أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2022
1953
التاريخ: 21-8-2018
2053
التاريخ: 2023-02-22
1052
التاريخ: 2023-07-20
934
|
إن الخوض في الجمال والنظر إلى ما هو جميل يصب في اهتمامات الشباب الثابتة ، فالجمال يثير في الشباب نوعاً من اللذة، وكلما كانت طريقة الاستلذاذ بالجمال تعتمد على صفة من صفات الإنسان كلما زاد إدراكه لتلك اللذة.
إن الشبان والفتيات الشابات يحبون العطور القوية والشديدة التي يمكن أن تلعب فيما بعد دوراً مهماً في عملية التجميل والتجمل ، إنهم يبدون حساسية كبيرة إزاء العطر والشعر وبشرة الوجه ، ويتأثرون خاصة بالعطور . كما أن تناسق الألوان وجمال الأشكال وظرافة الأصوات تولد فيهم حالة من السعادة والفرح.
إن رغبة التجمل والتزين في جيل الشباب هي من الرغبات التي لابد أن تخضع لمراقبة شديدة ، ويجب إشباع هذه الرغبة ضمن الحد المعقول وبعيداً عن الإفراط والتفريط . لقد عمد الإسلام من خلال توصيته بطهارة البدن وسواك الأسنان والتطيب وصبغ الشعر ودهنه وارتداء أجمل الملابس والثياب وغيرها من الأمور التي تساعد في عملية التجميل ، عمد إلى إرشاد حب التجمل لدى الشباب إلى الطريق الصحيح الآمن من الأخطار.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اختضبوا فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم)(1).
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا أصبت الدهن في يدك فقل، اللهم إني أسألك الزين والزينة)(2).
وعن الباقر (عليه السلام) أنه قال : (إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أتى البزازين فقال لرجل : بعني ثوبين فقال الرجل: يا أمير المؤمنين عندي حاجتك ، فلما عرفه مضى عنه فوقف على غلام فأخذ ثوبين احدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين فقال : يا قنبر خذ الذي بثلاثة ، فقال : أنت أولى به ، تصعد المنبر وتخطب الناس ، فقال وانت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحي من ربي أن أتفضل عليك ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون)(3).
هناك ثلاث نقاط في هذا الحديث تستوقفنا :
الأولى: هي أن على كل صاحب منصب ومقام أن لا يستغل منصبه أو مقامه في المعاملات العادية ، فأمير المؤمنين (عليه السلام) حاول أن يفهم الغلام الكاسب أن المشتري رجل عادي يدعى علي بن أبي طالب وليس أمير المؤمنين ذا المنصب والمقام ، وقد امتنع أمير المؤمنين عن الشراء من ذلك الكاسب لأنه عرفه وناداه بلقبه.
الثانية: هي أن الدين الإسلامي يوصي بحماية الغلمان ومداراتهم ، وهذا ما جاء واضحاً في حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث قال : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون.
الثالثة: هي أن أولياء الله (عليهم السلام) يدافعون عن رغبة التزين وحب التجمل لدى الشباب في حدود المصلحة، ولهذا منح أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قنبراً الشاب الثوب الأجمل والأفضل ليسر قلبه ويرضي رغبته في التجمل. ومما لا شك فيه ولا ريب أن إرضاء رغبة التجمل لدى الشباب وهي من الرغبات الفطرية يساهم في تكامل أذواقهم وتفتح أحاسيسهم ومشاعرهم ويسوقهم نحو التسامي المعنوي والعاطفي. ومن هذا المنطلق جاءت نظرة الإسلام الإيجابية إلى هذه المسألة ، ولكن ينبغي مراقبة الشبان لكي لا يتمادوا في هذا المجال إلى حد الإفراط وتجاوز الحدود .
إن الإفراط في التجمل والتزين له نتائج وعواقب سلبية وربما ساق الفتيان والفتيات إلى طرق تؤدي بهم إلى التعاسة والضياع . كما أن الاهمام الزائد بمسألة التجمل يمكن أن يكون مصدراً لإصابة الفرد بمرض الوسوسة ويؤدي به تدريجياً إلى الإصابة باختلالات نفسية. كذلك فإن الاهتمام الفائض بالتجمل بهدف جلب أنظار الناس قد يؤدي إلى تنامي روح الرياء والغرور في نفس الإنسان ويجعله فرداً منبوذا في المجتمع، ويمكنه أيضاً أن يحد من عمل الإنسان ونشاطه ويجعله يهدر عمره في امور غير مفيدة تافهة وأحياناً مضرة.
______________________________
(1) مكارم الأخلاق، ص43.
(2) المصدر نفسه ص26.
(3) المستدرك ج1، ص210.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|