المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

اصناف القرع العسلي
28-4-2021
Tycho Brahe
17-1-2016
أي الحشرات احتلت مكان عثة الملابس في مهاجمة المنسوجات كافة؟
19-4-2021
مقبرة (زفاي حعبي) في كرمة ومحتوياتها.
2024-02-09
هل للسن تأثير على الابداع؟
2024-10-10
ضرورة التربية الاقتصادية
20-4-2016


نماذج في تأسيس أهل البيت مصطلحات علوم القرآن التعليم غير المباشـر  
  
920   01:53 صباحاً   التاريخ: 2024-03-18
المؤلف : الدكتور ضرغام كريم الموسوي
الكتاب أو المصدر : بحوث قرآنية على ضوء الكتاب والعترة
الجزء والصفحة : 109 - 112
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

نماذج في تأسيس أهل البيت  مصطلحات علوم القرآن التعليم غير المباشـر

 

 التأسيس على نحو التعليم غير المباشـر:

      لم ينفكْ أهل البيت  في نشـر علوم السماء من خلال خطبهم واحاديثم ومجالسهم ، فكان في أحدى أساليبهم هو الالقاء لهذه المصطلحات لا على نحو التعليم المباشـر ، وانما كان الكلام عنها عرضيا، كما في كثير من الخطب التي ألقوها ( ، وهذا وازعا لاصحابهم ان يسألوا عن تلك المصطلحات بعد الانتهاء من الخطبة أو الحديث ، إذ مَن يَعلم دورَ الرسولِ (صلى الله عليه واله وسلم) وأهلَ البيت ( يعلم أن ما يلقونه من علوم إنما هو عن غاية وقصد فلا يكون كلامهم اعتباطا ، ونذكر امثلة من كلامهم ( التي ذكرت مجموعة من الاصطلاحات وهي كما يأتي :

1ــ جاء في الكافي : عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) عَنْ آبَائِهِ ( قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) : ( هُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ فَظَاهِرُهُ‏ حُكْمٌ‏ وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَعَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ‏ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَلَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ وَ دَلِيلٌ عَلَى الْـمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ، فَلْيَجْلُ جَالٍ بَصـرهُ وَ لْيُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ يَنْجُ مِنْ عَطَبٍ‏ وَ يَتَخَلَّصْ مِنْ نَشَبٍ‏، فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ كَمَا يَمْشِي الْـمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَ قِلَّةِ التَّرَبُّص‏)[1].

     فعند الوقوف على فقرات هذا الحديث نجده قد طرح مجموعة من المصطلحات التي لم يكن لها ذكر قبل ذلك ، فقد اشارت الى الظاهر والباطن، والى ظاهرة التنجيم التي كانت سور القرآن تنزل على وفقها، كما نلاحظ في صدره ذكر المجمل والمبين، فكان هذا ما يدفع الصحابة للسؤال عن تلك المصطلحات ، وخصوصا ما مرَّ به المسلمون الاوائل؛ لانهم كانوا بأمس الحاجة لأثبات تلك العلوم على خصومهم وبيانها.

2ــ وجاء عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَحَدِهِمَا 'فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى‏ {وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}‏[2] : (فَرَسُولُ اللهِ أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ قَدْ عَلَّمَهُ اللهُ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَ التَّأْوِيلِ وَ مَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ وَ أَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ إِذَا قَالَ الْعَالِمُ فِيهِ فَأَجَابَهُمُ اللهُ يَقُولُونَ‏ {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا} وَ القرآن خَاصٌّ وَ عَامٌّ، وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ، وَ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ)[3].

         إذ بيّن هنا ايضا مجموعة من علوم القرآن هي : الخَاص وَالعَام، وَالمُحْكَم وَالمُتَشَابِه، وَ النَاسِخ وَ المَنْسُوخ .

3ــ وجاء عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ  الْكُوفَةَ صَلَّى بِهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَقَرَأَ بِهِمْ‏ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى‏، فَقَالَ الْـمُنَافِقُونَ : وَ اللهِ مَا يُحْسِنُ أَنْ يَقْرَأَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ القرآن ، وَ لَوْ أَحْسَنَ أَنْ يَقْرَأَ لَقَرَأَ بِنَا غَيْرَ هَذِهِ السُّورَةِ ، قَالَ: فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ (عليه السلام): (وَيْلَهُمْ إِنِّي لَأَعْرِفُ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْكَمَهُ‏ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ فَصْلَهُ مِنْ وَصْلِهِ وَ حُرُوفَهُ مِنْ مَعَانِيهِ وَ اللهِ مَا حَرْفٌ نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله وسلم) إِلَّا وَ أَنَا أَعْرِفُ فِيمَنْ أُنْزِلَ وَ فِي أَيِّ يَوْمٍ نَزَلَ وَ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ نَزَلَ وَيْلَهُمْ أَ مَا يَقْرَءُونَ‏ إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ اللهِ عِنْدِي‏ وَرِثْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ وَ وَرِثَهَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مِنْ إِبْرَاهِيمَ‏ وَ مُوسَى وَيْلَهُمْ وَ اللهِ إِنِّي أَنَا الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِيَ‏ {وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ} فَإِنَّا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فَخَبَّرَنَا بِالْوَحْيِ فَأَعِيهِ وَ يَفُوتُهُمُ، فَإِذَا خَرَجْنَا قَالُوا ما ذا {قالَ آنِفاً})[4].

             فقد ذكر الامام (عليه السلام) مجموعة من علوم القرآن هي الخَاص وَالعَام وَالمُحْكَم وَمُتَشَابِه وَالنَاسِخ وَالمَنْسُوخ واسباب النزول وهو لم يكن على النحو المباشر في تقرير هذه العلوم وانما كان ردا على ابن الكواء.

4ــ جاء في الكافي: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‏ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: (نَزَلَ القرآن بِإِيَّاكِ أَعْنِي وَ اسْمَعِي يَا جَارَة)[5].

         وهو اسلوب من اساليب الخطالب التي يجب على المفسـر ان يعرفها ، وهو ما يسمى بالاشباه والوجوه.

5ــ قال جابر و سمعته يقول‏: (ان القرآن فيه محكم ومتشابه فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به، وهو قول اللّه فى كتابه‏ {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم}‏)[6].

         وهنا بعد أن بيّن الامام (عليه السلام) هذه المصطلحات فانه يبيّن ما يترتب على علوم القرآن من آثار عملية للمفسـر والفقيه إذ قال : المحكم نعمل به و ندين به ؛ لانَّ المحكم حاكم على المتشابه، وهو المعول عليه فيما اذا ورد حكمان مختلفان في القرآن في موضوع واحد وبينهما علاقة النسخ .

 

 


[1] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 2: 598

[2] سورة آل عمران: 7.

[3] الصفار: محمد بن حسن: بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد (، ط2-  1404 ق. مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم  - ايران ‏1 : 204.

[4] الصفار: بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (‏1: 135.

[5] الكليني: الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 2: 630.

[6] الأصول الستة عشر: جمع من العلماء، ط1- 1363 ش، طبع: دار الشبستري، قم – ايران: 66.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .