المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الفلك
1-07-2015
التساقط (التهاطل) - الأمطار- الأمطار التضاريسية
2/12/2022
ذكر موت السفاح
28-6-2017
وفاة الناصر وخلافة الظاهر
25-1-2018
هل يعلم التأويل إلاّ الله ؟
10-10-2014
أهمية بحث شخصية المتهم السابق على الحكم
20-3-2018


السيدة فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) يومَ المحشر  
  
4740   03:10 مساءً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : السيد محمد كاظم القزويني
الكتاب أو المصدر : فاطمة الزهراء (عليها‌ السلام) من المهد إلى اللحد
الجزء والصفحة : ص540-543
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /


إن كان بعض المسلمين لم يراعوا حرمة سيّدة نساء العالمين في حياتها، وأذاقوها أنواع الذل والهوان، وقابلوها بالاعتداء والكبت، ولم يرقبوا فيها كرامتها ولا كرامة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولم يحفظوا فيها كلام الله تعالى حيث أنزل آيات بيّنات في حقّها وحق زوجها وولديها سيّدي شباب أهل الجنّة، كآيات التطهير والمباهلة وسورة هل أتى وآية المودّة في القربى.
وكأنَّهم لم يسمعوا وصيّة أبيها في حقّها حيث قال: المرء يُحفظ في وُلده ، وقوله: فاطمة بضعة منّي، مَن آذاها فقد آذاني ، وأمثال ذلك من الكلمات التي أوصى بها الرسول أُمَّته بحق ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء.
ولم ينصروها حينما استنجدت بهم واستنصرتهم فلم يسعفوها، ولم يتكلّم منهم متكلّم ، فإنّ الله تعالى قد حفظ لفاطمة الزهراء (عليها‌ السلام) مقامها، ولم يبخس من حقّها شيئاً، فلقد ذكرها في كتابه المجيد، وأحلَّها محلاًّ لم تدركه أيّة أُنثى في العالم، وقد جعلها الله سيّدة نساء العالمين.
وبعد هذا كلّه فإنّ الله تعالى سيُظهر عظمتها لأهل العالم كلّهم في يوم القيامة.
في ذلك اليوم الذي يحشر فيه الظالمون ووجوههم مسودّة.
في ذلك اليوم الذي يعضّ الظالم على يديه.
في ذلك اليوم يجمع الله تعالى فراعنة الأُمم، وهم أذلاَّء حقراء قد أذهلهم الفزع الأكبر، وقد تذكّر كل منهم أعماله ومخازيه وموبقاته.
وقرأ إضبارته المليئة بهتك حرمات الله، وظلم أوليائه وإهدار دماء الأبرياء، وإذلال الصالحين.
في ذلك اليوم تتبخَّر الشخصيات الجبَّارة، وتنعدم إمكانيات الطواغيت وتسلب قدرة الفراعنة.
في ذلك اليوم تظهر عظمة الصدّيقة الطاهرة، ومنزلتها السامية عند ربّها وجلالة قدرها وعظم شأنها.
إنّه يوم عظيم، وعجيب ومدهش ومذهل.
فأنبياء الله يحشرون من قبورهم، ويتّجهون نحو المحشر.
وجميع الخلائق على اختلاف أديانهم وألوانهم وأعمالهم.
وجميع الأُمم على اختلاف شرائعهم.
وجميع العالمين {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47].
وحتى الجنين الذي سقط عن بطن أُمّه قد استوى إنساناً كاملاً.
أكثرهم عراة وكلّهم حفاة.
يجتمعون على صعيد المحشر، ويصطفّون صفوفاً تبلغ سبعين ألف صف تبدأ الصفوف من أقصى المشرق وتنتهي إلى أقصى المغرب.
في ذلك اليوم تتجلّى شخصية الزهراء عند أهل المحشر، وإليك بعض الأحاديث التي تشير إلى هذا المعنى، وقد ذكرها جمع غفير من علماء العامّة أضف إليها طائفة كبيرة من تلك الأحاديث التي رُويت عن أئمّة أهل البيت (عليهم ‌السلام) وها هي بعض تلك الأحاديث:
1 - روى الحاكم النيسابوري في (المستدرك , ج3 , ص153) . 
بإسناده عن عليّ (عليها السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) حتّى تمرّ .
ورواه ابن الأثير في (أُسد الغابة ، ج5 ، ص523)، والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب ص212)، والذهبي في (ميزان الاعتدال ج2 ص18)، والهمذاني في (مودّة القربى ص104) مع زيادة قال.
2 - عن عليّ (عليها السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل القيامة أغمضوا أبصاركم، لتجوز فاطمة بنت محمد مع قميص مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرش فتقول: أنت الجبّار العدل، اقض بيننا وبين مَن قتل ولَدي ، فيقضي الله بسُنَّتي وربّ الكعبة.
ثم تقول: اللّهمّ أشفعني فيمن بكى على مصيبته، فيشفّعها الله فيهم.
ومنهم الزرندي في (نظم درر السمطين)، والمتقي في (كنز العمّال ج13 ص93)، والهيثمي في (مجمع الزوائد ج6 ص212)، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمّة ص127)، وابن أبي الحديد في (شرح النهج)، وابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان ج3 ص237).
والسيوطي في (الخصائص ج2 ص265) و(الجامع الصغير) و(التعقيبات)، والكناني المصري في (تنزيه الشريعة المرفوعة)، والنبهاني في (الفتح الكبير) و(جواهر البحار)، والشافعي في (المناقب)، والملاّ عليّ القاري في (جمع الوسائل)، والقندوزي في (ينابيع المودّة)، والشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف)، والشبلنجي في (نور الأبصار).
3 - ويروي هذا الحديث عن أبي هريرة كلٌّ من: أبي نعيم في (دلائل النبوّة)، وابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة)، وغيرهما.
ويروي هذا الحديث أيضاً عن أبي أيوب الأنصاري كل من: الخوارزمي في (مقتل الحسين) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ينادي مناد من بطنان العرض: يا أهل الجمع نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمّد على الصراط.
قال: فتمرّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع.
ورواه القرماني في (أخبار الدول)، والطبري في (ذخائر العقبى)، وابن الصباغ في (الفصول المهمّة)، والصفوري في (نزهة المجالس) وغيرهم.
ويروي هذا الحديث عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري، وغيرهما .
4 - وقد روى جمع كثير من علماء العامّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّ السيدة فاطمة الزهراء ترد المحشر على ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) العضباء أو ناقته القصوى.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.