المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

في الإرادة والمشيئة
9/12/2022
تصنيف وتسمية الحشرات
17-2-2016
قاعدة الطهارة
6-7-2019
موازنة بين الموظفين ورجال الجيش.
2024-06-20
ذم الرياء
3-10-2016
انواع النماذج الجغرافية – النماذج الرياضية
3-2-2022


بواعث الثورة عند الحسين (عليه السّلام)  
  
3532   03:56 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة
الجزء والصفحة : ص161-165.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 4066
التاريخ: 22-5-2019 2619
التاريخ: 12-8-2022 4609
التاريخ: 7-11-2017 3247

إنّ العنصر الاجتماعي شديد البروز في ثورة الحسين (عليه السّلام) ويستطيع الباحث أن يُلاحظه فيها من بدايتها حتّى نهايتها ويرى أنّ الحسين (عليه السّلام) ثار من أجل الشعب المسلم.
لقد ثار على يزيد باعتباره مُمثّلاً للحكم الاُموي ، هذا الحكم الذي جوّع الشعب المسلم وصرف أموال هذا الشعب في اللذات والرشا وشراء الضمائر وقمع الحركات التحرّرية ، هذا الحكم الذي اضطهد المسلمين غير العرب وهدّدهم بالإفناء ومزّق وحدة المسلمين العرب وبعث بينهم العداوة والبغضاء ، هذا الحكم الذي شرّد ذوي العقيدة السياسيّة التي لا تنسجم مع سياسة البيت الأموي وقتلهم تحت كلّ حجر ومدر وقطع عنهم الأرزاق وصادر أموالهم . 
هذا الحكم الذي شجّع القبيلة على حساب الكيان الاجتماعي للاُمّة المسلمة ، هذا الحكم الذي عمل عن طريق مباشر تارة وعن طريق غير مباشر تارة اُخرى على تقويض الحس الإنساني في الشعب وقتل كلّ نزعة إلى التحرّر بواسطة التخدير الديني الكاذب . 
كلّ هذا الانحطاط ثار عليه الحسين (عليه السّلام) وها هو يقول لأخيه محمد بن الحنفيّة في وصيته له :  إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ومَنْ ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يحكم الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين  ، فالإصلاح في اُمّة جدّه (صلّى الله عليه وآله) هو هدفه من الثورة .
وهنا شيء اُريد أن أنبه عليه في قوله :  ... فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ  . 
إنّه لم يقل : فمَنْ قبلني لشرفي ومنزلتي في المسلمين وقرابتي من رسول الله وما إلى ذلك ، لم يقل شيئاً من هذا إنّ قبوله يكون بقبول الحقّ فهذا داع من دعاته وحين يقبل الناس داعي الحقّ فإنّما يقبلونه لما يحمله إليهم من الحقّ والخير لا لنفسه وفي هذا تعالٍ وتسامٍ عن التفاخر القبلي الذي كان رأس مال كلّ زعيم سياسي أو ديني في عصره (عليه السّلام) .
وظهر العصر الاجتماعي في ثورة الحسين (عليه السّلام) أيضاً حين التقى مع الحرّ بن يزيد الرياحي وقد كان ذلك بعد أن علم الحسين (عليه السّلام) بتخاذل أهل العراق عنه بعد بيعتهم له وبعد أن انتهى إليه نبأ قتل رسوله وسفيره إليهم مسلم بن عقيل وبعد أن تبيّن له ولمَنْ معه المصير الرهيب الذي ينتظرهم جميعاً فقد خطب الجيش الذي مع الحرّ قائلاً :  أيّها الناس إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر ما عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ مَنْ غيّر ، وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم وإنّكم لا تُسلموني ولا تخذلوني فإن تممتم عليّ بيعتكم تصيبوا رُشدكم ؛ فإنّي الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم فيّ اُسوة .
وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنُكر ؛ لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم بن عقيل والمغرور مَنْ اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم ومَنْ نكث فإنّما ينكث على نفسه  ، فهو هنا يبيّن لهم أسباب ثورته : إنّها الظلم والاضطهاد والتجويع وتحريف الدين واختلاس أموال الاُمّة . 
ثمّ انظر كيف لمّح لهم إلى ما يخشون لقد علم أنّهم يخشون الثورة لخشيتهم الحرمان والتشريد فهم يؤثرون حياتهم على ما فيها من انحطاط وهوان على محاولة التغيير خشية أن يفشلوا فيعانوا القسوة والضّنك .
لقد علم منهم هذا فقال لهم : فإنّي الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)  .
فبيّن لهم مركزه أوّلاً ثمّ قال لهم :  نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم فيّ اُسوة  فيما قد يحدث من اضطهاد وحرمان . 
ويقف المتأمّل وقفة اُخرى عند قوله :  وأنا أحقّ من غيّر  . فيها تعبير عن شعوره بدوره التأريخي الذي يتحتّم عليه أن يقوم بأدائه .
ومرّة ثالثة حدّث الحسين (عليه السّلام) أهل العراق عن ثورته ومبرراتها وكانت خطبته هذه في الساعات الأخيرة التي سبقت اشتباك القتال بينه وبين الجيش الأموي قالوا : إنّه (عليه السّلام) ركب فرسه فاستنصتهم فلم ينصتوا حتّى قال لهم :  ويلكم ! ما عليكم أن تنصتوا لي فتسمعوا قولي ؟! وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد فمَنْ أطاعني كان من المرشدين ومَنْ عصاني كان من المهلكين وكلّكم عاصٍ لأمري غير مستمع لقولي فقد مُلئت بطونكم من الحرام وطُبع على قلوبكم. 
ويلكم ! ألا تنصتون ؟ ألا تسمعون ؟  .
فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم وقالوا : أنصتوا له ، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلّى على محمد وعلى الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ في المقال  .
ثمّ قال :  تبّاً لكم أيّها الجماعة وترحاً ! أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم وحششتم علينا ناراً أوقدناها على عدوّنا وعدوّكم فأصبحتم إلباً على أوليائكم ويداً عليهم لأعدائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم إلاّ الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه من غير حدث كان منّا ولا رأي تفيّل لنا . .. . 
في هذه الخطبة حدّثهم الحسين (عليه السّلام) عن أنفسهم وعن واقعهم وعن زيف حياتهم . حدّثهم كيف أنّهم استصرخوه على جلاّديهم ثمّ انكفؤوا مع هؤلاء الجلاّدين عليه . 
هؤلاء الجلاّدون الذين لم يسيروا فيهم بالعدل وإنّما حملوهم على ارتكاب الحرام في مقابل عيش خسيس ، خسيس في نفسه قليل دون الكفاية خسيس لأنّه يعمل على مدّ الأجل بحياة حقيرة ذليلة خسيس باعتباره أجراً لعمل خسيس . 
وحدّثهم عن مواقفهم المتكرّرة من الحركات الإصلاحية إنّهم دائماً يُظهرون العزم على الثورة والرغبة فيها يُظهرون العزم على تطوير واقعهم السيِّئ حتّى إذا جدّ الجدّ انقلبوا جلاّدين للثورة بدل أن يكونوا وقوداً لها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.