المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

التعامل مع الزوجة
27-12-2021
شعر لابن أرفع رأسه
2024-02-25
انظمة التدفئة في حظائر الدواجن
15-11-2018
جوزة الطيب Myristica fragrams
10-11-2017
غزوة بني قريظة و دومة الجندل
11-12-2014
كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله عزّ وجلّ ؟
23-8-2020


رد الاعرابي على العالم الشعبي  
  
3122   02:08 صباحاً   التاريخ: 21-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج7,ص364-365.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

حدّثنا أخي أبو الحسن عن شيخه نفطويه ، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه ، عن أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي ، عن محمد بن يزيد المبرد ، قال : سمعت يونس يحدّث عن ابن الأعرابي ، قال : قال الشعبي : بينا أنا في بعض أندية العرب أيام بني أُميّة إذا قائل يقول لصاحبه : لا وحقّ مَن خصّه النبي بوصيّته من بين صحبته ، قال : فناديته ، فأقبل نحوي ، فقلت له : يا أخا العرب سمعت منك كلمة غريبة في زماننا هذا فصحت بها جهلاً منك بعواقبها ، أما تخاف سيوف بني أُميّة ؟ فقال لي : يا شيخ ، سيف الله تعالى أمضى من سيوفهم حدّاً ، ويد الله تعالى أعلا من أيديهم يداً ، فقلت له : مَن تُفضّل بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ قال : أُفضّل والله فرعَ دوحته ، والمخترَع من طينته ، وسيف نبوّته ، وحامل رايته ، وزوج ابنته ، ومَن خصّه بوصيّته وجعله مولى لأُمته ، صادمَ عنه الوُعُول  ، وناطحَ  دونَه الفحول ، حتى عَلَت كلمته وظهرت دعوته ، ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقلت : أفضل منه من سُمّي صدّيقاً .

فقال : كذبت وربّ الكعبة ، فما صدّقه ، بل هرب عنه في القتال ، ودلّ على سوء ضميره وقد غشيه الكرب واستكلب لديه الحرب ، أسلمه لأسنّة الحتوف وحدة السيوف ، انهزم والله الصدّيق عن صدقه ، إنّ الفار عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) شيطان مارد ، ليس كما قلت ، بل والله الفاضل مَن نام على فراشه ووقاه بنفسه ، مفرّج كربه وقاضي دينه ، ووارث علمه وخليفته على أُمته ، مبايع البيعتين ، صاحب بدر وحنين ، أسد الله ووليّه ، لا البلفاحة الهلباحة أين ابن أبي قحافة .

قال الشعبي : فأمسكت عنه لئلاّ يُسمع كلامه ويُكتب بخبره ، وقلت له : حفظت القرآن ؟ فقال : إي والله ، وعلمتُ منه ما أخرق الظلمة إلى النور ، فقلت له : ما تقول في المسح على الخفّين ؟ فقال : يا سبحان الله ، هل يجوز في حكم الله وعدله أن يفرض على جوارح البدن وهي أحياء فرضاً معلوماً ، فيشرك معها ميتة فجعل الميت شريكاً للحي في فرض معلوم ، وقد رُفِع عن الأموات أعمال الأحياء ؟ مثلك يقول هذا ! قال الشعبي : فأردَ كلاماً ما سمعتُ قط مثله ، فقلت له : أخبرني مَن أنت ، ومن أين أنت ؟ فقال لي : إليك عنّي ما كنت لأُخبر الحتف على نفسي ، وغاب عنّي فلم أره ( رضي الله عنه ).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.