أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2022
1345
التاريخ: 29-1-2023
1323
التاريخ: 1-6-2018
1861
التاريخ: 7-12-2016
2194
|
إن الحديث عن شرب الخمر، هو حديث مؤلم جداً، لأنه يجلب الشقاء والتعاسة للأم وطفلها، ويؤدي إلى تحطيم كيان المجتمع، وهدم قانون التكاثر والتناسل، ونشر المعايب والجرائم، والخسائر الفادحة، وهدر الأنفس والأموال والطاقات، والهلاك والدمار، حتى قيل فيه : ما من جناية تحدث في هذه الدنيا وتنغّص عيش الإنسان إلا وللخمر فيها يد.
فالحالة الأسلم والموقف الصحيح هو : أن يبتعد الإنسان أينما وجد عن شرب الخمر، وخصوصاً الزوج والزوجة لأن السلوك الإفراطي في جميع جوانب الحياة، وقلة الذكاء، واختلال القوة العاقلة، والشذوذ المهلك ينشأ من شرب الخمر.
وقد أثبت علماء الطب والنفس والاجتماع والأخلاق : ان للخمر مضاراً قاتلة، وآثاراً ماحقة تتركز في المعدة والأمعاء، والكبد والرئتين، والسلسلة العصبية، والشرايين والقلب، والحواس الخمس، وتشويه خلق الانسان ودفعه إلى الفحش والاضرار بالآخرين، وفعل الجنايات، والقتل، وإفشاء الأسرار، وانتهاك الحرمات، وإبطال جميع القوانين والنواميس الإنسانية التي هي اساس سعادة البشر وخاصة ناموس العفة في الأعراض والنفوس والأموال.
والمدمن مصاب بسوء التكيّف النفسي، وضعف الشخصية، وقد يدفعه إدمانه إلى تحطيم القيود الزوجية، وتخدير الضمير ونسيان العهد حتى عهد الزواج وقيوده، وبذلك تتدمر الأسر، ويُفقد الحنان، والحب، والدفء.
وإن شرب الخمر يؤدي حتماً إلى إلحاق الضرر بالعقل ومراكز الادراك والتفكير في الانسان وبضرر العقل وسلبه يظهر التصرف الاهوج والسلوك غير المنتظم. وقد ثبت علمياً وواقعياً ان الخط المنحني لتزايد الأمراض العقلية والنفسية يطابق الخط المنحني لتزايد انتشار الخمور أي كلما اتسعت مساحة شرب الخمر انتشرت الامراض العقلية وازداد عددها.
مما حدا بمدير إحدى المستشفيات في الغرب أن ناشد المسؤولين بقوله (امنعوا شرب الخمر وانا اضمن لكم غلق السجون ونصف المستشفيات).
ولا نستغرب من ذلك أبداً لأنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) يقول : ( إن الخمر رأس كل اثم) فما اعظمها من كلمة ؟! ولا غرو في ذلك لأنه (صلى الله عليه واله) يتكلم بلسان الوحي، ويرى بنور الإلهام والبصيرة الثاقبة.
يقول الدكتور (كاريل) وهو احد علماء الغرب بهذا الصدد ما نصه:
( ان سكر الزوج او الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة ، لأن الأطفال الذين ينشؤون من ظروف كهذه، يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج).
ونتيجة لكل هذه الآثار السيئة والأخطار، والأمراض ، والأضرار، والمآسي المترتبة على شرب الخمر، حرّم الإسلام شرب الخمر وتوعد شاربها بإقامة الحد عليه، وهو ثمانون جلده لكي يرتدع ويقلع عن شربها ، ويحافظ على نفسه وأسرته ومجتمعه من آثارها الفظيعة الماحقة.
1ـ قال الله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:90، 91] .
2ـ وقال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33] ،والاثم هو الخمر.
3- جاء في الكافي عن جابر عن ابي جعفر (عليه السلام) أنه قال:
(لعن الرسول (صلى الله عليه واله) في الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها، وحاملها والمحمول اليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها)
4- في الكافي والمحاسن عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال:
( قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ملعون ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر) (1). والملعون المطرود من رحمة الله سبحانه.
5- وعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) قوله الشريف:
(إن ملكاً من بني اسرائيل أخذ رجلاً فخيّره بين شرب الخمر، او يقتل نفساً، او يأكل لحم خنزير، او يُقتل، فاختار الخمر، وأنه لما شربه لم يمتنع من شيء أراده منه) (2).
أي أنّه استهل شرب الخمر ولما شربه قتل نفساً بريئة واكل لحم خنزير فهو بحق منشأ للجرائم (ورأس كل أثم) كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله).
إلى غير ذلك من الآيات والروايات التي تساندت على تربية الأمة، وتعاضدت على منع شرب الخمر وبيان آثاره السيئة ومضارّه الفتاكة، لكي تبتعد عن الأذى والشر، وتبعده عن الأم وطفلها، والمجتمع الانساني برمتهِ، وتكوين الجيل الصالح السّويّ، وتحقيق السعادة والسلامة والرفاهية للجميع.
________________
1- الغدير للأميني : ج2 ، ص257.
2- وسائل الشيعة : ج17 ، ص253.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|