المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الأعلم الشنتمري  
  
4037   10:40 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص636-638
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2016 2149
التاريخ: 22-7-2016 3000
التاريخ: 29-12-2015 7154
التاريخ: 13-08-2015 1951

 

هو أبو الحجّاج يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بلقب «الأعلم الشنتمري» (1). . و لقّب بالأعلم لأنّ شفته العليا كانت مشقوقة شقّا واسعا. و مولد الأعلم كان في شنتمريّة الغرب، سنة  4١٠(١٠١٩ م) و فيها نشأ. و في سنة 4٣٣ (1041 م) جاء إلى قرطبة و أخذ العلم عن أبي القاسم ابراهيم بن محمّد بن زكريا الأفليليّ - و قيل ساعده في شرح ديوان المتنبّي (و كان قد قرأ هذا الديوان على الأفليليّ) - و أخذ أيضا عن أبي سهل يونس بن أحمد الحرّانيّ و أبي بكر مسلم بن أحمد. و قد انتقل إلى إشبيلية و اتّصل بالمعتمد بن عبّاد و قرّظه و مدحه. و يبدو أنّه عاش مدّة طويلة في إشبيلية إلى أن توفّي فيها 4٧6(١٠٨٣ م) .

كان الأعلم الشنتمريّ عالما بالنحو خاصّة و باللغة و الشعر واسع الحفظ جيّد الضبط. و كان مصنّفا للشروح على شعر الشعراء خاصّة، فمن كتبه: شرح الأشعار (الدواوين) الستة (من شعر المعلّقات) - شرح أشعار الحماسة (لأبي تمّام) -شرح ديوان علقمة الفحل-النكت في كتاب سيبويه -عيون الذهب في شرح أبيات (الشواهد في) كتاب سيبويه - شرح أبيات الجمل للزجّاجي - المخترع في النحو.

مختارات من آثاره :

- من شرح الأعلم الشنتمريّ لمعلّقة طرفة:

و إن يلتق الحيّ الجميع تلاقني ... إلى ذروة المجد الكريم المصمّد

نداماي بيض كالنّجوم، و قينة ... تروح علينا بين برد و مجسد

*يقول: إذا التقى الحيّ الجميع، بعد افتراقهم، وجدتني في موضع الشرف منهم و علوّ المنزلة. و قوله: «إلى ذروة المجد» أيّ إلى ذروة البيت. و ذروة كلّ شيء أعلاه. و المصمّد الذي يصمد إليه الناس لشرفه و يلجئون إليه في حوائجهم. و الصمد القصد.

و قوله: «نداماي بيض كالنجوم» : الندامى الأصحاب المشاربون (2) . و قوله: «بيض كالنجوم» ، أي هم أعلام مشاهير. و يحتمل أن يريد الحسني اللون. و القينة المغنّية. و كلّ أمة (3) قينة. و البرد ثوب وشي. و المجسد الثوب المصبوغ بالزعفران المشبع. و الجساد الزعفران (4) . «بين برد و مجسد» ، أي تروح إلينا و عليها برد و مجسد.

و ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهنّدِ

*قوله: «أشدّ مضاضة» ، أي حرقة. يقول: ظلم القرابة أشدّ ظلم على الإنسان و أبلغه، و إنّما ذلك لأن المظلوم لا يكاد يجد (5) في الانتصار من قريبه، بل ينطوي على ما يلقى منه و يصبر. فموقع ذلك الظلم أشدّ من وقع الحسام، و هو السيف القاطع. و المهنّد المنسوب إلى الهند.

 

- و من شرحه لديوان علقمة الفحل (6) :

و ما أنت أم ما ذكرها ربعيّة ...  يخطّ لها من ثرمداء قليب (7)

* قوله: «و ما أنت أم ما ذكرها؟» يعاتب نفسه و ينكر عليها تتبّعه هذه المرأة و قد بعدت عن دياره و حلّت في غير قبيلته. و قوله «ربعيّة» يعني أنّها من قبيلة بني ربيعة بن مالك، و هم غير قبيلته و عشيرته. و قوله: «يخطّ لها من ثرمداء قليب» ، أي هي نازلة في هذا الموضع مقيمة فيه. و كنى عن إقامتها بحفر القليب، لأنّ من أقام بموضع فلا بدّ له من ماء يقيم عليه. و قال الأصمعيّ: يكون أيضا معناه أن يكون كأنّها لا تبرح منه حتّى تموت و تدفن فيه، فيكون القليب، على هذا، القبر. و روى ابن ولاّد (8) ثرمداء بضمّ الثاء و الميم. و رواية أبي عليّ (9) بفتحها.

______________________________

١) هو غير الأعلم البطليوسي (بفتح الباء و الطاء) ابراهيم بن محمّد (أو ابن قاسم) بن ابراهيم كان بارعا في النحو و مصنّفا له: «الجمع بين الصحاح للجوهري و الغريب المصنّف» ، و له تاريخ بطليوس. كانت وفاته سنة 6٣٧ هـ ‍، و قيل 64٢ أو 646 هـ ‍(بغية الوعاة 185؛ الأعلام للزركلي 1:60)

2) المشاربون: الذين يشربون (الخمر) معا.

3) الأمة: الجارية (الفتاة) تطلق على الحرّة و على الرقيقة.

4) الزعفران نبت له زهر أصفر (مائل إلى الحمرة) . المشبع: الوافر، الممتلئ.

5) اقرأ: لا يكاد يجد (سبيلا أو وسيلة) في الانتصار من قريبه.

6) علقمة الفحل شاعر جاهلي عاش طويلا: عاصر امرأ القيس (ت 54٠ م) و بقي إلى ما بعد الهجرة بثلاث سنوات (6٢5 م) .

7) القليب: البئر.

8) ابن ولاّد نحوي مصري (ت ٣٣٢ ه‍) .

9) أبو علي القالي (ت 356 ه‍) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.