح إلى اللّه تعالى كما في قوله تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] ، وقوله تعالى: {وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} [يونس: 104] ، وفي بعضها نسبة ذلك إلى الملائكة ، كقوله تعالى : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61] ، وقوله تعالى : {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ} [الأعراف: 37] ، وقوله تعالى : {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النحل: 28] ، وقوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32] ، وفي بعضها نسبة ذلك إلى ملك الموت ، كقوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] ، وقد جمع الأكثر بين هذه الآيات بأن لملك الموت أعوانا يتوفون الناس ثم يتوفاهم ملك الموت من الملائكة، ويتوفاهم اللّه من ملك الموت .
والدليل عليه ما رواه الصدوق (ره) في الفقيه عن الصادق عليه السّلام، وقد سئل عن الآيات المذكورة، فقال عليه السّلام إن اللّه تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجه فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ويتوفاه اللّه عزّ وجل من ملك الموت.
وروى الطبرسي في الاحتجاج في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن، قال أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) وقوله (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ وتَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وتَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ والَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه وفعل رسله وملائكته فعله لأنهم بأمره يعملون فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال فيهم اللّه يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولى قبض روحه ملائكة النقمة وملك الموت له أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل اللّه لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وإن فعل أمنائه فعله كما قال: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] .
وفي رواية التوحيد عن الصادق عليه السّلام إن اللّه تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، أما ملك الموت فإن اللّه عزّ وجل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه، ويوكل رسله من الملائكة بخاصته من يشاء من خلقه، أنه تعالى يدبر الامور كيف يشاء (الخبر).
و في الكافي عن الصادق عليه السّلام قال ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلا وملك الموت يتصفهم في كل يوم خمس مرات، وسئل الباقر عليه السّلام عن لحظة الموت، فقال عليه السّلام أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة، فلا يتكلم أحد منهم فتلك لحظة ملك الموت، وسئل الصادق عليه السّلام عن ملك الموت يقال الأرض بين يديه كالقصعة يمد يده حيث يشاء منها، قال: نعم ، وفي الفقيه عن الصادق عليه السّلام قال: قيل لملك الموت كيف تقبض الأرواح؟ بعضها في المشرق وبعضها في المغرب في ساعة واحدة، فقال: أدعوها فتجيبني، قال عليه السّلام وقال ملك الموت إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء، والدنيا عندي كالدرهم في كف أحدكم يقلبه كيف يشاء.
وقد اختلف في أن أرواح سائر الحيوانات هل يقبضها ملك الموت أيضا أم ملك آخر، وحيث لم يرد نص في ذلك، فلا ينبغي الخوض فيه، ويكفي الإقرار بأن اللّه هو المحيي والمميت، وأن له ملائكته يقبضون الأرواح، وأما نفي ملك الموت وتأويله بالقوى البدنية والنفوس الفلكية والعقل الفعال فهو كفر مخالف لكتاب اللّه وسنة نبيّه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|