المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

الصورة الفنية بين أبي تمام والبحتري
25-03-2015
NITROGEN GAIN  AND  OPTICS
24-3-2016
هل الإلتزام بالصدقة فضيلة ؟
26-11-2014
الغلاف الغازي لكوكب عطارد
20-11-2016
كيف تخصصت الرعاشات للافتراس؟
9-3-2021
Proportions and Ratios
8-3-2017


وظيفة النّبوّة  
  
5320   02:06 مساءً   التاريخ: 25-2-2018
المؤلف : الشيخ محمّد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : حركة التاريخ عند الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص64-67.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

ما وظيفة النبوّة في المجتمع البشري؟
إنّها فيما نفهم من كلمات أمير المؤمنين تتلخّص في هدفَين كبيرَين:
الأول: وهو أهمّهما، إحياء الفطرة الإنسانيّة الصافية المستقيمة، هذه الفطرة الّتي يهتدي بها الإنسان إلى الإيمان الصحيح باللّه سبحانه وتعالى، ويدرك بها كونه مخلوقاً للّه، ومن ثمّ يدرك موقعه في الكون. ويترتّب على هذا الإيمان الواعي تصحيح المسار الإنساني في طريق التكامل، بجعل حركة الإنسان التاريخيّة وثيقة الصّلة بعقيدة التوحيد ومُتَفَرِّعَاتِها.
الثاني: وهو من بعض الوجوه نتيجة للأوّل، تكوين الحوافز الروحيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة لإنجاز عمليّة التقدّم العقلي والمادّي والاجتماعي في الحياة في صيغةٍ تضمن التوازن بين النموّ الرّوحي الأخلاقي - والنموّ المادّي. وهذه الصّيغة الّتي توازن بين اتجاهَي النموّ والنّشاط الإنساني هي الدّين.
وهذه هي وظيفة النبوّة كما تفهم من القرآن الكريم والسُنّة الشّريفة.
فالنّبيّ يُخرِج الناس من الظلمات إلى النّور في عقائدهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة والسياسيّة، ويُصحّح نظرتهم إلى موقعهم في الكون، ومِن ثمّ يوجد الإنسان الصّالح الّذي يسعى نحو التكامل فيحقّق لنفسه التقدّم المتوازِن في الشكل والمضمون، في الرّوح والمادّة.
وليس النّبيّ مخترعاً كبيراً ومُخطِّطاً عظيماً يبدع الآلات والمؤسّسات، وليستْ النبوّة مركزاً للأبحاث والدّراسات وما إلى ذلك.
إنّ الّذي يخترع الآلات ويُنشئ المؤسّسات ويبتكر الخُطَط هو عقل الإنسان بعد أنْ تتوفّر له دواعي النموّ والانطلاق. 
فإذا تآخت معها قيم الروح والأخلاق حقّق الإنسان إنجازات مادّيّة وتنظيميّة تتّفق مع مُقتضيات الإيمان، وتَوفّر للإنسان حياة سعيدة طيّبة، ورضوان اللّه والنجاة في الآخرة. وإذا لم تتآخ قِيَم الروح والأخلاق مع دواعي النموّ والانطلاق في التعامل مع الكون المادّي، حقّق الإنسان إنجازات مادّيّة وتنظيميّة تُوفّرُ له القوّة واللّذّة والرّخاء دون أنْ توفّر له السّعادة وطيب بالحياة.
وفَهْمُنَا لوظيفة النبوّة - كما تعكسها نصوص نهج البلاغة - مستفاد من النصوص الّتي تحدّث فيها الإمام عن حالة العالَم عَشِيّة بعثة النبي محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؛ ذلك لأنّ النصوص الّتي تؤرِّخ للنّبوّات السابقة لنبوّة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نادرة من جهة، وتشبه - من جهة أخرى - أنْ تكون في معظمها مجرّد إشارات يغلب عليها طابع الإجمال.
ولكن هذا لا يُؤثِّر شيئاً على سلامة فَهْمنا لوظيفة النّبوّة، فإنّها وظيفة واحدة منذ بداية حركة النبوّات في فجر التاريخ الإنساني إلى ختام النبوّات بنبّوة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ورسالة الإسلام، ولا توجد اختلافات جوهريّة بين النبوّات من حيث وظيفتها الأساسيّة، والاختلاف الأساسي الوحيد فيما بينها هو في درجة الشّمول والاتّساع من حيث مساحة شمول التشريع للنشاط البشري من جهة، ومن حيث عُموم الرسالات بالنسبة إلى الشّعوب من جهة أخرى.
قال عليه السّلام: ... فَبعثَ فيِهم رُسُلَهُ، وواترَ إليهم أنبياءهُ لِيستأدُوهُم مِيثاق فِطرتِه، ويُذكِّروهُم منسِيَّ نِعمتِهِ، ويحتجُّوا عليِهم بِالتّبليغ، ويُثيروا لهُم دفائنَ العُقولِ، ويُرُوهُم آياتِ المقدِرةِ: مِن سقفٍ فوقهُم مرفُوعٍ، ومِهادٍ تحتهُم موضُوعٍ، ومعايِش تُحييهِم، وآجالٍ تُفنِيهِم وأوصابٍ(1) تُهرِمُهم، وأحداثٍ تتابعُ عليهِم...)(2).
احتوى هذا النّص الّذي يؤرِّخ للنّبوّات السّابقة على القضايا التّالية في معرض بيان الغاية من إرسال الأنبياء:

1 - ميثاق الفطرة:
وهذه القضيّة تعني مسألة الإيمان باللّه تعالى، وما يتفرّع عن هذا الإيمان من قضايا أساسيّة تنبع منه وتَتّصل بكافّة شؤون الحياة.
وما عبّر عنه الإمام هنا - وفي مواضع أخرى - من خطب وتوجيهات هو تعبير عن حقيقة كبرى من الحقائق القرآنيّة، ورد التنبيه عليها أو الإشارة إليها في عدّة آيات منها قوله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172، 173].
وقد تكرّر ذكر هذه القضية الإيمانيّة الكبرى في جميع النصوص التي أرّخ فيها الإمام للنبوّات.
2 - إثارة دفائن العقول:
وهذه القضيّة تعني بعث القوى العقليّة والنّفسيّة في الإنسان؛ لإنجاز عمليّة التقدّم الصحيح والتغيير الإيجابي في المجتمع، عن طريق الحركة التاريخيّة المُستبطِنة للوعي الإيماني المستقيم.
3 - جعل الطّبيعة موضوعاً للبحث والنظرة:
هذه القضيّة دلّ عليها قوله: (... وَيُرُوهُم آياتِ المَقدِرَةِ ...).
وهذه القضيّة تخدم القضيَّتَين الأوْلَيَيْن، فإنّ مراقبة الطبيعة لِفَهْمِهَا، والتعامل معها واكتشافها، تعزّز قضيّة الإيمان؛ لأنّها تُقدِّم مزيداً من الأدلّة التجريبيّة على ما أدركتْه الفطرةُ السليمة من قضايا الألوهة. كذلك يُعيِّن التعامل مع الطبيعة بصورة مباشرة على إنجاز عمليّة التقدّم، بل شرط أساسي لإنجاز التقدّم المادّي، وإذ تتّخذ قضيّة الإيمان في ذات الإنسان مع حركته التاريخيّة في الطّبيعة والمجتمع فيكون تقدّم على هدى الإيمان وأخلاقيّات الروح والعقل، ويكون إيمان يستجيب للحياة الدنيا ولا يقف منها موقف الرفض والعداء.


____________________
1 - الأوصاب: المتاعِب.
2 - نهج البلاغة: الخطبة الأولى.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.