المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



طول عمر الإمام المهدي عليه السلام حقيقة علمية ثابتة روائياً وعقلياً وطبياً  
  
3258   06:59 صباحاً   التاريخ: 15-2-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 233- 240
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

[في كتاب] كمال الدين : محمد بن علي البشار عن ابي الفرج بن احمد عن‏ محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن اسماعيل البرمكي عن الحسن بن محمد ابن صالح البزاز بن الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي ، وهو الذي يخرج من سير الأنبياء عليه وعليهم السلام بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الامد فلا يثبت على القول به إلا من كتب اللّه عز وجل في قلبه الإيمان وايده بروح منه.

كمال الدين محمد بن احمد الشيباني عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن حمزة بن عمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: في القائم سنة من نوح وهو طول العمر.

الخرائج عن الحسن العسكري عليه السلام أنه قال لأحمد بن إسحاق وقد أتاه يسأله عن الخلف بعده فلما رآه قال مبتدئا: مثله مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين، إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وانه ليحضر الموسم في كل سنة ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمن أو ليؤنس اللّه به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته، فله البقاء في الدنيا مع الغيبة وهو من الأنصار.

أقول : شباهته عليه السلام بذي القرنين من جهة بلوغه المشرق والمغرب، ويحتمل أن تكون مضافا إليها من جهة أخرى غيرها كالغيبة وطول العمر ... الى غير ذلك من الاخبار التي وردت في طول عمره، ومن اراد تفصيلها فليراجع الى كتاب منتخب الأثر وهو كتاب فريد في موضوعه.

اعلم أنه استبعد طول عمره بعض من العامة حتى عاب الشيعة على قولهم ببقائه عليه السلام، وقال بعض منهم ان الوصية لأجهل الناس تصرف إلى من ينتظر المهدي عليه السلام، وأنت خبير بأن لا قيمة للاستبعاد في الأمور العلمية والمطالب الاعتقادية بعد ما قام عليها البرهان ودلت عليها الأدلة القطعية من العقل والنقل، فهذا نوع من سوء الظن بقدرة اللّه تعالى، فتأمل في قوله تعالى في قضية يونس‏ {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } [الصافات: 143 - 145] وليس مبني له إلا عدم الانس وقضاء العادة في الجملة على خلافه، وإلا فيتفق في اليوم الليلة بل في كل ساعة وأن الوفاء من الحوادث والوقائع العادية في عالم الكون حتى في المخلوقات الصغيرة وما لا يرى إلا بإعانة المكبرات مما أمره اعجب واعظم من طول عمر انسان سليم الاعضاء والقوى العارف بقواعد حفظ الصحة العامل بها، بل ليس مسألة طول عمره أغرب من خلقته وتكوينه وانتقاله من عالم الأصلاب الى عالم الأرحام ومنه الى عالم الدنيا.

وبهذا دفع اللّه استبعاد المنكرين للمعاد في كتابه الكريم، قال اللّه تعالى‏ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} [الحج: 5] الآية، وقال‏ {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} [يس: 77] الى آخر السورة، وقال عز من قائل‏ {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} [الإسراء: 49] الى آخر الآيات.

هذا مع وقوع طول العمر في بعض الأنبياء كالخضر ونوح وعيسى وغيرهم كيف يكون الايمان بطول عمر المهدي عليه السلام أمارة الجهل‏ مع تصريح القرآن بإمكان مثله كما في قضية يونس كما ذكرناها، ووقوعه بالنسبة الى نوح عليه السلام في قوله تعالى‏ {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14] وبالنسبة الى المسيح (عليه السلام) في قوله تعالى‏ {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: 159] وقد أخبر أيضا بحياة ابليس وأنه من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم، ولم ينكر ذلك احد من المسلمين ولم يستبعده.

وروى مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني في باب ذكر ابن صياد، والترمذي في سننه في الجزء الثاني، وابو داود في صحيحه في باب خبر ابن صائد من كتاب الملاحم، وروايات متعددة في ابن صياد وابن صائد وأن النبي [صلى الله عليه واله] احتمل أن يكون هو الدجال الذي يخرج في آخر الزمان، روى ابن ماجة في صحيحه في الجزء الثاني في ابواب الفتن في باب فتنة الدجال وخروج عيسى، وابو داود في الجزء الثاني من سننه من كتاب الملاحم في باب خبر الجساسة، ومسلم في صحيحه في باب خروج الدجال ومكثه في الأرض حديث تميم الداري، وهو صريح في أن الدجال كان حيا في عصر النبي (عليه السلام) وأنه يخرج في آخر الزمان، فان كان القول بطول عمر شخص من الجهل فلم لم ينسب هؤلاء أحد الى الجهل مع اخراجهم هذه الأحاديث في كتبهم وصحاحهم، وكيف ينسب الجهل الى من يعتقد طول عمر المهدي عليه السلام مع تجويز النبي [صلى الله عليه واله] مثله في عدو اللّه الدجال.

والحاصل ان بعد وقوع طول العمر لا موقع للتعجب منه فضلا عن الاستبعاد والقول باستحالته.

وقال العلامة السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 377:

وعامة الامامية على أن الخلف الحجة موجود وأنه حي يرزق، ويحتجون على حياته بأدلة منها إن جماعة طالت اعمارهم كالخضر وإلياس، فانه لا يدرى كم لهما من السنين وأنهما يجتمعان كل سنة فيأخذ هذا من شعر هذا.

و في التوراة أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة والمسلمون يقولون ألفا وخمسمائة، ونقل عن محمد بن إسحاق اسماء جماعة كثيرة رزقوا طول العمر وقد أسرد الكلام في جواز بقائه عليه السلام مذ غيبته الى الآن وأنه لا امتناع في بقائه- انتهى.

واستدل الحافظ الكنجي الشافعي في كتاب البيان باب 25 على ذلك ببقاء عيسى والخضر وإلياس وبقاء الدجال وابليس، وذكر دليلا على بقاء الدجال ما رواه مسلم في حديث طويل في الجساسة- انتهى:

وقد تضمنت التوراة من المعمرين اسماء جماعة كثيرة وذكر احوالهم، ففي سفر التكوين الإصحاح الخامس الآية 5 على ما في ترجمتها من العبرانية إلى العربية ط- بيروت سنة 1870 م «فكانت كل ايام آدم التي عاشها تسعمائة وثلاثين سنة» وفي الآية 8 قال «فكانت كل أيام شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة ومات» الآية 11 «فكانت كل أيام انوش تسع مائة وخمس سنين ومات» وفي الآية 14 «فكانت كل أيام قينان تسعمائة وعشر سنين ومات» وفي الآية 17 «فكانت كل أيام مهلايل ثمانمائة وخمسا وتسعين سنة ومات» وفي الآية 20 «فكانت كل أيام يارد تسعمائة واثنتين وستين سنة ومات» وفي الآية 23 «فكانت كل أيام اخنوخ ثلاثمائة وخمسا وستين سنة» وفي الآية 27 «فكانت كل أيام متوشالح تسعمائة وتسعا وستين سنة ومات» وفي الآية 31 «فكانت كل أيام لامك تسعمائة وسبعا وسبعين سنة ومات» وفي الاصحاح التاسع في 29 «فكانت كل أيام نوح تسعمائة وخمسين سنة ومات» وفي الإصحاح الحادي عشر في الآية 10 الى 17 «هذه مواليد سام لما كان سام ابن مائة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بتين 11 وعاش سام بعد ما ولد ارفكشاد خمس مائة سنة وولد بنين وبنات 12 وعاش ارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح 13 وعاش ارفكشاد بعد ما ولد شالح أربعمائة وثلاث سنين وولد بنين وبنات 14 وعاش عابر اربعا وثلاثين سنة ولد عابر 15 وعاش شالح بعد ما ولد عابر اربع مائة وثلاث سنين وولد بنين وبنات 16 وعاش عابر اربعا وثلاثين سنة وولد فالج 17 وعاش عابر بعد ما ولد فالج أربعمائة وثلاثين سنة وولد بنين وبنات».

وذكر في هذا الإصحاح جماعة غير هؤلاء من المعمرين نقتصر بذكر اسمائهم، وهم فالح ورعو وسروج وناحور وتارح.

وفي الإصحاح الخامس والعشرين في الآية 7 ذكر أن ابراهيم عاش مائة وخمس وسبعون سنة، وفي الآية 17 ذكر أن اسماعيل عاش 137 سنة.

وهذا بعض ما في التوراة من اسماء المعمرين وهو حجة على اليهود والنصارى.

وقال العلامة الكراجكي في كنز الفوائد في الكتاب الموسوم بالبرهان على صحة طول عمر الامام صاحب الزمان أن أهل الملل كلها متفقون على جواز امتداد الأعمار وطولها. وقال بعد ذكر بعض ما في التوراة : وقد تضمنت نظيره شريعة الاسلام ولم نجد أحدا من علماء المسلمين يخالفه او يعتقد فيه البطلان، بل اجمعوا من جواز طول الأعمار على ما ذكرناه- انتهى.  

وقد نقل مثل ذلك عن المجوس وللبراهمة والبودائية وغيرهم، ومن يريد الاطلاع على احوال المعمرين فيطلبها من البحار وكتاب المعمرين لابي حاتم السجستاني وكتاب كمال الدين وكنز الفوائد في الرسالة الموسومة بالبرهان على صحة طول عمر الامام صاحب الزمان عجل اللّه فرجه الشريف واشبع الكلام في بيان الأدلة الدالة على جواز طول الأعمار.

هذا كله مع ما يثبت في علم الحياة وعلم منافع الأعضاء وعلم الطب‏ امكان طول عمر الانسان اذا واظب على رعاية قواعد حفظ الصحة، وان موت الانسان ليس سببه أنه عمر تسعين او ثمانين او غيرهما بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، وقد تمكن بعض العلماء من اطالة عمر بعض الحيوانات 900 ضعف عمره الطبيعي، فاذا اعتبرنا ذلك في الإنسان وقدرنا عمره الطبيعي 80 سنة يمكن اطالة عمره (72000)، ومن اراد تفصيل ذلك فليراجع الى مجلة الهلال الجزء الخامس من السنة 38 (ص 607 مارس 1930).

وذكر الشيخ طنطاوي الجوهري في الجزء 17 من تفسيره الذي سماه بالجواهر ص 224 في تفسير قوله تعالى‏ {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68] مقالة نشرتها مجلة كل شي‏ء تحكى عن امكان اطالة العمر وتجديد قوى الشيوخ، وأن الدكتور فورد نوف الذي طار اسمه في كل ناحية لا كطيب بل كمبشر بامكان اطالة الأعمار الى ما فوق المائة وبامكان عود الشباب تجارب ذلك في الحيوانات. قال: قد عملت الى الآن 600 عملية ناجحة، واقول الآن عن اقتناع أنه لا ينصرم القرن العشرون حتى يمكن تجديد قوى الشيوخ وازالة غبار السنين عن وجوههم- الى أن قال- إن المرء يولد مستعدا للحياة قرنين من حيث تركيب بنيته ونظام قواه قياسا على ما نراه في الحيوانات، أليس الانسان حيوانا مثلها. على أن هوفلند لم ينفرد في هذا الرأي فكل الذين يدرسون طبائع المخلوقات يرون رأيه ويرون طلائع النور من ابحاثهم بامكان اطالة العمر- الى أن قال- ويدعم هذا الرأي ما تراه من حياة بعض الإنسان الذين عاشوا أعمارا طويلة، إن هنري فبكس الانجليزي الذي ولد في ولاية بورك بانكلترا عاش 169 سنة، ولما بلغ كان يحارب في معركة فلورفيلد. وجون بافن البولندي عاش 175 سنة ورأى بعينه ثلاثة من اولاده يتجاوزون المائة من اعمارهم. ويوحنا سور الذي توفي سنة 1797 م عاش 160 سنة، وكان بين اولاده من هو في المائة وخمس سنوات. وطوزمابار عاش 152 سنة، وكورتوال 144 سنة.

على أن اكثر من عاش بين البشر حديثا على ما يعرف هو زنجي بلغ 200 سنة، والإحصاءات تدل على أن اعمار الناس اطول في اسوج ونروج وانكلترا منها في فرانسا وايطاليا وكل جنوب اوربا.

والغرض من ذلك كله أن مسألة طول العمر ليس من المسائل التي وقعت موقع انكار العلماء وارباب المذاهب والأديان، بل قدره كل واحد منهم من طريق فنه او من طريق دينه ومذهبه، فكل ما كان الانسان بقواعد حفظ صحة البدن اعرف يكون عمره اطول.

قال بعض الاطباء «الموت ينشأ عن المرض لا عن الشيخوخة».




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.