المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31
مفهوم الهيكل التنظيمي وتصميمة
2023-05-07
صدأ الصنوبر الأبيض البثري
2024-02-19
تفسير كوبنهاجن المتواضع
2023-03-27
علم الأجنة
8-05-2015
ما الفرق بين كتاب علي والجفر؟
2024-10-02


التخطيط لقتله واغتياله  
  
3462   01:41 مساءً   التاريخ: 18-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص239-242.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

 المشهور بين علماء الشيعة انّ سيد الاوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام) ضرب بيد أشقى الناس ابن ملجم المرادي في الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة عند الفجر، و فاضت روحه المقدسة الى رياض القدس و الجنان في ليلة (21) من شهر رمضان، و كان عمره الشريف آنذاك ستا و ستين سنة.

و لما بعث النبي (صلى الله عليه واله)كان عمره (عليه السلام) عشر سنين فآمن به، و كان معه بعد البعثة ثلاث عشرة سنة في مكة، و لما هاجر النبي (صلى الله عليه واله)الى المدينة كان معه أيضا عشر سنين.

ثم ابتلى بعدها بمصيبة ارتحال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و بقى بعده ثلاثين سنة، سنتين واربعة اشهر في خلافة أبي بكر، و إحدى عشرة سنة في خلافة عمرو و اثنتي عشرة سنة في خلافة عثمان.

وكانت مدّة خلافته خمس سنين تقريبا، و كان مشغولا فيها بقتال المنافقين و المردة، و أصبح (عليه السلام) مظلوما بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كان يظهر مظلوميته أحيانا، و قد ضاق صدره من عناد الناس و نفاقهم و تمردهم حتى رجا اللّه أن يعجل في موته.

وقد أخبر مرارا عن استشهاده بيد ابن ملجم و كان يقول و قد مسح لحيته: «ما يحبس أشقاها أن يخضبها عن أعلاها بدم؟» و صعد المنبر في شهر رمضان الذي استشهد فيه و أخبر أصحابه بانّهم سيحجّون هذا العام و لا يكون هو فيهم.

وكان (عليه السلام) يبيت في ذلك الشهر ليلة عند الامام الحسن و ليلة عند الامام الحسين (عليهما السّلام‏) وليلة عند زينب و كانت في بيت زوجها عبد اللّه بن جعفر، و كان يفطر عندهم ولم تتجاوز لقماته الثلاث، فسئل عن سبب ذلك؟ فأجاب (عليه السلام) انّه قد دنا أجله و يريد لقاء ربه و هو خميص‏ .

وقيل انّ عليا (عليه السلام) كان جالسا ذات يوم على المنبر فانتبه الى ابنه الحسن فسأله عن شهر رمضان كم يوم مضى منه، فأجابه ثلاثة عشر يوما، ثم انتبه الى ابنه الحسين فسأله عن شهر رمضان كم يوم بقي منه، فأجاب سبعة عشر يوما، فوضع يده على لحيته الشريفة و قد اشتعلت شيبا، ثم قال: «و اللّه ليخضبها بدمها اذا انبعث اشقاها».

ثم أنشد (عليه السلام):

أريد حياته و يريد قتلي‏           عذيرك من خليلك من مراد

أما كيفية مقتله (عليه السلام) فهو ما نقله جمع من المؤرخين، انّ نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة بعد وقعة النهروان منهم عبد الرحمن بن ملجم، فتذاكروا الامراء فعابوهم و عابوا أعمالهم، و ذكروا أهل نهروان و ترحموا عليهم، و كان هذا دأبهم كل يوم، و قالوا: انّ عليا و معاوية قد أفسدا هذه الامة فلو قتلناهما أرحنا العباد و البلاد منهما.

فقال رجل من بني أشجع : واللّه عمرو بن العاص لا يقلّ عنهما، بل هو اصل الفساد و أساس الفتنة، فاجتمع رأيهم على قتل هؤلاء الثلاثة.

قال اللعين ابن ملجم : أنا أكفيكم عليا، و قال الحجاج بن عبد اللّه المعروف بالبرك : انا أكفيكم معاوية، و قال دادويه المعروف بعمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

فتعاهدوا على ذلك و تواثقوا على الوفاء به، و ان يقتلوهم في ليلة واحدة بل في ساعة واحدة، فكان موعدهم شهر رمضان في الليلة التاسعة عشرة منه حين صلاة الفجر، فتفرقوا بعد ذلك و أخذ البرك طريق الشام، و سافر عمرو الى مصر، و ذهب ابن ملجم اللعين الى‏

الكوفة، و قد طلوا سيوفهم بالسم الناقع و كتموا أمرهم و انتظروا وصول يوم الميعاد.

فلمّا كانت الليلة التاسعة عشرة دخل البرك بن عبد اللّه المسجد متقلدا سيفه المسموم، و وقف خلف معاوية فلمّا ركع معاوية و قيل حينما سجد ضربه بالسيف على فخذه فصاح معاوية و وقع في المحراب.

فاضطرب الناس و قبضوا على البرك و أخذوا معاوية الى بيته، و جاءوا بطبيب حاذق لمداواته، فلمّا رأى الطبيب الجرح قال: انها ضربة بسيف مسموم و قد أثّر في عرق النكاح، فلو أردت البرء و عدم انقطاع النسل فعلاجه الكي و الا فالدواء و لكن ينقطع نسلك.

فقال معاوية: انّي لن أتحمل ولا أطيق حرّ الحديدة المحمّاة، و يكفيني من النسل ابناي يزيد و عبد اللّه، فداووه بالعقاقير حتى برأ ولكن انقطع نسله، و أمر بعدها ببناء مقصورة في المسجد و وضع الحرّاس عليها ليحرسوه.

ثم أمر باحضار البرك و حكم عليه بضرب عنقه، فقال البرك : الامان و البشارة يا معاوية، قال، ما هي تلك البشارة؟ قال: انّ خليلي ذهب لقتل عليّ، فاحبسني الآن حتى يأتيك الخبر، فاذا قتل عليا فاصنع بي ما تشاء والا أطلقني كي أذهب فأقتل عليا و أقسم باللّه أن آتيك حتى تفعل بي ما تشاء، فحبسه معاوية على قول فلمّا وصل إليه خبر قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) سرّح البرك فرحا بهذا الخبر.

أما عمرو بن بكر فانّه لما دخل مصر صبر الى ليلة التاسع عشر، فدخل مسجد الجامع مع سيفه المسموم و انتظر مجي‏ء عمرو بن العاص لكن عمرو لم يحضر للصلاة لعلة اصابته فاستخلف مكانه خارجة بن حبيبة قاضي مصر.

فوقف خارجة للصلاة و ظن عمرو بن بكر انّه عمرو بن العاص، فسلّ سيفه و ضرب خارجة به فصرعه و تخبّط بدمه و هرب عمرو بن بكر الّا انّهم أسروه و جاءوا به الى عمرو بن العاص فأمر بقتله.

فأخذ عمرو بالبكاء والجزع و النحيب فقيل له: ما هذا البكاء عند الموت؟ فانّ من يصنع‏

مثل ما تصنع لا يخاف من الموت، فقال: لا و اللّه انّي لا أهاب الموت لكن أبكي على عدم توفيقي لقتل عمرو بن العاص، و الحال انّ شركائي البرك و ابن ملجم و صلوا الى أمنيتهم بقتل عليّ و معاوية.

فأمر عمرو بقتله ثم ذهب في اليوم الثاني الى عيادة خارجة و كان به رمق من الحياة فقال: يا ابا عبد اللّه قصدك الرجل، فقال عمرو: لكن اللّه أراد خارجة.

أما عبد الرحمن ابن ملجم فانّه توجّه الى الكوفة و نزل في محلة بني كندة، موضع اجتماع القاعدين من الخوارج، و كتم أمره عن أصحابه، فكان في انتظار الموعد، ثم انّه زار رجلا من أصحابه ذات يوم فصادف عنده قطام بنت الاخضر التميمية، و كانت من أجمل نساء زمانها و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) قتل اباها و أخاها بالنهروان فكانت شديدة الحقد و النصب عليه.

فلما رآها ابن ملجم و رأى جمالها شغف بها و اشتدّ اعجابه بها، فسأل في نكاحها و خطبها فقالت له : ما الذي تسمّي لي من الصداق؟ فقال لها: احتكمي بذلك، فقالت له: أنا محتكمة عليك بثلاثة آلاف درهم و وصيفا و خادما و قتل عليّ بن أبي طالب.

فقال لها : لك جميع ما سألت فامّا قتل علي بن أبي طالب فانّى لي بذلك، فقالت: تلتمس غرّته‏  ثم تقتله، فان أنت قتلته شفيت نفسي، و هنأك العيش معي، و ان أنت قتلت فما عند اللّه خير لك من الدنيا، فلمّا رأى ابن ملجم موافقة تلك الملعونة له في الرأي قال لها: أما و اللّه ما أقدمني هذا المصر الّا ما سألتيني من قتل عليّ بن أبي طالب.

فقالت قطام : فانا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك من قومي، فبعثت الى وردان بن مجالد وكان من قبيلتها، وطلبت منه مساعدة ابن ملجم، فعزم بعد ذلك ابن ملجم على فعله و لقي شبيب بن بجرة من بني أشجع و كان على مذهبه فقال له؟

يا شبيب هل لك في شرف الدنيا و الآخرة؟

قال: و ما ذاك؟

قال: تساعدني على قتل عليّ بن أبي طالب.

فقال له: يا ابن ملجم هبلتك الهبول‏  لقد جئت شيئا ادّا و كيف تقدر على ذلك؟

فقال له ابن ملجم: لا تخف نكمن له في المسجد، فاذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به و شفينا أنفسنا و أدركنا ثأرنا.

فلم يزل به حتى أجابه، فأقبل معه حتى دخل المسجد الاعظم على قطام و هي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبّة، فأخبرها ابن ملجم باتفاق شبيب معه، فقالت الملعونة لهما: اذا أردتما ذلك فأتياني في هذا الموضع.

فانصرفا من عندها فلبثا أيّاما ثم أتياها ليلة الاربعاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان، فدخلا عليها مع وردان.

فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم، و تقلدوا أسيافهم المسمومة فقالت لهم: اغتنموا الفرصة ولا تدعوها تذهب.

فمضوا من تلك الملعونة و جلسوا مقابل السدة التي كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج منها للصلاة.

وقد كانوا قبل ذلك القوا الى الاشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) و واطأهم على ذلك و حضر الأشعث بن القيس لعنه اللّه في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه.

وكان حجر بن عدي رحمه اللّه و هو من كبار الشيعة و رجالهم في تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الاشعث يقول لابن ملجم : النجاء  النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح.

فأحس حجر بما أراد الاشعث فقال له :  قتلته يا أعور.

وخرج مبادرا يمضي الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم، و خالفه أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الطريق فلمّا رجع حجر سمع الناس يقولون:«قتل أمير المؤمنين» .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.