العالم بكل ذراته يدل على وجود الصانع الحكيم والعقل والفطرة لا يحكمان إلا بهذا |
1051
09:01 صباحاً
التاريخ: 25-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2020
1604
التاريخ: 29-3-2018
1188
التاريخ: 23-10-2014
1001
التاريخ: 23-10-2014
2321
|
[هناك].. أناسا أسلموا بمجرّد سماع آيات اللّه البيّنات القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقالوا ما هذا بكلام الآدميين وإنما هو كلام سماوي أنزله رب العالمين كل ذلك لصفاء في نفوسهم وفطرة لم تتلوث بالظلم والموبقات.
وهذا خير دليل على أن الإنسان لو خلى ونفسه ولم يتلوث نفسه بالجرائم والموبقات يعترف بخالقه وبكل ما أنزل اللّه بصورة فطرية ويرى ذلك من أوضح الواضحات ومن البديهيات ولا يشك في ذلك قيد شعرة على حد قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61].
وسئلت عجوز عن الدليل على وجود الصانع فقالت: (دولابي هذا إن حركته تحرك وإن لم احركه سكن) كل ذلك لأن فكرة الاعتراف بوجود الخالق مرتكزة في النفس الإنسانية في القديم أي إن اللّه أودع هذه الفكرة في النفس الإنسانية عند خلقه إياها فهي إن لم تتلوث تعترف لا محالة بخالقها بالفطرة.
ويقول جان لاك: إن العقل هو الذي يرشدنا إلى وجود الخالق ذلك لأننا نوقن بوجودنا ونوقن بأن وجودنا حادث ولم نكن موجودين قديما ونرى أن العقل يحكم أن ليس للعدم أن يوجد شيئا، إذن تجزم يقينا أن ذاتا أخرى قد أوجدتنا وكوّنتنا وهذه الذات وهي ذات الباري كانت موجودة بصورة دائمة أي أن الخالق أزلي سرمدي وبما أننا مخلوقون من قبل الغير فكل ما فينا من قابليات وإمكانيات فهي منه إذن وجب أن يكون الموجد في كمال القدرة وبما أن لنا عقلا ندرك به الأشياء فوجب أن يكون لموجدنا عقل أيضا ويأتي هذا الفيلسوف بدليل آخر ويقول بما أن جميع ما في هذا الكون حادث ولم تكن قبلا، فلا بدّ من وجود أزلي أوجد هذه الأشياء ولم يوجده شيء آخر.
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].
وقد علم أخيرا أن في الفضاء منظومات شمسية تعد بالملايين تشبه نظامنا الشمسي أي أن كلا منا له سيارات فتقت منه وتدور حوله وتوابع وأقمار فتقت من سيارات وتلف حولها وأنه بسبب إبعاد النجوم الساحقة وضآلة الضوء المنعكس من السيارات وضعف قوة المراقب الحالية لا يمكن إثبات وجود هذه الأنظمة (المنظومات الشمسية بالمشاهدة الفعلية).
فانظر كيف تتحقق الآية الكريمة المذكورة سابقا.
وقد نزلت في وقت لم تكن هناك مراقب (تلسكوبات).
ولم يكن يعلم أحد أن هذه السماء تتوسع يوما بعد يوم بنظام خاص أودعه اللّه فيها وطاقات هائلة جهزها اللّه بها فقد حدث انفجار في الشمس سنة 1956 م قدرت الطاقة المتحررة فكانت تعادل طاقة 100 مليون قنبلة هيدروجينية.
مع العلم أن طاقة قنبلة هيدروجينية تعادل طاقة ألف قنبلة ذرية والقنبلة الذرية لا تبقي ولا تذر فسبحان الذي خلق هذه الطاقات الهائلة بإرادته وشكلها كما يشاء بحكمته وأودع فيها من النظم والقوانين والمعادلات كما أراد بتدبيره وهو القائل {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} [الكهف: 51] .
إن الإنسان ليندهش حين يرى أن عليا عليه السّلام يجيب عند ما يسأل عن المسافة بين السماء والأرض بقوله عليه السّلام دعاء مستجاب ذلك لأنه ليس هناك عدد يمكن أن يعبّر به عن هذه المسافة التي لا يعلم مداها إلا اللّه سبحانه وتعالى إلا أن يقال دعاء مستجاب فإن اللّه تعالى لا يخلو منه مكان وهو القائل {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16] ، {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7].
انظر كيف لا يعظم ولا يقدس خالقه الذي جهز مخه 20000000 عصب لكل واحد منها وظيفته فلو حبس أحدها حدثت عوارض تختلف عما لو حبس غيره ولو حسبنا بحساب رياضي (حساب الاحتمالات) نرى أن ليس هناك أية صدفة تجعل عشرين مليون عصب تترتب بهذا الترتيب الدقيق حتى تتوارى عليها الإحساسات فتشعر الروح بواسطتها بما حدث فهي دون ما تشبيه كآلة الراديو فكما أن الراديو ليس هو الصوت والمتكلم هكذا هذه الأعصاب الكثيرة في المخ الإنسان ليست هي الروح والنفس وإنما واسطة لتحسس الروح أو النفس.
على أن للمتفكر أن يقول ومن أين جاءت هذه الأجزاء التي كل منها بدورها شكل من جزئيات أخرى بصورة دقيقة وهندسية {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
قيل لعلي بن موسى الرضا عليه السّلام: ما الدليل على حدوث العالم قال أنت لم تكن ثم كنت وقد علمت أنك لم تكوّن نفسك ولا كونك من هو مثلك.
خلاصة الكلام في المقام :
أن الاعتقاد بوجود الخالق أمر ارتكازي في الإنسان ولكن هذا الإنسان بارتكابه المعاصي وباتباعه أوامر الشيطان يحيد عن الفطرة فينكر خالقه ويتخذ لنفسه مما صنع بيده آلهة فيعبد الأوثان والحيوانات إلى ما هنالك لذا يسأل أتباع موسى نبيّهم موسى عليه السّلام أن يجعل لهم إلها.
سئل أعرابي عن الدليل على وجود الصانع (اللّه) فقال البعرة تدل على البعير وآثار الأقدام تدل على المسير أفسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج لا يدلان على الصانع الخبير.
في البحار ج 3 طبع جديد ص 29 روي عن هشام بن الحكم أنه قال كان من سؤال الزنديق الذي أتى أبا عبد اللّه عليه السّلام قال: ما الدليل على صانع العالم فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام: وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيّد مبين علمت أن له بانيا وإن كنت لم تر الباني ولم نشاهده ، قال وما هو قال هو شيء بخلاف الأشياء الخ.
سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن إثبات الصانع فقال البعرة تدل على البعير والروثة تدل على الحمير وآثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة كيف لا يدلان على اللطيف الخبير.
وقال عليه السّلام أيضا بصنع اللّه يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالتفكر تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات، سئل امير المؤمنين عليه السّلام ما الدليل على إثبات الصانع قال: ثلاثة أشياء تحديد الحال وضعف الأركان ونقض الهمة . البحار طبع جديد ص 55 ج 3.
عن هشام بن الحكم قال دخل ابن أبي العوجاء على الصادق عليه السّلام فقال له الصادق : يا ابن أبي العوجاء أمصنوع أنت أم غير مصنوع قال: لست بمصنوع، فقال له الصادق عليه السّلام: فلو كنت مصنوعا كيف كنت تكون فلم يجد ابن أبي العوجاء جوابا وقام وخرج.
أقول : لما كان التصديق بوجود الصانع تعالى ضروريا نبه عليه السّلام بأن العقل يحكم بديهة بالفرق بين المصنوع وغيره وفيك جميع صفات المصنوعين فكيف لم تكن مصنوعا.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [الحج: 73] .
خلاصة الكلام :
أن العلم بأحوال الكون يجعل الفرد المؤمن يركع للّه تعالى خشوعا ويسجد له تواضعا وتفيض عيناه بالدموع حبا وتسبيحا وخضوعا لو كان قد بلغ مرتبة من اليقين لأعمال كان يقوم بها صالحة مع تهجد وتزكية وتحلية وتطهير وهو القائل : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20، 21].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|