المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

استحباب تطييب الكفن بالذريرة.
20-1-2016
تفسير آية {59-64} من سورة الأعراف
23-5-2019
تصنيف المدن علي أساس الحجم - المجمع الحضري Conurbation
20/10/2022
الطَمَع في كلام رسول الله "ص"
2024-09-01
عمل الرجل لعفة المرأة
2024-05-19
التسويق الجيد للبيض
10-11-2016


في البعد الأخلاقي  
  
2264   02:28 مساءً   التاريخ: 3-2-2018
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص56ـ60
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

لقد أعتبر فريق من المتخصصين مرحلة المراهقة بأنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزما، وقد شبهوها بالعاصفة العاتية، وقالوا:

إن هذه العاصفة تهز المراهق هزا عنيفا الى درجة يمكن معها القول إنه يعيش خلالها حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة. وما أكثر المراهقين والمراهقات الذين يتعرضون الى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة، ويتسببون في مشاكل وإحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على أمور التربية.

أن السلوك الذي تسيره العواطف والأحاسيس، خصوصا العواطف المنفلتة عن عقال الفكر والمنطق، هو الذي يتسبب في حصول الكثير من المشاكل الأخلاقية، ولا شك في حقيقة أن مرحلة المراهقة هي فترة فوران العواطف وجيشان المشاعر والأحاسيس التي تترك آثارا مباشرة على سلوك ونفسية المراهقين، وقد تؤدي الى عواقب وخيمة في حال إغفالها أو استسهالها من قبل أولياء الأمور والمربين.

ـ تغير السلوك :

إن ما تعتاده الأسر من أبنائها قبل سن المراهقة هو الطاعة والتسليم بأوامر ونواهي الأبوين، والخضوع التام وعدم إبداء المقاومة حتى في حالة تعرضهم الى الضرب والعقاب من قبلهما.  إلا أن ما تواجهه الأسرة في مرحلة المراهقة من سلوك أعضاء هذه الفئة هو شيء مختلف عن سابقه حيث تعتبر الفتاة نفسها قد كبرت ولا تفرق عن والدتها مثلا ، في شيء ، ولابد أن تكون المعاملة معها على نحو آخر. ومن هنا فإنها لا تعد تأخذ أوامر ونواهي الوالدين على أنها مسلمات يجب الالتزام بها، وإنما تعمل فيها فكرها وتتخذ القرار الذي تقتنع به وإن كان متعارضا مع رأي الوالدين.

إن سلوك الفتاة المراهقة ينتظم ويتشكل بالتدريج ، ويتجه نحو مدارج النضوج والاكتمال، إلا أن الوصول الى هذا الهدف يتطلب فترة زمنية أولا، وصبر وتحمل أولياء الأمور والمربين ثانيا.

ـ أثر البيئة على السلوك :

يستحدث عند الفتاة في سن المراهقة، خصوصا بين سن 12 ـ 13 ، نوع من الوعي في مجالات عديدة، أهمها الوعي الديني، والوعي الوجداني، والوعي الفطري، كما وتتأثر بشكل واضح بأخلاق وسلوكيات الآخرين نتيجة انخراطها في الحياة الاجتماعية.

إن انخراط الفتاة في المجتمع وتعرفها على مختلف النماذج والظروف الحياتية فيه، يبدو في نظرها شيئا جديدا وجذابا لم تكن قد اطلعت عليه قبل ذلك، ومن هنا نجدها شديدة الرغبة في الاقتباس منها ومحاكاة ما ينسجم منها مع ميولها ورغباتها النفسية في حياتها الشخصية والاجتماعية الجديدة، وبالتدريج يصبح سلوك الفتاة المراهقة في الحياة انعكاسا لصورة الوضع البيئي الذي يحيط بها، الى درجة تلفت فيها الانتباه بما يطرأ على شخصيتها من تغيرات في علاقاتها الاجتماعية، محاولاتها الحثيثة لتقليد الوسط الجديد في السلوك والملبس.

ـ الصفاء والإخلاص :

لا بد من التأكيد على هذه المسألة هنا، وهي أن عالم المراهقة خصوصا ما يتعلق منه بالفتيات،

هو عالم الصفاء والنقاء الروحي الخالص الذي لا تشوبه شائبة، ويمكن أن يبقى كذلك ما لم تلوثه عوامل الإنحراف. يقول عالم النفس الغربي ، موريس دبس :

إن أفراد هذه الفئة في سن 15 ـ 17 يهزهم نداء القداسة أو الشهامة بشدة ويتمنون لو يكون باستطاعتهم إعادة تشكيل العالم من جديد، ومحو الظلم والسوء منه، وتسييد العدالة فيه... (1) وهذا هو سر الكثير من الاعتراضات والانتقادات التي يقومون بها إثر ملاحظتهم لحالات التجاوز في البيت أو في المجتمع.

وطبقا للمثل فإن كل شيء في عين الأصفياء صاف. وهنا تكمن الخطورة، حيث من الممكن أن تؤدي البساطة التي يمتاز بها أفراد هذه الفئة الى عواقب وخيمة عليهم. وما أكثر اللاتي ينخدعن بدعوات المخادعين ويستجبن لها بسرعة، ظنا منهن أنها صادقة، في غفلة من الوالدين ! .

ـ التذبذب السلوكي :

.. إن سلوك المراهقات يتجه في هذه المرحلة نحو التشكل والانتظام شيئا فشيئا ، ومن هنا فإنهن يتصورن إن كل ما يصدر منهن من أفعال وتصرفات إنما ينطلق من حسابات فكرية مدروسة، بينما الواقع هو إن سلوكهن متذبذب وغير مستقر على حال أو لون معين.

لقد وصفت مرحلة المراهقة بفترة الفوران العاطفي والتذبذب السلوكي خصوصا لدى الفتيات . ويمكن القول إن سلوك المراهق رهن بالظروف العاطفية التي يعيشها ، حيث يتغير من حال الى حال مع تغير المزاج العاطفي.

ويثبت سلوك المراهق أو المراهقة على نحو معين في نهاية الأمر ، من خلال التوجيهات التي يتلقاها من المحيطين به ، ومن التجارب التي يعايشها بمرور الزمن . إلا أن الوصول الى هذا الهدف يستلزم من أولياء الأمور والمربين التواصل مع المراهق من خلال التوجيه والإرشاد المستمرين.

ـ التمرد على القيود :

إن سن المراهقة من احدى نواحيها ، تعد مرحلة التهرب عن الالتزام بالأعراف والمقررات والتمرد على القيود ، ويعود هذا الأمر الى أسباب عديدة نشير الى بعضها بما يلي :

ـ اتساع مدارك المراهق واعتداده بنفسه الى الحد الذي يضيق فيه بالقيود والمحددات من أي نوع كانت.

ـ يهدف إثبات إرادته أمام إرادة الوالدين والمربين وكل من له دخل في أمر التربية.

ـ اختبار نفسه لمعرفة مدى قدرته على الاعتماد على نفسه ، وما إذا كان باستطاعته أن يقرر شؤونه أم لا .

ـ رفضه للكثير من الأوامر والنواهي التي تملى عليه لعدم اقتناعه بها.

ـ الاهتمام بظواهر الأمور والحكم على الأشياء انطلاقا من نظرة سطحية وآنية ـ دون التأمل والأخذ بنظر الاعتبار عواقب الأمور.

ـ حب الجاه :

إن من مميزات النمو في مرحلة المراهقة حب الجاه والسعي اليه ، وهذا ما يلاحظ على سلوك وتصرفات المراهقة في هذه السن ، وبطبيعة الحال فإن هذه الحالة يلازمها نوع من الأنانية المفرطة في التعامل مع الوسط الاجتماعي. ومن تمظهرات حالة (الأنا) عند المراهقة، اهتمامها المتزايد بتزيين نفسها، وبارتداء الثياب والملابس الفاخرة. وبحسب تعبير هاوفيلد : هذه التي لم تكن تعير كثير اهتمام لثوبها الى الأمس، تصرف الآن وقتا طويلا على الاهتمام بهندامها وأناقتها، وتجتهد في أن لا تخطأ في الكلام. ولا يفوتنا أن نضيف أيضا إن ما تعتبره المراهقة جميلا وأنيقا قد لا يكون كذلك في نظرنا نحن ، ومن هنا فلا عجب فيما إذا خرجت ذات مرة في هيأة تدعو الى السخرية من وجهة نظر الكبار.

إن سلوك الفتاة خلال فترة المراهقة هو مزيج غير متجانس من الميول والرغبات. وقد وصفت مجموعة الحالات التي تتولد لديها خلال هذه المرحلة بسلوك المراهقة، ومنها الميل الى الاستقلال وتكوين فلسفة خاصة في الحياة ، والإصرار على فرض الذات على الآخرين، والقلق والشك والتوقعات الخاطئة، والشعور بالذنب تارة، وحصول دوافع عدائية في أخرى و... وبشكل عام ، فإنها تعاني نوعا من الجنون الوقتي أو ما يسمى بالشيزوفرينيا.

____________

1ـ البلوغ ، ص 122 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.