أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2015
4706
التاريخ: 19-01-2015
4283
التاريخ: 9-5-2016
3584
التاريخ: 19-01-2015
4028
|
روى المفيد في (الارشاد) وغيره عن جماعة من أهل السير منهم أبو مخنف، واسماعيل بن راشد، وابو هاشم الرفاعي، وأبو عمر الثقفي، وغيرهم :ان نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الامراء، فعابوهم وعابوا اعمالهم، وذكروا اهل النهروان وترحموا عليهم ؛ فقال بعضهم لبعض : لو انا شرينا انفسنا لله فأتينا ائمة الضلال وارحنا منهم العباد والبلاد واخذنا بثأر اخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك.
فقال عبدالرحمن بن ملجم (لعنه الله) : انا اكفيكم عليا، وقال البرك بن عبد الله : انا اكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكير : انا اكفيكم عمرو بن العاص، وتعاقدوا على ذلك، وتوافقوا على الوفاء، واتعدوا في شهر رمضان في ليلة تسعة عشرة منه، ثم تفرقوا.
فاقبل ابن ملجم حتى قدم الكوفة، واما صاحب معاوية فانه قصده، فلما ركع ضربه ضربه فوقعت ضربته على اليته، فجاء الطبيب اليه فنظر الى الضربة فقال : ان السيف مسموم، فاختر اما ان احمي لك حديدة فاجعلها في الضربة، واما ان اسقيك دواء فتبرا وينقطع نسلك؟, فقال : اما النار فلا اطيقها، واما النسل ففي يزيد وعبدالله ما تقر عيني وحسبي بهما، فسقاه الدواء فعوفي ولم يولد له ولد بعد ذلك، وقال له البرك بن عبدالله ان لك عندي بشارة، فانت ولي ما تراه في أمري، وان لم يقتل اعطيتك العهود والمواثيق ان امضي فاقتله ثم أعود اليك، فأضع يدي في يدك حتى تحكم في ما ترى، فحبسه عنده، فلما اتى الخبر ان عليا قتل في تلك الليلة خلى سبيله.
هذه رواية اسماعيل بن راشد. وقال غيره : بل قتله من وقته.
وأما صاحب عمرو بن العاص فانه وافاه في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن ابي حبيبة، فخرج للصلاة، فشد عليه عمرو بن بكير فضربه بالسيف فاثبته، واخذ الرجل فاتئ به عمرو بن العاص فقتله، ودخل من غد الى خارجه وهو يجود بنفسه فقال : أما والله يا أبا عبدالله ما أراد غيرك، فقال عمر : ولكن الله اراد خارجه.
ولما قدم ابن ملجم (لعنه الله) الكوفة راى رجلا من اصحابه ذات يوم من تيم الرباب، فصادف عنده قطامة بنت الاخضر التيمي، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قتل اباها واخاها بالنهروان، وكانت من أجمل نساء اهل زمانها، فلما رآها ابن ملجم شغف بها واشتد اعجابه بها، وسال في نكاحها وخطبها.
فقالت : ما الذي تسمي لي من الصداق؟.
فقال لها : احكمي ما ببالك، فقالت : انا محتكمة عليك ثلاثة الاف درهم، ووصيفا وخادما وقتل علي بن ابي طالب.
فقال لها : لك جميع ما سالت، فأما قتل علي بن ابي طالب فأنى لي بذلك؟.
فقالت تلتمس غرته : فان انت قتلته شفيت نفسي وهناك العيش معي، وإن انت قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا فقال : اما والله ما اقدمني هذا المصر وقد كنت هاربا منه لا آمن مع أهله الا ما سالتيني من قتل علي بن ابي طالب، فلك ما سالت.
فقالت : فانا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك، ثم بعثت الى وردان بن مجالد من تيم الرباب وخبرته الخبر، وسالته معونة ابن ملجم، فتحمل ذلك لها، وخرج ابن ملجم فأتى رجلا من اشجع يقال له شبيب بن بجرة.
فقال : يا شبيب، هل لك في شرف الدنيا والاخرة؟.
قال : وما ذاك؟.
قال : تساعدني على قتل علي بن ابي طالب، وكان شبيب على راي الخوارج، فقال له : يا بن ملجم، هبلتك الهبول، لقد جئت شيئا ادا، وكيف تقدر على ذلك؟, فقال له ابن ملجم : نكمن له في المسجد الاعظم، فاذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به، وان نحن قتلناه شفينا انفسنا وادركنا ثأرنا، فلم يزل به حتى أجابه، فأقبل معه حتى دخلا المسجد الاعظم على قطام وهي معتكفة في المسجد الاعظم قد ضربت عليها قبة، فقالا لها : قد اجتمع راينا على قتل هذا الرجل، فقالت لهما : اذا اردتما ذلك فأتياني في هذا الموضع، فانصرفا من عندها فلبثا اياما ثم اتياها ومعهما الاخر ليلة الاربعاء التسعة عشر خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم، وتقلدوا اسيافهم، ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الصلاة، وقد كانوا ذلك ألقوا الى الاشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل امير المؤمنين، وواطأهم على ذلك، وحضر الاشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجمعوا عليه، وكان حجر بن عدي (رحمه الله) في تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الاشعث يقول : يا بن ملجم، النجا النجا لحاجتك فقد فضحك الصبح، فاحس حجر بما أراد الاشعث، فقال له : قتلته يا أعور، وخرج مبادرا فليمض الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم، وخالفه امير المؤمنين (عليه السلام) في الطريق، فسبقه ابن ملجم (لعنه الله) فضربه بالسيف وأقبل حجر والناس يقولون : قُتل امير المؤمنين (عليه السلام).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|