المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



أبو مروان الجزيري  
  
3151   08:28 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص324-326
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 3850
التاريخ: 27-1-2016 4810
التاريخ: 14-08-2015 2146
التاريخ: 13-08-2015 2102

 

هو أبو مروان عبد الملك بن إدريس الأزديّ الجريريّ من أهل قرطبة، ولاّه المنصور بن أبي عامر الشرطة ثمّ ولاّه ديوان الإنشاء (الوزارة) . و يبدو أن أبا مروان الجزيريّ كان يتجرّأ على المنصور فكان المنصور يسجنه مرّة بعد مرّة. و قد سجنه مرّة في برج طرطوشة و مرّة في سجن الزاهرة. ثمّ ردّه بعد السجن إلى الوزارة.

و بقي أبو مروان الجزيريّ في الوزارة إلى أيام المظفّر بن المنصور. و غضب المظفّر عليه فسجنه ثمّ قتله في السجن، سنة 394(١٠٠٣-1004 م) .

أبو مروان الجزيريّ كاتب مترسّل و شاعر مكثر يشبّه بمحمّد بن عبد الملك الزيّات (1) في البلاغة و العبقرية. و فنونه المدح و العتاب و الوصف و الحكمة. و أكثر شعره في المنصور بن أبي عامر مديحا أو في المناسبات.

مختارات من آثاره:

- قال أبو مروان الجزيريّ يصف البدر في ليلة فيها غيم يحجب البدر حينا بعد حين: و يخاطب المنصور:

أرى بدر السماء يلوح حينا... فيبدو ثمّ يلتحف السحابا

و ذلك أنّه لمّا تبدّى... و أبصر وجهك استحيا و غابا

- و قال و هو في السجن:

شحط المزار، فلا مزار، و نافرت... عيني الهجوع فلا خيالٌ يعتري (2)

أزرى بصبري و هو مشدود العرى... و ألان عودي و هو صلب المكسرِ (3)

و طوى سروري كلّه و تلذّذي... بالعيش طيّ صحيفة لم تنشرِ

ها إنّما ألقى الحبيب توهّما... بضمير تذكاري و عين تذكّري

عجبا لقلبي يوم راعتني النّوى... و دنا وداعي كيف لم يتفطّرِ (4)

- و قال يخاطب المنصور بن أبي عامر على لسان إحدى بناته و كان اسمها بنفسج:

. . . إذا تدافعت الخصوم-أيّد اللّه مولانا المنصور-في مذاهبها و تنافرت في مفاخرها فإليه مفزعها. و هو المقنع في فصل القضيّة بينها لاستيلائه على المفاخر بأسرها و علمه بسرّها و جهرها. و قد ذهب البهار و النرجس (5) في وصف محاسنهما و الفخر بمشابههما كلّ مذهب. و ما منهما إلاّ ذو فضيلة، غير أنّ فضلي عليهما أوضح من الشمس التي تعلونا و أعذب من الغمام الذي يسقينا.

و (إذا) كانا قد تشبّها في شعرهما ببعض ما في العالم من جواهر الأرض و مصابيح السماء، . . . ، فإنّي أتشبّه بأحسن ما زيّن اللّه به الإنسان و هو الحيوان الناطق، مع أنّي أعطر منهما عطرا و أحمد خبرا، و أكرم إمتاعا شاهدا و غائبا و يانعا و ذابلا. و كلاهما لا يمتع إلاّ ريثما يينع (6) . ثمّ إذا ذبل تستكره النفوس شمّه و تستدفع الأكفّ ضمّه. و أنا أمتع يابسا و رطبا و تدّخرني الملوك في خزائنها و سائر (اقرأ: جميع) الأطبّاء، و أصرّف في منافع الأعضاء. فإن فخرا باستقلالهما على ساق هي أقوى من ساقي، فلا غرو أنّ الوشي ضعيف و الهوى لطيف و المسك خفيف. و ليس المجد يدرك بالصراع. . . (ثمّ) لمولانا أتمّ الحكم في أن يفصل (بيننا) بحكمه العدل. و أقول:

شهدت لنوّار البنفسج ألسنٌ من لونه الأحوى و من إيناعهِ (7)

لمشابه الشعر الأعمّ أعاره ال‍ـ...ـقمر المنير الطلق نور شعاعهِ (8)

ملك جهلنا قبله سبل العلا... حتّى و ضحن بنهجه و شراعهِ (9)

في سيفه قصر لطول نجاده... و تمام ساعده و فسحة باعه (10)

ذو همّة كالبرق في إسراعه ... و عزيمة كالحين في إيقاعه (11)

تلقى الزمان له مطيعا سامعا... و ترى الملوك الشمّ من أتباعهِ (12)

______________________

١) راجع الجزء الثاني (توفّي ابن الزيّات سنة ٢٣٣) .

2) شحط (ابتعد) . الهجوع: النوم. خيال: منام، طيف. يعتري (يأتي إليّ) .

3) أزرى: عاب (أزرى بصبري: إنّ السجن جعل الناس يهزؤون بي لأني ظهرت أمامهم ضعيفا) . مشدود العرى: قويّ.

4) راعتني أخافتني. النوى: البعاد. تفطّر: تقطّع.

5) البهار: النبت الأصفر اللون، و الأزهار التي تظهر في الربيع. النرجس: زهر حقلي (برّي) أبيض البتلات أصفر الوسط (غير الأقحوان) .

6) الامتاع: إدخال السرور على النفس. اليانع (في الأصل) : الثمر إذا نضج.

7) النوّار: الزهر. الأحوى: الأسمر (هنا: الأزرق القاتم) .

8) مشابه جمع شبه (على غير قاعدة) . الشعر الأعم (الوافر، الكثير) . . .

9) هذا البيت و ما يليه في مدح المنصور بن أبي عامر (و لا صلة لها بوصف البنفسج) . وضح: ظهر، بان. النهج: الطريق الواضح، الطريقة. الشراع (في القاموس) القلع (بالكسر) الذي تسير به المراكب. (لعلّه يقصد: ما شرعه الممدوح للناس) .

10) سيفه قصير لأنّ ذراعه طويلة يصل بها إلى العدوّ (و لو كان السيف نفسه قصيرا) . النجاد: ما يحمل به السيف. لطول نجاده (كناية عن طول قامته) .

11) الحين: الموت. الإيقاع: إنزال الأذى بالناس.

12) الأشمّ: العالي قضبة الأنف (و كان ذلك عندهم دليلا عن النسب الملكي الصحيح) .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.