المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

تطبيقات منجزية العلم الاجمالي
4-9-2016
Addition reactions
11-5-2017
تفسير الآية (79-80) من سورة ال عمران
8-3-2021
أنواع النفايات الطبية حسب خطورتها
5-5-2016
ماهيـة الإدارة ومفاهيـمها
5-7-2022
مقومات القوة المورفولوجية- الموقع البحري
28-11-2021


منزلة الزهراء يوم القيامة  
  
3419   03:46 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص182-184.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

روى فرات بن ابراهيم معنعنا، عن ابن عباس، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : دخل رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات يوم على فاطمة وهي حزينة، فقال لها : ما حزنك يا بنية؟ قالت : يا أبت، ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة.

قال : يا بنية، انه ليوم عظيم، ولكن قد أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل انه قال : أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة انا، ثم أبي ابراهيم، ثم بعلك علي بن ابي طالب، ثم يبعث الله اليك جبرئيل في سبعين الف ملك، فيضرب على قبرك سبع قباب من نور، ثم ياتيك اسرافيل بثلاث حلل من نور، فيقف عند راسك فيناديك : يا فاطمة بنت محمد، قومي الى محشرك، فتقومين آمنة روعتك، مستورة عورتك، فيناولك اسرافيل الحل فتلبسينها، وياتيك زوفائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محفة من ذهب فتركبينها، ويقود زوفائيل بزمامها، وبين يديك سبعون ألف ملك بايديهم الوية التسبيح.

فاذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء يستبشرون بالنظر اليك، بيد كل واحد منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، وعليهن اكاليل الجوهر مرصع بالزبرجد الاخضر، فيسرن عن يمينك.

فاذا سرت مثل الذي سرت من قبرك الى ان لقيتك الحور؛ استقبلتك مريم بنت عمران في مثل معك من الحور، فتسلم عليك، وتسير هي ومن معها عن يسارك، ثم تستقبلك امك خديجة بنت خويلد، أول المؤمنات بالله ورسوله ومعها سبعون ألف ملك بايديهم ألوية التكبير فاذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين الف حوراء، ومعها آسية بنت مزاحم، فتسير هي ومن معها.

فاذا توسطت الجمع وذلك ان الله يجمع الخلائق في صعيد واحد، فتستوي بهم الاقدام، ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق : غضوا ابصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها، فلا ينظر اليك يومئذ الا ابراهيم خليل الرحمن وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ويطلب آدم حواء فيراها مع امك خديجة أمامك، ثم ينصب لك منبر من النور في سبع مراق، بين المرقاة الى المرقاة صفوف الملائكة بايديهم الوية النور، وتصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره، واقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية.

فاذا صرت في أعلى المنبر اتاك جبرئيل، فيقول لك : يا فاطمة، سلي حاجتك، فتقولين : يا رب، أرني الحسن والحسين، فيأتيانك وأوداج الحسن تخشب دما، وهو يقول : يا رب، خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني، فيغضب عند ذلك الجليل ويغضب لغضبه جهنم والملائكة اجمعون، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة، ثم يخرج فوج من النار وتلتقط قتلة الحسين (عليه السلام) وابناءهم وأبناء ابنائهم، ويقولون : يا رب، انا لم نحضر الحسين (عليه السلام) ؟ يقول الله لزبانية جهنم : خذوهم وأبناء ابنائهم، ويقولون : يا رب، انا لم نحضر الحسين (عليه السلام) ؟ فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين، وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل من النار، فانهم كانوا اشد على اولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين (عليه السلام) فقتلوه، ثم يقول جبرئيل : يا فاطمة، سلي حاجتك؟ فتقولين : يا رب، شيعة ولدي، فيقول الله : قد غفرت لهم، فتقولين : يا رب شيعة شيعتي؟ فيقول الله : انطلقي، فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك يود الخلائق انهم كانوا فاطميين، فتسيرين ومعك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين آمنة ورعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون.

فاذا بلغت باب الجنة تلقتك اثنتا عشر الف حوراء لم يتلقين احدا قبلك ولا يتلقين احدا كان بعدك، بأيديهم حراب من نور على نجائب من نور رحائلها من الذهب الاذفر والياقوت، أزمتها من لؤلؤ رطب، على كل نجيب نمرقة من سندس منضود.

فاذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها والناس في الحساب، وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون، واذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين، وان في بطنان الفردوس لؤلؤتين من عرق واحد؛ لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء، فيهما قصور ودور، في كل واحد سبعون ألف دار، فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا، والصفراء منازل لإبراهيم وآل ابراهيم صلوات الله عليهم اجمعين قالت : يا أبت، فما كنت أحب ان ارى يومك ولا ابقى بعدك، قال : يا ابنتي، لقد أخبرني جبرئيل عن الله انك اول من يلحقني من أهل بيتي، فالويل كله لمن ظلمك، والفوز العظيم لمن نصرك.

قال عطاء : كان ابن عباس اذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الاية :

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } [الطور: 21].




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.